سمير وسميرة وتهتة وتهتوهة، هذه هي أسماء الشخصيات الشهيرة لمجلة «سمير» العريقة، التي تصدر من دار الهلال الحكومية. كانت قصص أبطال المجلة كثيراً ما تحمل محتوى أخلاقياً أو تربوياً،التي تربى عليها ملايين الأطفال في مصر والعالم العربي. لكن الظاهرة اللافتة مؤخراً هي اشتمال القصص على محتوى سياسي، إلى درجة أن شخصيات المجلة تغني «تسلم الأيادي». «بوابة الشروق» رصدت بعض نماذج المحتوى السياسي في مجلة «سمير»، وناقشت رئيسة تحرير المجلة في تفسيرها لذلك المحتوى. وردة لصديقي الجندى على غلاف مجلة «سمير» الصادر بتاريخ 3 نوفمبر، نشاهد سمير يرتدي ملابس عسكرية، وتحمله باقي شخصيات المجلة في سعادة، بينما يحمل تهتة وردة يقدمها له، ومن فوقهم عبارة «الله يا بلدنا الله .. على جيشك والشعب معاه». وقبلة للدبابة في الصفحة الثانية من نفس العدد صورة لطفل يقبل احدى مدرعات الجيش، بينما يحمل أعلى الصفحة شعار «40 سنة نصر أكتوبر». وملابس عسكرية مع القصيدة
أما الصفحتين 14 و 15، فقد ظهر فيما للمرة الثانية سمير يرتدي ملابس عسكرية، بجوار قصيدة تحمل عنوان «بحبك يا مصر»، مع صورة طفل يجلس بجوار جندي على مدرعة. والآن نغني النشيد
في عدد 8 سبتمبر نشاهد في الصفحتين 4، 5 قصة لشخصيات مجلة سمير بعنوان «تسلم الأيادي» حيث يشاهد تهتة الفريق السيسي في التلفزيون، مما يدفعه لدعوة أصدقائه للقيام بأعمال خدمية مثل حماية المساجد، وترميم الكنائس، وصيانة المدارس، ثم يقول سمير بينما تبدو عليه السعادة «وصلنا قبل موعد الحظر، والآن نغني معا النشيد»، فيغني أبطال المجلة معاً «تسلم الأيادي». مفاجأة تنتظر «الصبية المأجورين»
في الصفحة 11 الخاصة بالأخبار نجد على رأس الصفحة موضوعاً بعنوان «مسيرات الإرهاب بلا أنياب»، وفي نص الموضوع: «شعارات جوفاء يرفعها حاضني الإرهاب في مصر، فيطلقون على يوم الجمعة مسميات بعيدة كل البعد عن هذه المسميات، فبضعة عشرات من المخربين يحاولون التعدي على المواطنين، وإحراق الممتلكات العامة .. ولكن المفاجأة التي انتظرت هؤلاء المأجورين، هي التصدي الكبير لهم من الشعب المصري» في نفس الصفحة خبر عن قرار حاكم الشارقة بالإمارات إهداء مسجد يحمل اسم كل جندي شهيد في رفح، بالإضافة لموضوع آخر يحمل عنوان «تحية لأبناء مصر من رجال الجيش والشرطة» ويحمل صورة الفريق السيسي، وزير الدفاع واللواء محمد إبراهيم، وزير الخارجية، وفي النص: «خلال مسيرة انطلقت يوم الجمعة قبل الماضي وقف مجموعة من هؤلاء الصبية المأجورين يحاولون استفزاز رجال مصر الأبطال، ولكن كان رد اللواء المسئول عن الأمن في منطقة المهندسين: انتم اخوتنا ومصريون، ولن تمتد أيدينا على أحد منكم، ولكن مع الأسف الشديد لم يستجب هؤلاء الصبية لنداء العقل والوطنية، وكان ردهم مفاجأة إذ قاموا بترديد: قطر هي أم البلاد العربية، ورددوا تحية لإحدى القنوات الفضائية التي تحاول ان تهدم مصر» ألعاب عسكرية
في الصفحة 13 الخاصة بالألعاب، تم اختيار صورة للعبة الاختلافات، يظهر بها 3 أطفال، بملابس المدني والجيش والشرطة. ودروس اللغة العسكرية أيضاً أما الصفحة 23 فقد حملت عنوان «كلمات بكل اللغات من وحي الثورة»، ويظهر بها سمير يرتدي ملابس القوات المسلحة، بينما الكلمات المختارة بالعربية والإنجليزية والفرنسية ياتي على رأسها كلمات «شعب، جيش، شرطة، أمن». في حصة تاريخ
في الصفحتين 30، 31 نجد قصة «شهيد العروبة» التي تحكي قصة نبيل الذي شارك في مقاومة الاحتلال الانجليزي، وتخرج من الكلية الحربية عام 1956 وكان أول من التحق بمدرسة الصاعقة، ثم سافر إلى حرب اليمن واستشهد هناك عام 1960.
رئيسة التحرير: هذه رغبة الأطفال
قالت الدكتورة شهيرة خليل، رئيسة تحرير مجلة «سمير» أن السياسة التحريرية لمجلات الأطفال تختلف من مجلة لأخرى، «قبل أن أتولى رئاسة تحرير مجلة سمير، عملت في مجلة ميكي جيب، وهناك لا يوجد أي محتوى سياسي، أما مجلة سمير فهي معروفة منذ نشأتها عام 1956 في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، بأنها تقدم محتوى سياسياً مبسطاً للأطفال» تشير الدكتورة شهيرة إلى أن المجلة تحتفل منذ نشأتها بالمناسبات الوطنية، مثل ثورة يوليو وحرب أكتوبر، كما تواكب أي حدث سياسي قومي بتقديم شرح مبسط للمفاهيم السياسية للأطفال، وهو ما حدث حين احتفت المجلة بثورة 25 يناير. وفسرت الدكتورة مشيرة وجود توجيه سياسي لاتجاه معين بأن موضوعات المجلة وقصصها يشارك بها الأطفال أنفسهم، وهم من اقترح هذه المواضيع وتوجهها «كل يوم سبت الساعة 10 ونصف صباحاً ألتقي في مكتبي بالأطفال من مختلف الأعمار والطبقات، وكل ما في المجلة هو من سياق حديث الأطفال وآرائهم». ضربت الدكتورة مشيرة مثالاً بالقصة التي يغني فيها شخصيات المجلة «تسلم الأيادي»، حيث أوضحت أنها كانت مقترحاً من أطفال حكوا لها أن هناك من كتب عبارات مسيئة على جدران منطقتهم، وقام الجيش بمحوها. واعتبرت الدكتورة أن الأطفال يتعرضون في حياتهم ومع أسرهم للأحداث السياسية، ومن الطبيعي أن يوجد انعكاس لذلك في آرائهم التي يريدون أن تأخذ بها المجلة. ورداً على سؤال «بوابة الشروق» عن رد فعلها لو حضر الاجتماع أطفال ينتمون إلى مؤيدي الرئيس المعزول ممن يرفعون شعار «رابعة»، أكدت الدكتورة مشيرة أن آراءهم ستوضع في الاعتبار حينها، «لم يحدث حتى الآن أن حضر أي طفل تحدث عن توجهات سياسية مختلفة، لكن لو حدث ذلك فسنرحب به ونضع رأيه في الاعتبار، فنحن نفخر بأن مجلة سمير مجلة كل أطفال مصر».