كيف لفريق يمتلك موارد مالية ضعيفة وضعته في المرتبة ال13 ضمن ترتيب ميزانيات الفرق المنافسة أن يتفوق عليها ويتوج في النهاية بطلا؟ الإجابة يمتلكها مونبلييه الفرنسي الذي توج لأول مرة في تاريخه بالدوري هذا الموسم. وتوج مونبلييه بالدوري بفارق ثلاث نقاط عن باريس سان جيرمان أقرب ملاحقيه الذي حل ثانيا بفضل هدفي النيجيري جون أوتاكا الذي كثيرا ما تألق في الدوري المصري في مرمى أوكسير في المباراة الختامية التي انتهت 2-1. تفوق مونبلييه كان صدمة للكرة الفرنسية كما قال رينيه جيرار المدير الفني للفريق خاصة أنه جاء بعد الطفرة المادية التي شهدها منافسه المباشر سان جيرمان الذي أنفق 108 مليون يورو قبل بداية الموسم في رقم قياسي للأندية الفرنسية وضعته كأكثر الفرق المنفقة في العالم. فسان جيرمان أبرم صفقات ضخمة بعد أن استحوذت الشركة القطرية القابضة على أغلبية أسهمه من نوعية خافيير باستوري وتياجو موتا ومحمد سيسوكو أملا في تحقيق طفرة مماثلة لما حققته التجارب العربية في الدوريات الأوروبية. تتويج مونبلييه بالدوري جاء بعد أن حقق 25 انتصارا مقابل ست هزائم ومتعادلا في سبع مباريات. خسر مونبلييه ست مباريات هذا الموسم من ضمنها مباراتي الدور الأول أمام سان جيرمان 3-0 على ملعبه وليون 2-1. ولم يحقق الفريق البطل الفوز على سان جيرمان هذا الموسم حيث تعادل في مباراة الدور الثاني 2-2 مستغلا خسارة فريق العاصمة خمس مباريات في المسابقة وتعادله في عشر مناسبات. هدف البقاء مونبلييه الذي صعد لدوري الدرجة الأولى قبل موسمين فقط كان هدفه هو البقاء في المسابقة لأطول فترة ممكنة بعد أن هبط موسم 2003-2004.
فلويس نيكولين رئيس مونبلييه كشف قبل بداية الموسم الجاري أنه يأمل إلى إنهائه ضمن المراكز السبع الأولى في جدول الترتيب بعد أن أنهى موسم 2010-2011 على بعد ثلاث نقاط فقط عن دوامة الهبوط وبلغت نسبة تسجيله للأهداف أقل من هدف في المباراة الواحدة. حلم رئيس مونبلييه كان مشروعا في ظل أن ميزانية الفريق وضعته في المركز ال13 ضمن ترتيب ميزانيات فرق الدوري الفرنسي ومثلت ربع ميزانية باريس سان جيرمان. ولكن رينيه جيرار المدير الفني للفريق نقل فكره الذي اعتمد عليه أثناء فترة توليه الإدارة الفنية لمنتخب فرنسا الشباب في الفترة من 2004 إلى 2008 إلى مونبلييه فعمد إلى اكتشاف المواهب الشاب في مدرسة الناشئين وتصعيدها إلى الفريق الأول منذ توليه المسؤولية عام 2009. فكر شاب ونجحت سياسة جيرار في إنهاء موسمه الأول مع الفريق الصاعد لدوري الأضواء في المركز الخامس والتأهل لدوري أوروبا ولكنه عاني حتى استطاع البقاء في المسابقة الموسم الذي تلاه. واعتمد الجهاز الفني لمونبلييه على عشرة لاعبين شباب دفعة واحدة كان أبرزهم جيفري جوردان حارس الفريق والمدافع مابو يانجا مبيوا الذي أبهر تألقه لوران بلان المدير الفني للديوك الذي ضمه للقائمة الأولية ليورو 2012 وأصبح قريبا من الانتقال لأرسنال ولاعب الوسط بنيامين ستامبولي. واعتمدت إدارة الفريق على خطة شرائية لدعم الفريق بصفقات ليست باهظة الثمن. فضم الفريق أوليفير جيرو قبل بداية الموسم الماضي من تورس الذي يلعب في الدرجة الثانية، وضم أوتاكا في صفقة انتقال حر من بورتسموث يناير الماضي. توج الأول بلقب هداف المسابقة ب21 هدفا، فيما أحرز الثاني هدفي تتويج فريقه بالدرع الأول.