الجونة يطلب حكام أجانب لبقية مبارياته في الدوري، ومدير الكرة يستقيل من المقاولون العرب لاعتراضه على التحكيم، وفيما تتزايد شكاوى المدربين واللاعبين من قرارات قضاة المستطيل الأخضر، يطرح FilGoal.com سؤالا: هل رواتب الحكام هي جوهر المشكلة؟ شهدت مباريات الدوري المصري الكثير من أخطاء التحكيم والتي نبع بعضها من جهل الحكام أنفسهم ببعض القواعد وعجز البعض الآخر عن تطبيقها. ولكن السؤال الأهم من سبب الأخطاء هو هل يهم الحكام حقا تطوير مهاراتهم ورفع مستواهم ليتخلصوا من مشاكل المباريات المتكررة في ظل ظروفهم الحالية؟ فالحكام اشتكوا كثيرا من ضآلة رواتبهم وعدم تساويها مع مجهودهم على مدار السنين خاصة مع عدم تخطيط الاتحاد المصري لكرة القدم لإعلان زيادة في رواتبهم قريبا. فالحكم الدولي سمير محمود عثمان يؤكد ان معظم زملائه يشتغلون في وظائف أخرى ليحققوا لعائلاتهم الكفاف. ومن وجهة نظره فأن التحكيم لا يمكن اعتباره مهنة في مصر، وهذا ما يجعل الأغلبية في الحكام خاصة المحليين منهم مختلفين عن نظرائهم في البلدان الأخرى. وقال عثمان - الذي يعمل مديرا لفرع أحد البنوك في مصر - في تصريح تليفزيوني لقناة "دريم" الفضائية "في مصر، كونك حكما لا يعني أنك كرجل قادر على تحقيق الاستقرار المادي". وتابع "أفكر في التحكيم كهواية أكثر منه باب لكسب الرزق، أما في أوروبا فيمكنك العيش على عملك كحكم، في مصر عليك توفير وظيفة ثانية". وأضاف عثمان "في مصر الحكم يدفع مقابل الانتقالات والأدوات وأطقم الملابس وكل شيء، ولا يستعيدون أي مصاريف ويتم تقيمهم ماديا بصورة متدنية للغاية".
وأتم "السبب الوحيد عندي لممارسة التحكيم هو أني أحبه، لا أحكم من أجل المال بالتأكيد وهذا حال الجميع". أين التذكرة؟َ وأكد عثمان أن لا أحد في مصر يهتم بظروف عمل الحكام المصريين المتدنية، فإلى جانب الرواتب الضعيفة، تطرق الحكم الدولي إلى بعض المظاهر السلبية لكونك حكما. وأوضح "الحكم قد يكافح ليتمكن من الدخول إلى الملعب، فالأمن قد يطلبون منه شراء بطاقة لدخول الاستاد ولن يصدقوه إذا أخبرهم أنه قادم لتحكيم المباراة". وأردف "الكثير من الناس في مصر قد لا يعرفون أن هذا النوع من سوء التنظيم أمر عادي في الدوري المتتاز، إذ لا توجد حتى الإجراءات الأولية". ووفقا لعثمان، لا يجد الحكام المصريون الاحترام الذي ينتظرونه داخل الملعب كذلك وليس خارجه فقط، قائلا "على اتحاد الكرة توفير حماية أكبر للحكام، فاللاعب قد يتم إيقافه لثلاث مباريات فقط لاحتجاجه على الحكم أو سبه". وتابع "إهانة الحكام أصبحت أمرا معتادا لأن العقاب لا يأتي على المستوى المفترض". ليس مبررا في المقابل يرى الناقد البارز والكاتب الصحفي الكبير حسن المستكاوي أن جل ما في الأمر أن بعض الحكام المصريين لا يتصرفون باحترافية كما ينبغي عليهم.
وقال المستكاوي لFilGoal.com "بالتأكيد المال مهم، لكن طالما أرتضيت أن تكون هذه وظيفتك عليك الإخلاص فيها". وأضاف "المقابل المادي الضعيف ليس مبرر خاصة وأن الحكام يستخدمونه من سنوات كمبرر لأخطائهم لكن لا يمكن قبوله بعد اليوم". وتابع "لطالما كرروا الشكوى مرات ومرات للتغطية على أخطائهم الفادحة، لكن الآن ومع الكاميرات الكثيرة الموجودة في كل ملعب أصبحت كل هفواتهم مكشوفة للجميع". وأوضح الناقد الكبير "في الماضي، لم تتوافر تلك التكنولوجيا وهو ما نملكه اليوم، لذلك فأن إرجاع نفس الأخطاء للرواتب الضئيلة ورسم الصور النمطية ذاتها أمر سخيف". لكن المستكاوي لا يلوم الحكام فقط ولكنه يلقي باللوم أيضا على الخبراء الذين يداوموا على انتقاد التحكيم بشكل مستمر. وأردف الكاتب الصحفي "عدد من الإعلاميين الرياضيين يتحاملوا على الحكام ويجلسوا في استديوهاتهم المكيفة ويبدأوا في إبراز أخطائهم". وخاطب المستكاوي زملائه الإعلاميين "هذه الأخطاء قد تحدث خلال المباريات وعليهم ألا يهولوا الأمر مع كل حالة، والأفضل عليهم انتقاد الحكم في لياقته ووزنه وسلوكه، فالأهم للحكم هو تحليه بشخصية قوية". شارك برأيك .. هل يوفر اتحاد الكرة للحكم المناخ المساعد على الارتقاء بمستواهم؟ أم أن ضعف أداء التحكيم المصري لا دخل له بالمال؟