شهدت الأسابيع القليلة الماضية من مسابقة الدورى، جدلا تحكيميا واسع النطاق فى العديد من المباريات، وتقدمت الأندية بطلبات باستبعاد حكام معينين لإدارة مباريات فريقهم، بالإضافة إلى مطالبة البعض باستقدام حكام أجانب لإدارة مبارياتهم بالدورى، وأصبحت لجنة الحكام برئاسة محمد حسام محل شك كبير تتلقى الانتقادات من الجميع خلال الفترة الماضية بسبب الأخطاء الكثيرة للحكام خلال الفترة الأخيرة. حرصنا على التعرف من رؤساء بعض الأندية وخبراء الكرة عن الأزمة الحقيقية للتحكيم فى الدورى. فى البداية أكد حسن الشاذلى المدير الفنى لنادى الترسانة أن مشكلة التحكيم فى مصر تفاقمت بسبب قلة عدد الحكام المتميزين، حيث لا يتجاوز عددهم 6 حكام، موضحا أنه لابد من قيام لجنة الحكام بتصعيد جيل جديد مجهز ومُدرب من الحكام حتى يحصلوا على الخبرة والثقة المطلوبة لإدارة المباريات، بشرط أن يتم اختيار حكام أكفاء حتى تقل الأخطاء أو تنعدم كلما أمكن ذلك، وطالب الشاذلى الحكام بضرورة الاعتراف بالأخطاء التى يرتكبها الحكام، واستشهد المدير الفنى بهدف الشرطة فى المنصورة موضحا أن حكم اللقاء لم يهتم أو ينظر لقرار حامل الراية مما أثار بلبلة لدى لاعبى المنصورة الذين توقفوا عن اللعب بناء على إشارة مساعده فى الوقت الذى واصل فيه لاعبو الشرطة المباراة، وأحرزوا هدفا مثيرا للجدل. وأكد الشاذلى أن الحل ليس فى تغيير لجنة الحكام، ولكن على المسئولين ضرورة علاج الأخطاء الكثيرة وتلافى تكرارها حتى لا يفقدوا ثقة الآخرين فيهم.. ومن جانبه أكد (إبراهيم مجاهد) - رئيس نادى المنصورة- أن «زاهر» و«محمد حسام» يتحملان مسئولية تراجع مستوى التحكيم خاصة أن الأخير يستخدم بعض المباريات كحقول تجارب لبعض الحكام الجدد الذين لا يصلحون أصلا للتحكيم. وأشار رئيس المنصورة إلى أن فريقه كان من أكثر الفرق تضررا من أخطاء الحكام هذا الموسم. وطالب بضرورة التعاقد مع خبراء أجانب لإلقاء محاضرات على الحكام المصريين. وقال علاء عبدالصادق المشرف العام على الكرة بنادى إنبى: أخطاء الحكام زادت على الحد فى الدور الثانى للدورى واستشهد بما حدث مع فريقه خلال مباراة الإنتاج الحربى عندما قام (فهيم عمر) حكم اللقاء بطرد الثنائى (نادر العشرى) و(محمد إبراهيم) واحتسب ركلة جزاء وهمية، بالإضافة إلى قيام الحكم بطرد مجدى عبد العاطى المدرب المساعد، وعادل زكى الإدارى. وأشار عبد الصادق إلى أن الحكم قال للاعبيه أنتم صغار تحصلون على ملايين ونحن نحصل على ملاليم...!! وقال: على اتحاد الكرة اختيار حكام على أعلى درجة من الكفاءة والمسئولية لإدارة المباريات المتبقية التى تحدد المصير لكل فرق الدورى.. وأوضح أن أزمة التحكيم أصبحت تتكرر فى كل موسم دون أن يوجد حل. وطالب عبد الصادق لجنة الحكام بضرورة اتخاذ القرارات الحاسمة تجاه الحكام المخطئين حتى يكونوا عبرة لباقى زملائهم. ومن جانبه دافع محمد حسام الدين عن الحكام قائلا: لا يوجد حكم يريد أن يقع فى الخطأ، وأشار إلى أن الأخطاء قد تؤدى إلى أهداف لكنها ليست متعمدة كما أن الحكام لا يلعبون لصالح ناد على حساب الآخر موضحا أن كل الأندية اشتكت من الأخطاء التحكيمية إلا أن أى الأخطاء لم تكن مقصودة ونفى ما تردد بأن قرارات الحكام تكون دائما لصالح الأهلى أو الزمالك، وأكد أن أى حكم يخطئ تتم معاقبته على الفور وليس من الضرورى أن يكون ذلك بصورة علنية، حرصا على الحكم وثقة الآخرين فيه، وحول طلب بعض الأندية استقدام حكام أجانب، أكد أنه من حق أى ناد المطالبة باستقدام حكام أجانب، مادام النادى سيتحمل تكاليف ذلك، ولكن ماذا لو كل أندية الدورى طلبت حكاما أجانب عندئذ لن نجد أى حكم مصرى يدير أى مباراة، وطبعا مثل هذه الأمور تؤثر على شكل ومستقبل الكرة المصرية، لأن الحكام جزء رئيسي فى الارتقاء بالكرة المصرية.. وأوضح أنه مستمر فى سياسته التى يعتمد عليها بالدفع ببعض الحكام الصاعدين، مؤكدا رضاه التام عن عمل اللجنة دون خيار أو فاقوس. وأشار إلى أنه لم يحدد موقفه من الاستمرار فى رئاسة لجنة الحكام بنهاية الموسم، وأضاف أنه سيجتمع برئيس اتحاد الكرة فى نهاية الموسم الجارى لتقييم أداء اللجنة وتحديد موقفه من الاستمرار. وفى نفس الوقت رفض سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة التشكيك فى قدرات الحكام. وأكد أن الأخطاء التى وقع فيها الحكام غير متعمدة، مشيرا إلى أنه طالب رئيس لجنة الحكام بإزالة أى شكوى أو تلك الأخطاء التى وقع فيها الحكام، ونفى زاهر ما تردد من أن لجنة الحكام لم تتسبب فى أزمة بين اتحاد الكرة ونادى المنصورة والمصرى. وقال إن أخطاء الحكام موجودة فى كل العالم، وليست مقتصرة على مصر، مشيرا إلى أنه يثق تماما فى قدرات الحكام المصريين وشفافيتهم فى مباريات الدورى وعدم تمييزهم بين فرق الدورى ويحكمهم ضميرهم وشرعية قراراتهم