فهيم عمر يعمل في وكالة الأهرام وسمير عثمان مدير بنك وياسر محمود رسام معماري! الحكم عبد القادر مرسي يعمل محاسباً أصبح الهجوم علي الحكام وتعليق أسباب هزائم الفرق عليهم سمة أساسية في الدوري المصري، فتقريبًا لا تقام أي مباراة إلا وتحدث مشكلة خاصة بالحكام، ففريق يطلب إعادة مباراته بسبب خطأ الحكم، وآخر يطلب استبعاد حكم معين من إدارة أي مباراة له علي خلفية أخطائه وفريق ثالث يطلب حكامًا أجانب في كل مبارياته أو حتي المباريات المهمة ليتم إلغاء دور الحكام المصريين من المسابقة، ولا ينظر أي مدير فني لأي فريق أو حتي لاعبيه إلي أنفسهم عند الهزيمة بل فقط يبحثون عن سبب يعلقون عليه أخطاءهم ليكون مبررًا أمام جماهيرهم التي لن تصبر عليهم كثيرا في ظل سوء النتائج والتراجع في جدول الترتيب ولا يجدون شماعة يعلقون عليها أخطاءهم سوي علي أخطاء الحكام، والغريب أن ال 16 ناديًا في الدوري العام تقريبا اشتكوا من الحكام مما يعني أن أخطاء الحكام علي كل الفرق وليست علي فريق بعينه، وليس من المنطقي أبدًا أن تقام أي مباراة في العالم دون حدوث أخطاء من التحكيم، فبطولة الأمم الأفريقية الأخيرة بأنجولا شهدت أخطاءً تحكيمية فظيعة إلا أننا لم نشاهد أي مدير فني ينتقد لجنة الحكام بالاتحاد الأفريقي رغم أهمية البطولة وكل مبارياتها، ولا يغفل أحد عما يحدث من أخطاء فادحة للحكام في مباريات دوري أبطال أوروبا وفي أدوارها المتقدمة والتي قد يؤدي خطأ واحد للحكم إلي خسارة الفريق ملايين الدولارات بسبب عدم تأهله للأدوار التالية، وإذا حدث ذلك يخرج المدير الفني ليلقي باللوم في الخسارة علي نفسه وعلي تقصير لاعبيه وليس علي الحكم وحدث ذلك كثيرًا ويحدث كل يوم في البطولات العالمية. هل شاهد مدربو الدوري المصري الخطأ الفادح من الحكم الذي تسبب في عدم تأهل منتخب أيرلندا لكأس العالم عندما تم احتساب هدف للمنتخب الفرنسي من تمريرة من تييري هنري بيده إلي ويليام جالاس الذي سجل هدف تأهل فرنسا للمونديال وابتعاد ايرلندا عن البطولة العالمية؟ بالطبع لا لأن أهداف الدوري العام تكاد لا تذكر بجانب الأخطاء في البطولات الكبري. الغريب أن إدارات أندية الدوري العام اعتبرت أن الحكام أصبحوا السبب الرئيسي في هزائم فرقهم ملقين باللوم علي لجنة الحكام التي تعين حكامًا ليسوا علي المستوي لإدارة المباريات. من يهاجم الحكام وينقدهم ينسي أو بالأصح يتناسي أن كل الحكام بلا استثناء لهم وظائف أخري غير عملهم في التحكيم ولا يركزون فقط في عملهم الخاص بالتحكيم لأنه ليس مصدر رزقهم الوحيد ولن يستطيعوا أن يعيشوا علي رزقهم من التحكيم فقط، وهو ما يجعل تركيزهم ليس منصبًا فقط في عملهم الرياضي بل ينقسم بين الكرة وبين وظيفته الأخري. وتتنوع وظائف الحكام بين الحكومية والخاصة ففهيم عمر يعمل في إدارة الإعلانات في وكالة الأهرام والتي يرأسها حسن حمدي - رئيس النادي الأهلي - وهو ما يعرض عمر للانتقاد عند إدارته لمباريات الأهلي. ويعمل محمد عباس محاسبًا في شركة الشرق للتأمين بينما يعمل محمد عبدالقادر مرسي محاسبا بشركة الزيوت المستخلصة، ويعمل مدحت عبدالعزيز مديرا إداريا في نادي الترسانة ولا تمنع اللوائح عمل أي حكم في احد أندية الدوري بشرط عدم إدارته لأي مباراة لناديه الذي يعمل به. ويعمل سعيد عبدالغفار مديرًا لإدارة الأفراد بإحدي شركات الملابس الكبري بينما يعمل سمير عثمان مديرا لأحد فروع أحد البنوك الكبري، فيما يعمل عصام عبدالفتاح الحكم الدولي المعتزل حديثا عقيدًا في القوات الجوية المصرية، ويعمل توفيق السيد رجل أعمال في الوقت الذي يعمل فيه حمدي شعبان موظفًا في إحدي شركات البترول. الطريف أن ياسر محمود المعروف بصلابته الشديدة يعمل رسامًا معماريًا في إحدي الهيئات الحكومية.