ظل الغاني إبراهيم أيو نجل أسطورة الكرة الغانية عبيدي بيليه حبيس منتخب بلاده للمحليين حتى انتقل للدوري المصري لينال شرف الاستدعاء لمنتخب النجوم السوداء ويشارك في كأس الأمم الإفريقية أنجولا 2010. وصرح أيو عقب حضوره إلى مصر للإنضمام إلى النادي الأبيض "البعض ينظر إلى أن انتقالي للزمالك يعكس ضعف طموحاتي، ولكن الحقيقة مختلفة، فهو سيكون بوابتي للإنضمام لمنتخب غانا والانتقال إلى الدوري الأوروبي". وفي الوقت الذي اعتبر البعض تصريح أيو الأخير مجرد حديث للاعب متحمس يجامل مسئولي ناديه الجديد جاء استدعاء مدربه الصربي ميلوفان رايفاتش لقائمة غانا في كأس الأمم الإفريقية بمثابة تأكيد لما قاله اللاعب. وحالة لاعب وسط الزمالك لم تكن الوحيدة في نسخة الأمم الإفريقية الجارية والتي عكست بقوة قيمة الدوري المصري في مد المنتخبات الإفريقية بالعديد من اللاعبين في ظاهرة حديثة من نوعها. فبعدما حصد المنتخب المصري لقب البطولة الإفريقية لمرتين متتاليتين بفضل قائمته من اللاعبين المحليين، أثنى جميع المتابعين الأوروبين على قوة المسابقة المحلية المصرية التي تفرز لاعبين بإمكانهم مقارعة أشهر الأسماء الإفريقية المحترفة في كبرى الأندية الأوروبية. الأكثر تمثيلا يعد الدوري المصري أكثر المسابقات تمثيلا في النسخة الجارية من كأس الأمم الإفريقية برصيد 25 لاعبا يشاركون في المسابقات المصرية بدرجتيها الممتازة (أ) و (ب). ويضم المنتخب المصري النسبة الأكبر من اللاعبين برصيد 19 لاعبا من الدوري المصري الممتاز.
جيلبرتو من منتجات الدوري المصري بينما يضم منتخب أنجولا جلبرتو لاعب الأهلي، وتمتلك بوركينا فاسو الثنائي داودا دياكيتي حارس المقاولون العرب ومحمد كوفي لاعب وسط بتروجيت. ويشارك أيو في قائمة غانا بينما استبعد صمويل كيرا لاعب وسط اتحاد الشرطة في اللحظات الأخيرة، وتضم قائمة موزمبيق جواو رفائيل كامبانجو حارس الترسانة وزي لويس لاعب وسط بلدية المحلة وخرج منها مانو مدافع إنبي للإصابة بالإضافة لدانيليو دانييل مهاجم سموحة بعد استبعاده من التشكيلة النهائية رغم أنه كان ضمن القائمة المبدئية للبطولة الافريقية. ويعد فلافيو هداف البطولة حتى الآن إحدى إفرازات الدوري المصري بعدما تألق في صفوف الأهلي قبل الانتقال إلى الشباب السعودي في بداية الموسم الجاري، وهو ما يتفق تماما مع حال داريو كان مدافع موزمبيق والذي تألق في الإسماعيلي قبل الانتقال إلى الخريطيات القطري. وتدحض هذه الأرقام مزاعم الكثير من الخبراء المحليين الذين شككوا في قوة الدوري المصري بسبب ضعف المنافسة على اللقب في العديد من الأوقات بالإضافة إلى عدم انتظام مبارياتها أو لوائحها وصولا إلى جودة الملاعب والإقبال الجماهيري. قوة أم خدعة وقال الدكتور علاء صادق المحلل الرياضي "الدوري المصري من أكثر المسابقات المحلية قوة بالأرقام، رغم ما يدعيه العديد من المتعصبين للتقليل من شأن المسابقة بداعي سيطرة الأهلي عليها". وتابع "البعض يرى عدم وجود منافسة حقيقية على اللقب ضعف للمسابقة، لكن الأمر نفسه يحدث في العديد من الدوريات الأوروبية الكبرى التي يهمن فيها ناد واحد على اللقب لسنوات". ويؤكد صادق نظريته قائلا "اللعب في الأندية المصرية أفضل من مجرد الانتقال لأوروبا فقط ولنا في عصام الحضري خير مثال، فبمجرد المقارنة بين مستوى حارس الأهلي السابق والإسماعيلي الحالي وبين ما وصل إليه في سيون السويسري سنعرف جميعا قيمة المسابقة المحلية".
دياكيتي حارس بوركينا فاسو ويوضح تصريحات صادق الأداء الضعيف الذي يقدمه الثنائي حسني عبدربه وحسام غالي المحترفان في الخليج مقارنة بمستوياتهما السابقة وهما يلعبان في مصر. أموال الدوري المصري بينما يرى حسن المستكاوي رئيس القسم الرياضي بالشروق أن عدد اللاعبين المشاركين في البطولة الإفريقية لا يكفي فقط للحكم على قوة الدوري المصري. وأضاف المستكاوي "الأندية المصرية باتت تدفع بسخاء، وهو ما يجذب اللاعبين الأفارقة، كما أن الدوري المصري يعتبر محطة لتسويق هؤلاء اللاعبين سواء إلى أوروبا أو دول الخليج". وأكمل "لكن هذا لا يعكس قوة المسابقة، فالأمور تحتاج لمزيد من الدراسة خاصة البطولة الإفريقية لم تعد كما سبق، والعديد من اللاعبين الكبار لا يتخذها على محمل الجد". وهو ما يؤكده استبعاد سولي مونتاري لاعب وسط إنتر ميلان من قائمة المنتخب الغاني لصالح ابراهيم أيو لاعب الزمالك. وتطرح الظروف الجديدة على الكرة الإفريقية تساؤلا هاما حول جدوى الاحتراف الأوروبي للاعبين المصريين في ظل المستويات المبهرة التي يقدمها الفراعنة بالقائمة المحلية في ثالث كأس أمم على التوالي. ويفسر المستكاوي "لا يمكن مقارنة الدوري المصري بالدوري الإنجليزي، ولكنه قد يرتقي لمستوى مسابقات أوروبية أخرى كتركيا أو بلجيكا، وحالة التجانس في المنتخب المصري هي ما تفرض نجاحه وليس قوة أفراده". شارك برأيك .. أيهما تفضل بقاء اللاعبين المصريين في الدوري الممتاز أم الاحتراف الخارجي؟