"عاوزين ايه من الجزائر" .. سؤال طرحته على نفسي في أثناء استرجاع ذكريات لقاء منتخب مصر الأخير مع الجزائر على ملعبها عام 2001 في تصفيات مونديال كوريا واليابان. عندما سافر منتخب مصر إلى الجزائر عام 2001 كان يريد الفوز وبأكبر عدد من الأهداف وذلك لأن موقف المجموعة وقتها كان يجبر الفراعنة على الفوز للتساوي في النقاط مع السنغال ومحاولة تخطيها بفارق الأهداف. لعب منتخب مصر مباراة قوية في ظروف حربية نذكرها جميعا ونحفظ جميعا كيف أهدر محمد عمارة فرصة من مسافة ياردتين من خط المرمى .. وفي النهاية خرجنا من المباراة بنقطة بعد التعادل 1-1 وسط أجواء عصيبة فيما كانت السنغال تسجل خمسة أهداف في مرمى ناميبيا التي خرجت عمليا من التصفيات. وفي التصفيات ذاتها نذكر جميعا كيف تعادل منتخب مصر سلبيا مع السنغال في عاصمتها داكار في مباراة أهدرنا فيها فرصا لا تضيع وكان الفوز بها كفيلا بسفر المصريين إلى الجزائر مرتاحين ومتأهلين أيضا إلى مونديال 2002، لكننا خرجنا بعد لقاء السنغال الأول سعداء باعتبار التعادل خارج الأرض مكسب في حد ذاته دون أن ندرك أن الحاج ضيوف ورفاقه هم منافسنا الأول. هذه الذكريات التي استرجعها قبل لقاء الجزائر يوم الأحد تنساب في رأسي بمناسبة السؤال "عاوزين ايه من الجزائر" .. هل التعادل يفيد مصر أم أن الفوز لا بديل عنه .. وهل تطيح الخسارة بفرصتنا في التأهل. وهذه التساؤلات ترددت في الأذهان لأن معظم تصريحات الجهاز الفني لمنتخب مصر ولاعبيه حملت شعار "تحقيق نتيجة إيجابية".
ادعوا جميعا الله لا يعيد هذه الأيام ما هي هذه النتيجة الإيجابية بالتحديد ؟ فوز أم تعادل أم هزيمة .. لقد علمتنا دروس التصفيات انك عندما تسافر إلى شمال إفريقيا باغيا التعادل تكون الخسارة هي مصيرك وعندما تسافر بحثا عن الفوز يكون التعادل هو عائدك وذلك على أسوأ تقدير. باختصار شديد نريد من لاعبينا أن يعرفوا أن الهدف المطلوب من هذه المباراة هو الفوز .. وأن أي نتيجة أخرى لن تعني خروجنا من التصفيات مباشرة بقدر ما ستعني تعرضنا لموقف صعب وبالتالي فالأمر يستحق المخاطرة والثقة في النفس معا. وأريد أن أتخيل ماذا لو أن مباراة البليدة يوم الأحد كانت الأخيرة في التصفيات وكنا نحتاج الثلاث نقاط بأي ثمن .. ألن يكون الهدف وقتها هو الفوز والفوز وحده تماما كما حدث في عنابة منذ ثماني سنوات. من المهم للغاية أن يدخل لاعبونا هذا اللقاء وفي أذهانهم نتيجة محددة يريدون تحقيقها وليس مجرد اللعب لتحقيق "نتيجة إيجابية" وهو ذات الهدف الذي سعى إليه منتخبنا عندما خسر على يد المغرب عام 2001 وعلى يد تونس عام 1997 في تصفيات مونديال فرنسا. وعلى لاعبينا وجهازهم الفني أن يضع في حسبانه أنه على الرغم من أننا نواجه الجزائر في ملعبنا في الجولة الأخيرة للتصفيات والتي من المؤكد أن تكون حاسمة فلا يجب نسيان أن زامبيا تلعب وقتها مع رواندا. وإذا تركنا موقف التأهل معلقا حتى الجولة الأخيرة دون التقدم على زامبيا بفارق نقطة واحدة على الأقل فقد يتكرر سيناريو السنغال المؤلم. ادعوا جميعا "الله لا يعيد هذه الأيام".