وصل جهل الجماهير وغضبها وعصبيتها ونرجسيتها وطغيانها وديكتاتوريتها وحماقاتها إلي أقصي مدي, وما حدث في إستاد الإسماعيلية في لقاء الإسماعيلي والأهلي الأخير, ما هو إلا حلقة في سلسلة بدأت منذ ما يقرب من ثلاثة سنوات, لابد وأن يكون جرس إنذار قبل أن تفلت الأمور أكثر من ذلك, وأن تكون هناك وقفة لإيقاف الظاهرة التي تخطت حدود التعصب, ووصلت الي درجة قلة الأدب. ما حدث في إستاد الإسماعيلية لم يكن جديدا ولا مفاجأة, بل أن هناك مسئولين كانوا علي علم بما سيحدث, ولكن العصبية والتعصب أعميا القلوب قبل العيون, وكل طرف يتحدث عن الطرف الأخر وكأنه عدو وليس مجرد خصم, ولا بالغ إذا قلت أن هناك مسئولين في الأندية الكبيرة يزكون ظاهرة العنف في الملاعب كنوع من الدفاع عن كيانهم, ويفضلون أن ينفس هؤلاء الصبية المتعصبين غضبهم وتعصبهم وحنقهم وجهلهم علي الفريق المنافس, بدلا من الوقوف في وجوههم وردعهم. سيذكر التاريخ بكل أسف أن ظاهرة ال "الألتراس" بدأتها جماهير الأهلي بدعم غير مباشر من مسئولي النادي الكبير, ومن ورائهم سارت بقية الجماهير "بثقافة القطيع", ويعلم مسئولي الأمن أسماء من يقفون وراء هؤلاء الصبية المتهورين التي لا تخطي أعمارهم العشرينيات من عمرهم, إلا أن أجهزة الأمن تعطي "ودن من طين وودن من عجين", لاسيما وأن زعيم الألتراس في النادي الاهلي هو ابن مسئول كبير في الاتحاد الافريقي لكرة القدم, ولا تريد جهات الأمن الدخول في متاهات. صبيان الألتراس لا يتورعون عن فعل أي شيء من أجل تنفيس مرضهم النفسي الذي يعانون منه, ورفع هؤلاء شعار "ضرب الخصم علي أرضه" كنوع من حماية فريقه, وهو أحد مظاهر الغابة التي يعيشون فيها, وكأنهم دولة داخل الدولة, وتصوروا أنه لا يجرؤ أحد علي الوقوف في وجوههم, وسيلقون في كل مرة الحماية بداعي إنهم صغار السن ولا يعون ما يفعلونه, ولكن هذا التبرير غير حقيقي, ولكنهم مجموعة "صيع" يحتاجون لم يعيد تربيتهم من جديد! الحقيقة تقول ان بينهم خارجون عن القانون, ولابد وان تتحمل جهات الامن مسئوليتها, ولا تتعامل معهم علي اعتبار انهم مجرد صبية طائشون, الا ان هذا التفسير تسطيح للأزمة, لانهم بالفعل مجرمون سواء من الناحية الجنائية أو الاخلاقية. اسألوا عن حالات "السكر" التي تحدث في المدرجات, ناهيك عن حالات الإدمان, وهو ما ثبت علي أحد المقبوض عليهم في معركة الصورايخ بالاسماعيلية, عندما تم ضبطه ب 100 جرام من الهيروين كما نشر في وسائل الاعلام, طبعا هذا كله ليس له علاقة بكرة القدم وتشجيعها, ولكن له علاقة بالأمن والقانون.
الحقيقة تقول ان بينهم خارجون عن القانون, ولابد وان تتحمل جهات الامن مسئوليتها, ولا تتعامل معهم علي اعتبار انهم مجرد صبية طائشون, الا ان هذا التفسير تسطيح للأزمة, لانهم بالفعل مجرمون سواء من الناحية الجنائية أو الاخلاقية لاشك ان الاندية ونجوم كرة القدم لعبوا دورا لا ينكر في طغيان الجماهير بهذه الدرجة, عندما بدءا رحلة النفاق لهذه الجماهير, وترجع الفضل لها في كل انتصار أو بطولة, لدرجة ان هؤلاء الصبية صدقوا هذا النفاق الممجوج من اندية ولاعبين افتقد الكثير منهم للثقافة, كما ساهمت القنوات الفضائية ومخرجي البرامج الرياضية في هذا الشغب, حينما حرصت في بداية ظهورها علي ابراز لافتات التعصب في المدرجات, فزاد عدد المرضي في المدرجات. أحداث الشغب التي حدثت في الإسماعيلية لن تكون الأخيرة طالما أن المسئولين ظلوا علي "طناشهم" , فقد شهدت الشهور الاخيرة أكثر من واقعة منها ما حدث في صالة نادي الزمالك في مباراة الأهلي والزمالك في كرة السلة, وقبلها حرق أحد جماهير نادي الزمالك أمام الصالة المغطاة لإستاد القاهرة, بالإضافة الي تكرار ما حدث في إستاد الإسماعيلية في المباريات الأخيرة بين الأهلي والإسماعيلي. ما يحدث من مظاهر شغب في الملاعب يرجع بالدرجة الأولي الي التعصب الذي كاد أن يختفي في وقت من الأوقات, ولكن ابشر الجميع بمزيد من التعصب والشغب, بعد ظهور قنوات الأندية التي بدأت تعرف طريقها للإعلام المرئي, لأن كل قناة تلعب علي مشاعر جماهيرها, بصرف النظر عن الموضوعية المهنية. - متي يعود محمد أبوتريكة للملاعب؟! أتمني عودته في أسرع وقت لأنه قيمة فنية كبيرة للكرة المصرية, والمنتخب المصري في أشد الحاجة له في الفترة المقبلة, وعليه أن يعود كلاعب كرة فقط, بعيدا عن الأشياء التي شغلته في الأونة الأخيرة, بعد ان صنع تاريخه ونجوميته في اربعة سنوات فقط, هو ما لم يحدث مع أي نجم اخر, وهذا دليل علي نقاء سريرته! - محمد بركات أصبح الورقة الرابحة للأهلي في العام الأخير, ولعب دور "حمال" الفريق, وأثبت إنه النجم الأول في القلعة الحمراء, وتعرض لظلم شديد في الاستفتاءات التي تمت هذا العام, لانه بالفعل كان يستحق الترشيح علي الاقل ليكون الافضل!! - يبدو أن عصام الحضري دخل النفق المظلم, ومازال يبحث عن نفسه! - عودة الزمالك مازالت بعيدة!!