ربما يثير عماد متعب وجمال حمزة أعصاب مشجعي فريقيهما طوال الموسم سواء بسبب إضاعة الفرص السهلة في حالة الأول أو اللعب الاستعراضي غير الفعال عند الثاني، ولكن حينما يأتي موعد لقاء القمة فإن اللاعبين يصبحان أكثر من تخشى الجماهير غيابه. ويمتلك الثنائي سجلا مشرفا في لقاءات القمة، التي دأبا على التسجيل فيها بغض النظر عن مستواهما في باقي مباريات الدوري المحلي أو المباريات الإفريقية. فعماد متعب الذي لم يلعب للفريق الأول في الأهلي سوى أربعة أعوام سجل سبعة أهداف في الشباك البيضاء، متخطيا كثير من المهاجمين الكبار والذين لعبوا سنوات طويلة في الأهلي ومنهم حسام حسن الذي سجل خمسة أهداف للفريق الأحمر. وأحرز متعب أهدافه السبعة بواقع ثلاثة في الدوري ومثلهم في الكأس إضافة إلى هدف في دوري أبطال إفريقيا حينما التقى الفريقان في نصف النهائي في 2005. وفي المقابل، وقع حمزة على شباك الأهلي خمس مرات، بواقع أربعة أهداف في الدوري وهدف في كأس مصر في نهائي الموسم الماضي، وهو الهدف الذي يصفه بعضهم بأنه كان الأجمل في المباراة التي شهدت سبعة أهداف. أهداف حمزة حمزة سجل خمسة أهداف في مرمى الأهلي ليصبح الهداف الثاني للزمالك أمام الفريق الأحمر بعد علاء الحامولي ومتفوقا على حمادة إمام وجمال عبد الحميد. الهداف الأصغر وبخلاف قدرتهما على التسجيل المتكرر في لقاءات القمة، فإن نقاط تشابه كثيرة تجمع حمزة ومتعب. اللاعبان تدرجا في صفوف الناشئين في نادييهما قبل الالتحاق بالفريق الأول، ما يمثل حالتان نادرتان في الملاعب المصرية، لاسيما في خط الهجوم الذي لم يعد أحد يعطي فيه أشبال النادي فرصا كثيرا حتى يثبتوا تفوقهم. وكان متعب هدافا لفرق الناشئين في الأهلي وتدرج حتى وصل إلى الفريق الأول، متفوقا على اثنين من المهاجمين المتألقين في المرحلة السنية نفسها وهما عماد أيوب ومحمد شعلان. واستطاع اللاعب الدولي أن يكون أصغر هدافا للدوري في تاريخ الكرة المصرية موسم 2004-2005 حينما توقع له الجميع أن يكون خليفة حسام حسن. ولكن معدلات تهديف متعب بدأت في الهبوط بشكل درامي في المواسم التالية، إذ ظل الموسم الماضي بلا هدف لمدة خمسة أشهر كاملة، قبل أن يكسر نحسه بهدف في مرمى الزمالك في نهائي كأس مصر.
حمزة يحتفل كثيرا أمام الأهلي وواصل متعب مسلسل إهدار الفرص السهلة في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، فلم يهز الشباك مطلقا في الوقت الذي استطاع فيه عمرو زكي ومحمد أبو تريكة وحسني عبد ربه تسجيل أربعة أهداف لكل منهم. إلا أن متعب لم يفقد أبدا الثقة في نفسه. نجم مزاجي وقال متعب في أكثر من مناسبة إنه راض تماما عن أدائه وإن لم يسجل أهداف، لاسيما مع الاقتناع الشديد بقدراته ودوره في الملعب من حسن شحاتة المدير الفني لمصر ومانويل جوزيه المدير الفني للأهلي. ولا يختلف حمزة كثيرا عن متعب في ثقته الشديدة قدراته، وإن يزيد عليه في أنه عادة ما يستغل تلك القدرات بحسب حالته المزاجية وتقييمه لأهمية المباراة التي يخوضها فريقه. وعبر حمزة بوضوح عن هذا الأمر عقب مباراة الزمالك والبلدية هذا الموسم والتي قال بعدها إنه لا يدري سر غضب الجماهير من أداء اللاعبين في مباراة في الدوري "الذي خرج الزمالك تماما من السباق للفوز به". وشدد حمزة، الذي أهدر ركلة جزاء في هذه المباراة، على أن تركيز اللاعبين وأدائهم سيكون أفضل إذا كانون يلعبون في الكأس أو دوري أبطال إفريقيا، لأنها بطولات لايزال الفريق ينافس عليها. وربما يفسر هذا التصريح أسباب تألق حمزة في المباريات الكبيرة أو الأوقات الحساسة وعدم اكتراثه بلقاءات أخرى أقل أهمية تشهد تذبذب مستواه، وهو ما كلفه عدم التواجد في أي بطولة كبيرة مع المنتخب المصري على الرغم من عدم اختلاف المتابعين على موهبته. وبرزت مواهب حمزة منذ أن كان ناشئا في الزمالك، إذ كان مع أحمد حسام "ميدو" سببا في انتصارات كثيرة حققتها فرق الأشبال والشباب في النادي الأبيض. وحتى مع استطاعة حمزة اللعب في مركزي رأس الحربة وصانع الألعاب وإجادته المراوغة والتسديد البعيد، فإنه لم يحصل على لقب الهداف مع الزمالك في أي بطولة. شارك برأيك: في ظل المستوى الحالي لمتعب وحمزة، من يتألق منهما في مباراة القمة المقبلة ولماذا؟