في نفس العام الذي انتهى فيه نظام الفصل العنصري بجنوب إفريقيا "Apartheid" كانت الحرب الأهلية تندلع في جمهورية يوغوسلافيا والاتحاد الأوروبي يقرر معاقبتهم. قرار كان هو السبب الذي مهد طريق الدنمارك للقبهم الأغلى في التاريخ. حكايات اليورو. سلسلة جديدة يقدمها لكم FilGoal.com عن حكايات سابقة من بطولة اليورو عبر التاريخ. حكايات اليورو (1) - حين حصدت إيطاليا اللقب ب "ملك وكتابة" حكايات اليورو (2) – العبقري المجنون بانينكا.. أهدى التشيك اللقب وخلد اسمه "الركلة الأشهر" حكايات اليورو (3)– 6 دقائق مجنونة حولت اللقب لفرنسا.. و9 أهداف خلدت اسم بلاتيني حكايات اليورو (4) – فان باستن قلد رقصة والدته في الباليه.. فرسم لوحة الهدف الأجمل لم يكن جيل الثمانينات بالنسبة للكرة الدنماركية مجرد جيل عابر على الكرة هناك، هذا الجيل أعاد الدنمارك للساحة الكروية بعد غياب منذ الستينات، وجاء من بعده جيل التسعينات لحصد الثمار التي زرعوها. في عام 1984 سجل منتخب الدنمارك أولى مشاركاته في البطولات الكبرى عن طريق اليورو بعد غياب 20 سنة منذ عام 1964 حين حصلوا على المركز الرابع. مرة أخرى كانت مشاركة الدنمارك في اليورو قوية حين حصلوا على المركز الثالث عام 1984 وفي النسخة التالية عام 1988 استمر حضورهم لكنهم ودعوا البطولة من دورها الأول. بين النسختين كان حضور جيدا أخر للدنمارك بالخروج من كأس العالم 1986 من ثمن النهائي، لكن في كأس العالم 1990 لم تتأهل الدنمارك من الأساسي. الانحدار استمر، من قبل نهائي يورو 84 إلى دور ال 16 في كأس العالم 86 ثم الخروج من الدور الأول في يورو 88 إلى أن وصلنا ليورو 1992. في يورو 1992 لم تتأهل الدنمارك للبطولة من الأساس في استمرار لتدهور نتائج المنتخب الدنماركي. ريتشارد مولر نيلسين.. اللاعب الذي لم يحقق ما يذكر لاعبا للدنمارك جاء على رأس الجهاز الفني لمنتخب يقوده من داخل الملعب الأخوان مايكل وبريان لاودروب والثنائي يان مولبي وهاينز. البداية غير موفقة في التصفيات المؤهلة لليورو، فرغم الفوز على جرز الفارو، لكن ذلك كان متبوعا بتعادل مع أيرلندا الشمالية ثم خسارة على أرضهم أمام يوغوسلافيا بهدفين مقابل هدف. النتائج السيئة أثارت الإعلام ضد المدرب الذي أعلن منذ يومه الأول أن التأهل لليورو هو الهدف المنشود. لم تكن النتائج فقط هي ما لا يعجب الدنماركيين، الأسلوب الدفاعي كذلك. الأخوان لاودروب قررا الاعتزال دوليا اعتراضا على نيلسين، وبعض اللاعبين أجروا حوارات إعلامية يهاجمون فيها المدرب فقرر إبعادهم عن المنتخب. رغم الأزمات جمع نيلسين لاعبيه، وحقق الفوز في المباريات الخمس الأخيرة في التصفيات، لكن ذلك لم يكن كافيا لتأهلهم لليورو. المعجزة الحرب الأهلية اندلعت في يوغوسلافيا، وهنا قرر الاتحاد الأوروبي معاقبة يوغوسلافيا، فأبعدوهم عن البطولة واستدعوا الدنمارك للمشاركة قبل أيام قليلة من انطلاقة البطولة. "لم يكن الاعتذار عن المشاركة مقبولا، فذلك لن يخدم علاقة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مع الاتحاد الدنماركي". كيم فيلفورت يقول في حديث صحفي ل BBC عام 2012 "نحن نملك منتخبا قويا ونجحنا في هزم يوغوسلافيا على أرضها في التصفيات، لكننا أيضا لا نملك ما نخسره، فإن خسرنا بخمسة أهداف في مبارياتنا الثلاث لن يلومنا أحد بما إننا لم نكن مستعدين للبطولة" هكذا دخلت الدنمارك البطولة بدون أي ضغوطات، لكن متسلحة بعشرة لاعبين من فريق بروندبي الدنماركي الذي حقق قبل عام من البطولة إنجازا كبيرا للكرة الدنماركية بالوصول لقبل نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، بالإضافة لبعض لاعبي المنتخب الأولمبي الذي بلغ أولمبياد برشلونة لأول مرة منذ عام 1972. وبدون أي استعدادات قبل البطولة استدعى المدرب نيلسين اللاعبين من إجازاتهم، وفي الوقت الذي تمسك مايكل بقراره، تراجع بريان لاودروب عن الاعتزال الدولي وعاد للمنتخب للمشاركة في البطولة. تعادل أول مع إنجلترا بهدف لكل فريق في مفاجأة كبيرة، ثم خسارة أمام أصحاب الأرض السويد بهدف مقابل لا شئ. المباراة الأخيرة أمام فرنسا والمنتصر يتأهل للدور التالي، وهنا تفوز الدنمارك بهدفين مقابل هدف على الفريق الذي يقوده من خارج الملعب ميشيل بلاتيني، لتتأهل الدنمارك رفقة السويد وتخرج فرنسا مع إنجلترا من الدور الأول. الدنمارك عبروا هولندا في قبل النهائي، وفي المباراة النهائية انتصرت الدنمارك على ألمانياالغربية. ربما أن بيتر شمايكل وهينريك لارسين كانا نجمي تلك البطولة نعم، لكن ثمة لقطة لم تحصل على القدر الكافي من التقدير في المباراة النهائية. الدنمارك تقدمت بهدف في شوط المباراة الأول، وفي الشوط الثاني دخلت ألمانيا بغية تحقيق التعادل. ألمانيا ضغطت بكامل خطوطها وكاد ذلك أن يتحقق، لولا أن تدخل كينت نيلسين في هذه الكرة. إنقاذ نيلسين ألهب حماس زملائه، ومن كرة مرتدة أضافت الدنمارك الهدف الثاني عن طريق كيم فيلفورت. تتويج الدنمارك كان ملهما، فتلك التجربة أعادت الحياة لكرة القدم، وجعلت لحارس المرمى وخط الدفاع أهمية خاصة في كرة القدم لم تكن موجودة من قبل.