بالفيديو والصور - تاريخ بطولات اليورو من افتتاحية السوفييت إلى طموح الإسبان

يترقب عشاق كرة القدم حول العالم انطلاق النسخة الرابعة عشر من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2012" التي تعد آخر أضلاع المثلث الأشهر والأكثر متابعة في عالم الساحرة المستديرة مع بطولتي كأس العالم ودوري أبطال أوروبا.
وبالرغم من أن البطولة تقام في نفس العام المقرر أن تحتضن فيه العاصمة البريطانية لندن دورة الألعاب الأوليمبية, إلا أن حديث العالم أجمع عبر الصحف والبرامج التليفزيونية والمواقع الإلكترونية ينصب في اتجاه واحد حول البطولة الأوروبية المقرر أن تحتضنها بولندا وأوكرانيا بداية من الثامن من شهر يونيو الجاري وحتى الأول من شهر يوليو المقبل.
ولأن البطولة حدث استثنائي يقام كل أربع سنوات مثلها مثل المونديال, فكان من الضروري أن نضع بين أيدي قرائنا ملفاً كاملاً عنها ليتمكنوا من متابعتها بشكل أكثر دقة.
البداية
مثل أي صرح كبير له تأثير في حياة البشرية يبدأ بفكرة, فإن فكرة إقامة بطولة تجمع بين منتخبات القارة العجوز وُلدت عام 1927 من رحم هنري ديلوني رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم في ذلك الوقت, إلا أنها قوبلت بالرفض من عدد من الاتحادات الأوروبية لتختفي الفكرة.
وعادت الفكرة للظهور من جديد على يد بيير نجل هنري ديلوني لتنطلق بالفعل بطولة تجريبية عام 1958 في مدن لشبونة, مدريد, ميلانو وبلجراد وتابعها عدد كبير من محبى كرة القدم, وأدى النجاح الكبير إلى الاتفاق على اطلاق النسخة الأولى رسمياً في عام 1960 في فرنسا كنوع من التكريم لصاحب الفكرة, كما أطلق على كأس البطولة منذ ذلك الوقت لقب "كأس هنري ديلوني".
النسخة الأولى 1960: الافتتاحية
أقيمت النسخة الأولى للبطولة في فرنسا بمشاركة أربعة فرق في النهائيات عقب تصفيات تنافس فيها 17 منتخبا أوروبيا والتي شهدت غياب ثلاث قوي كروية عظمى في ذلك الوقت تمثلت في منتخبات إنجلترا وألمانيا الغربية إضافة إلى إيطاليا.
وفاز الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت تحت قيادة مديره الفني جافرييل كاشالين بأول ألقاب البطولة عقب نهائي مثير في مواجهة منتخب يوغوسلافيا بنتيجة 2-1 والذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس, بينما جاء منتخب تشيكوسلوفاكيا ثالثا وحل صاحب الأرض فرنسا في المركز الرابع والأخير, فيما توج السوفيتي فيكتور بونيديلنيك بلقب الهداف (هدفين) وأفضل لاعب بالبطولة.
النسخة الثانية 1964: إقبال
شهدت النسخة الثانية من البطولة إقبالا كبيرا من الدول الأوروبية على المشاركة فيها حيث تنافس 29 منتخبا في التصفيات لتنتهى بوصول أربعة فرق إلى النهائيات لتفوز كتيبة الماتادور الإسبانية بالكأس عقب التغلب على الاتحاد السوفيتي حامل اللقب بهدفين مقابل هدف واحد في المباراة التي أقيمت على ملعب السانتياجو برنابيو بالعاصمة الإسبانية مدريد, فيما حل منتخب المجر في المركز الثالث بينما جاءت الدنمارك في المركز الرابع.
النسخة الثالثة 1968: عشوائية
لم يختلف نظام البطولة في نسختها الثالثة التي احتضنتها وفازت بها إيطاليا عقب تصفيات شهدت زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 31 فريقا تأهل منهم أربعة إلى النهائيات لتفوز كتيبة الآتزوري بالبطولة على حساب يوغوسلافيا بهدفين نظيفين.
وشهدت هذه النسخة من البطولة اللجوء إلى استخدام عملة معدنية للمرة الأولى والأخيرة لتحديد الفائز عقب تعادل المنتخب الإيطالي مع نظيره السوفيتي في نصف النهائي, كما تم اللجوء إلى إعادة المباراة النهائية بين إيطاليا ويوغوسلافيا عقب تعادلهما في اللقاء الأول بهدف لكل فريق, ثم حصد المنتخب الإنجليزي المركز الثالث عقب الفوز على نظيره السوفيتي بهدفين نظيفين في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
النسخة الرابعة 1972: الماكينات
لم تشهد هذه النسخة من البطولة التي احتضنتها بلجيكا أي تغيير في نظام التأهل إلى النهائيات, ولكنها شهدت بزوغ نجم جديد في عالم كرة القدم بعدما توج بها منتخب ألمانيا الغربية عقب الفوز في النهائي على الاتحاد السوفيتي بثلاثة أهداف نظيفة, بينما حصدت الدولة المضيفة المركز الثالث عقب الفوز بنتيجة 2-1 على المجر في البطولة التي شهدت تتويج الألماني جيرد مولر بلقب الهداف (أربعة أهداف) إضافة إلى أفضل لاعب.
النسخة الخامسة 1976:ركلة جزاء
كالنسخ السابقة, لم تشهد البطولة التي أقيمت في يوغوسلافيا أي تغيير سوى في الاعتماد على ركلات الجزاء الترجيحية للمرة الأولى لتحديد الفائز ليفوز منتخب تشيكوسلوفاكيا بالبطولة على حساب حامل اللقب ألمانيا الغربية بنتيجة 5-3 بعد الاحتكام لركلات الجزاء عقب تعادل المنتخبين بهدفين لمثلهما, فيما حل المنتخب الهولندي ثالثا وجاء منتخب صاحب الأرض في المركز الرابع, بينما فاز الألماني ديتر مولر بلقب أفضل لاعب والهداف (أربعة أهداف).
النسخة السادسة 1980: بداية التغيير
شهدت هذه النسخة عددا من التغييرات كان أولها صعود ثمانية منتخبات إلى النهائيات للمرة الأولى في البطولة التي استضافتها إيطاليا للمرة الثانية في تاريخها, إضافة إلى صعود الدولة المنظمة إلى النهائيات بشكل مباشر للمرة الأولى دون الحاجة إلى خوض التصفيات, لتنقسم الدول الثماني إلى مجموعتين يتأهل الأول عن كل مجموعة إلى المباراة النهائية, فيما يتنافس وصيفا المجموعتين على المركزين الثالث والرابع.
وتوجت ألمانيا الغربية بلقبها الثاني عقب الفوز في النهائي على منتخب بلجيكا بهدفين مقابل هدف واحد في اللقاء الذي أقيم على الملعب الأوليمبي بالعاصمة الإيطالية روما, فيما حلت الدولة المضيفة في المركز الرابع بعد الخسارة بركلات الجزاء الترجيحية 9-8 أمام تشيكوسلوفاكيا عقب التعادل بهدف لكل فريق في الوقت الأصلي للمباراة, فيما فاز الألماني كلاوس ألوفس بلقب هداف البطولة برصيد ثلاثة أهداف.
النسخة السابعة 1984: الديوك
شهدت هذه النسخة صعود نجم الفرنسي ميشيل بلاتيني, الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا", بعدما قاد منتخب بلاده ومستضيف البطولة إلى الفوز بلقبه الأول عقب التغلب على المنتخب الإسباني بهدفين نظيفين في النهائي, ليتوج اللاعب بلقب أفضل لاعب في البطولة وهدافها برصيد تسعة أهداف أحرزها خلال خمس مباريات, فيما حل منتخبا الدنمارك والبرتغال ثالثا ورابعا على الترتيب.
وشهدت هذه البطولة تغييرا جديدا في نظامها حيث دخل الأول والثاني من كل مجموعة إلى مرحلة جديدة ليتأهل الفائزان النهائي, بينما يلعب الخاسران على المركزين الثالث والرابع.
النسخة الثامنة 1988: الثلاثي المدمر
قاد الثلاثي الأسطوري ماركو فان باستن, رود خولييت وفرانك ريكارد منتخب الطواحين الهولندية إلى التتويج بلقب هذه النسخة عقب الفوز في النهائي على منتخب الاتحاد السوفيتيي بهدفين نظيفين, وشهدت هذه المباراة واحدا من أفضل أهداف كرة القدم في التاريخ بتوقيع فان باستن, الذي فاز بلقب هداف البطولة (5 أهداف) وأفضل لاعبيها.
وفشل المنتخب الألماني الغربي في الفوز باللقب للمرة الثالثة في تاريخه رغم إقامة البطولة على أرضه ووسط جماهيره, ليتمكن فقط من الحلول رابعا خلف الثالث إيطاليا.
النسخة التاسعة 1992: المفاجأة
شهدت هذه البطولة مفاجأة مدوية بتتويج الدنمارك باللقب رغم أنها دخلت البطولة التي استضافتها السويد بديلا ليوغوسلافيا التي منعها الاتحاد الأوروبي من المشاركة بسبب الحرب الأهلية, إلا أن الكتيبة الدنماركية تمكنت من الوصول إلى منصة التتويج بالبطولة بعد الفوز على حامل اللقب هولندا في نصف النهائي بركلات الجزاء الترجيحية, إضافة إلى التغلب على نظيره الألماني في النهائي رغم تتويج الأخير بلقب بطولة كأس العالم 1990.
وشهدت البطولة ظهور أسماء اللاعبين للمرة الأولى على قمصانهم, إضافة إلى ظهور منتخب واحد في البطولة ممثلا لدولة ألمانيا عقب توحدها.
النسخة العاشرة 1996: عودة الماكينات
عادت كتيبة "المانشافت" الألمانية إلى منصة التتويج بالبطولة, التي استخدمت للمرة الأولى اللقب المختصر "يورو", للمرة الثالثة في تاريخها في البطولة التي شهدت تضاعف عدد الفرق المشاركة ليصل إلى 16 فريقا.
وكأنها إعادة لأحد مشاهد الإفلام السينمائية المثيرة وتكرارا لسيناريو مباراة قبل نهائي مونديال 90, خرج صاحب الأرض إنجلترا على يد ألمانيا بركلات الجزاء الترجيحية في نفس الدور, لتصل كتيبة المانشافت إلى التتويج باللقب عبر بوابة منتخب التشيك في اللقاء الذي انتهى بهزيمة الأخير بهدفين مقابل هدف واحد والذي جاء بتوقيع أوليفر بيرهوف عبر قاعدة الهدف الذهبي التي كانت تطبق للمرة الأولى في إحدى البطولات الكروية الكبرى.
النسخة الحادية عشر 2000: مزدوج
كانت نسخة "يورو2000" هى البطولة الأولى التى تشترك دولتان في استضافتها حيث أقيمت على ملاعب دولتي هولندا وبلجيكا والتي كانت حظوظ كتيبة الديوك الفرنسية في استعادة لقبها كبيرة, فهو الفريق الذي يضم بين جنباته النجم الأشهر في ذلك الوقت ولاعب نادي ريال مدريد الإسباني زين الدين زيدان والذي قاده إلى التتويج بلقب مونديال 1998, ليفوز في المباراة النهائية بهدفين مقابل هدف حملا توقيع سيلفين والتورد وديفيد تريزيجيه في الوقت الإضافي, فيما حل منتخبا هولندا والبرتغال في المركزين الثالث والرابع على الترتيب.
النسخة الثانية عشر 2004: صدمة
وفي نسخة كربونية من بطولة عام 92, وصل المنتخب اليوناني, الذي تأهل مرة واحدة فقط إلى نهائياتها عام 1980, ومرة إلى نهائيات كأس العالم 1994, إلى التتويج بلقب البطولة عبر بوابة منتخب البرتغال على أرض ووسط جماهير الأخير مستضيف البطولة بهدف واحد مقابل لا شيء أحرزه كاريستياس في الدقيقة 57 من المباراة.
وأثبت المنتخب اليوناني قوته بالوصول إلى النهائي عبر نظيره الفرنسي - حامل اللقب - إضافة إلى المنتخب التشيكي.
النسخة الثالثة عشر 2008: الماتادور
عادت نسخة يورو 2008 للمرة الثانية إلى المشاركة بين دولتين بعدما استضافت كلا من النمسا وسويسرا البطولة على ملاعبهما في الفترة بين السابع من يونيو إلى التاسع والعشرين من ذات الشهر, والتي شهدت عودة كتيبة اللافوريا روخا إلى التألق.
وقاد لويس آراجونيس كتيبة لاعبي الماتادور الإسبانية إلى التتويج بلقبه الأوروبي الثاني إثر التغلب على المنتخب الألماني بهدف حمل توقيع فرناندو توريس مهاجم نادي تشيلسي الإنجليزي حاليا ولاعب ليفربول الإنجليزي في ذلك الوقت.
وحصد تشابي هيرنانديز لاعب وسط نادي برشلونة الإسباني لقب أفضل لاعب في البطولة, بينما توج زميله في نادي الكامب نو ديفيد فيا بلقب هداف البطولة برصيد أربعة أهداف, كما دخل تسعة من لاعبيه قائمة لاعبي البطولة.
وعاد المنتخب الإسباني إلى موطنه بالنسخة الجديدة من "كأس هنري ديلوني" التي شهدت الخضوع للعديد من التغييرات هي الأخرى فزادت حجما ليبلغ وزنها المصنوع معدنه من الفضة الخالصة ثمانية كيلوجرامات ويصل ارتفاعها إلى ستين سنتيمتراً, فيما نُقِشت أسماء الدول الفائزة بالكأس على الخلفية.
النسخة الرابعة عشر 2012
وستعود نسخة البطولة للعام الحالي مجددا إلى المشاركة بين دولتين في استضافتها حيث من المقرر ان تحتضن ملاعب بولندا وأوكرانيا هذه البطولة التي ستعد آخر بطولات اليورو التي تشارك فيها 16 دولة.
النسخة الخامسة عشر 2016
ستعود البطولة في ثوبها الجديد إلى مهدها الأول فرنسا والتي من المقرر أن تشهد تغييرات كبيرة حيث ستنطلق بمشاركة 24 دولة في النهائيات وهو المقترح الذي تبناه ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا".
النسخة السادسة عشر 2020
لم يتم الكشف حتى الآن عن هوية الدولة أو الدول التي ستستضيف هذه النسخة من البطولة بعد ان تقدمت تركيا وجورجيا إضافة إلى الثلاثي المشترك ويلز واسكتلندا وجمهورية أيرلندا بعروض لإقامة البطولة.
وبهذا تصبح قائمة المنتخبات الفائزة بالبطولة على مدي تاريخها كالتالي:
1- ألمانيا (3 بطولات) 1972, 1980, 1996.
2- أسبانيا (بطولتان) 1964, 2008.
3- فرنسا (بطولتان) 1984, 2000.
4- الاتحاد السوفيتي (بطولة) 1960.
5- إيطاليا (بطولة) 1968.
6- جمهورية التشيك (بطولة) 1976.
7- هولندا (بطولة) 1988.
8- الدنمارك (بطولة) 1992.
9- اليونان (بطولة)2004.