شهدت الساعات الأخيرة، هجوما جديدا، من جانب الإعلامي الإسرائيلي المدعو إيدي كوهين، المعروف بتاريخه الطويل في إطلاق الأكاذيب والاستفزازات والتصريحات العدائية ضد مصر، حيث حاول توجيه اتهامات باطلة تطال الدولة المصرية وأجهزتها السيادية، وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة، في محاولة يائسة للتشويه والإساءة، إلا أن هذه التقولات لم تعد تفاجئ أحدا، إذ اعتاد المدعو كوهين، على لعب دور "المهرج الإعلامي" الذي لا هم له سوى إثارة الجدل الرخيص وخدمة أجندات مغرضة. الهجوم الذي شنه كوهين، ليس الأول من نوعه، إذ اعتاد استهداف مصر، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في إطار حملة دعائية تسعى لتشويه صورة مؤسساتها، وإثارة الرأي العام داخليا وخارجيا، غير أن هذه الادعاءات تأتي في وقت تشهد فيه القاهرة، حضورا إقليميا متزايدا، ودورا فاعلا في ملفات محورية بالمنطقة، أبرزها القضية الفلسطينية، وملف المصالحة، وجهود تثبيت الاستقرار في غزة والسودان وليبيا. ومما لا شك فيه، فإن جهاز المخابرات العامة المصرية، واحدا من أقوى أجهزة الاستخبارات في المنطقة، وأكثرها نفوذا في العالم العربي، وضمن قائمة أخطر 5 أجهزة استخبارات في العالم، وله سجل طويل في حماية الأمن القومي ومواجهة الإرهاب والتجسس، علاوة على أنه يلعب دورا بارزا في الوساطة الدبلوماسية بين الأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط، وهو ما يحظى بتقدير واسع من جانب المجتمع الدولي. محاولات النيل من جهاز المخابرات العامة المصرية، المعروف بصلابته وكفاءته على مدى عقود، تكشف بوضوح حالة قلق وانزعاجا، داخل بعض الأوساط الإسرائيلية، من الدور الهام الذي تقوم به مصر إقليميا ودوليا، وتحركات القاهرة، الفاعلة في دعم القضية الفلسطينية، ورفضها المستمر للانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، كما يتزامن مع الجهود المصرية الحثيثة، لإعادة إحياء مسار التهدئة في قطاع غزة، الأمر الذي قد يتعارض مع بعض التوجهات المتشددة داخل إسرائيل، خاصة أنه لم يكن يوما مجرد جهاز أمني، بل حائط صد يحمي مصر والأمة العربية، وصوت العقل في منطقة تموج بالصراعات. تصريحات المدعو إيدي كوهين، ليست سوى محاولة للتشويش الإعلامي، ولا تحمل أي أساس من الصحة، خاصة وأنها تصدر من شخصية اعتادت إثارة الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف كسب تفاعل، أكثر من كونها تستند إلى معلومات موثوقة، كما أنه هو شخصيا لا يمثل سوى ظاهرة صوتية، تعتمد على الأكاذيب والإيحاءات، دون تقديم دليل أو معلومة موثوقة، ومعروف عنه أن ما يكتبه لا يخرج عن كونه مسرحية إعلامية رخيصة، هدفها جذب الأنظار وبث الفتنة. رغم هذه الحملات، تؤكد القاهرة التزامها بمسؤولياتها الإقليمية، ودورها المحوري كركيزة استقرار في المنطقة، مشددة على أن المؤسسات المصرية، وعلى رأسها جهاز المخابرات، ستظل الدرع الحامي للأمن القومي العربي، وصمام الأمان في محيط ملتهب بالصراعات، فمصر، بتاريخها وحضارتها ودورها الممتد عبر آلاف السنين، أكبر من أن تهتز بكلمات شخص يبحث عن الشهرة على تويتر، خاصة أن الدولة المصرية أثبتت في كل المواقف أنها قادرة على حماية أمنها القومي، والدفاع عن قضايا الأمة العربية، بينما يظل أمثال كوهين مجرد أصوات ضائعة في فضاء الإعلام المأجور.