فى وقت تتفاقم فيه المعاناة الإنسانية فى قطاع غزة بسبب العدوان والحصار تتسابق أبواق جماعة الإخوان الإرهابية لاستغلال المأساة وتشويه الحقائق لتصويب سهام التضليل نحو الدولة المصرية التى لم تتوان فى دعم الشعب الفلسطينى. فى مواجهة التصعيد الإعلامى الذى تقوده جماعة الإخوان الإرهابية لتشويه الدور المصرى فى دعم قطاع غزة أدان سياسيون وحزبيون ما وصفوه ب«المتاجرة البشعة» بقضية الشعب الفلسطينى مشددين على أن هذه الجماعة تستغل المأساة الإنسانية فى غزة لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة وتنفيذ أجندات مشبوهة. أدان الدكتور عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار ما وصفه ب"المتاجرة البشعة» بقضية الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة التى تقودها جماعة الإخوان الإرهابية وأذرعها الإعلامية، وأكد أن الجماعة حولت مأساة إنسانية مؤلمة إلى وسيلة رخيصة لتحقيق مكاسب سياسية وابتزاز عاطفى للشعوب العربية والإسلامية. وقال خليل: إن هذه الجماعة المحظورة لا تتورع عن استغلال الجراح الفلسطينية فى الوقت الذى تبذل فيه الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى جهودا غير مسبوقة لدعم غزة عبر أكبر جسر إغاثى إنسانى يتم تسييره يوميًا من خلال معبر رفح محمّل بأطنان من الغذاء والدواء والمساعدات، ومع ذلك تواصل أدوات الإخوان الإعلامية شن حملات افتراء ممنهجة تهدف إلى تشويه الدور المصرى وتزييف الحقائق التاريخية والسياسية. واستنكر رئيس حزب المصريين الأحرار: «كيف تجرؤ جماعة الإخوان على اتهام مصر بالتقاعس وهى الدولة التى تعد الرئة الوحيدة التى يتنفس من خلالها أهالى غزة؟!، وكيف يتم تصوير مصر التى فتحت معابرها وضحت باقتصادها وأمنها فى سبيل نجدة الفلسطينيين، وكأنها طرف فى الأزمة؟!»، معتبرا تلك الاتهامات بأنها «انقلاب على الحقائق» و«تزوير سافر»، لا هدف له سوى إخفاء الفشل الذريع للجماعة وأذرعها السياسية فى إدارة شئون غزة والدفاع عن أهلها. تضليل الرأى العام وأوضح خليل أن أهداف هذه الحملة المشبوهة تتمثل فى تحسين صورة جماعة محظورة دوليا عبر استغلال الدم الفلسطينى وتشويه صورة مصر الدولة العربية الوحيدة التى تحولت بالفعل إلى شريان حياة حقيقى لغزة، فضلا عن تضليل الرأى العام العالمى لصرف النظر عن مسئولية حماس – الذراع السياسية للجماعة – فيما وصل إليه الوضع الإنسانى داخل القطاع. وشدد خليل على أن مصر لم ولن تتخلى عن دورها القومى والإنسانى تجاه الشعب الفلسطينى أما من يتاجر بجوع الأطفال ويدفع بهم إلى الشاشات ليخدم أجندات إرهابية خبيثة، فلا يمثلون الشعب الفلسطينى بأى حال من الأحوال، بل هم أعداء حقيقيون لقضيته وعدوّ لإنسانيته». وحذر من استمرار هذه الحملات المسمومة التى تستهدف ضرب الثقة فى المواقف المصرية الثابتة، داعيًا الأحرار فى العالمين العربى والإسلامى إلى فضح أكاذيب جماعة الإخوان وكشف مخططاتها التى لم تعد تخفى على أحد. كما أكد دعمه الكامل لجهود الدولة المصرية فى مواصلة دورها الإنسانى النبيل، رغم كل محاولات التشويه والتضليل التى تتعرض لها. وقال: إن غزة تستحق تعاطفًا صادقا ونقيا، لا أكاذيب تباع فى أسواق النفاق السياسى وينبغى أن تتوحد الأصوات الحقيقية الداعمة للقضية الفلسطينية فى مواجهة هذه الآلة الإعلامية الخبيثة التى لا تخدم سوى أعداء الشعب الفلسطينى. دور خبيث ومن جانبه صرح ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل الديمقراطى، بأن جماعة الإخوان الإرهابية تمارس دورًا خبيثًا ومفضوحًا فى استغلال الأزمة الإنسانية التى يشهدها قطاع غزة، حيث تتعمد المتاجرة بمعاناة الفلسطينيين، خاصة فيما يتعلق بالجوع والحرمان، بهدف تشويه صورة الدولة المصرية وقيادتها الوطنية. وأكد أن تلك الجماعة تحاول النيل من الدور المصرى المحورى، رغم أن مصر ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع العدوان الإسرائيلى على غزة فى السابع من أكتوبر 2023 كانت ولا تزال أكبر داعم سياسى وإنسانى للشعب الفلسطينى فى القطاع، وقدمت باعتراف الجميع أكبر قوافل المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية. مضيفا أن مصر هى التى تصدت لمخططات التهجير القسرى ومنعت محاولات تصفية القضية الفلسطينية. وأشار الشهابى إلى أن جماعة الإخوان اعتادت على شن حملات تشويه ممنهجة ضد الدولة المصرية، باستخدام منصاتها الإعلامية التى تبث من خارج البلاد، لا سيما من فنادق الدوحة إلى جانب وسائل إعلام ممولة خصيصا لهذا الغرض، موضحا أن هذه الوسائل تسعى لتقديم صورة مغلوطة عن الواقع، وتروج اتهامات زائفة لا تستند إلى أى حقائق، فى الوقت الذى تبذل فيه مصر جهودًا كبيرة على كل المستويات، من خلال فتح مستشفياتها أمام المصابين من غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى تحركاتها السياسية والدبلوماسية الهادفة إلى وقف الحرب وإنهاء الحصار والتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى. تصفية حسابات وأكد رئيس حزب الجيل أن الهدف الحقيقى من هذه الحملات المسمومة لا علاقة له بنصرة غزة أو الدفاع عن الفلسطينيين كما يزعمون بل يرتبط بتصفية حسابات سياسية مع الدولة المصرية ومحاولة إضعاف الجبهة الداخلية، وبث الشك فى نفوس المواطنين تجاه مؤسسات دولتهم. وشدد على أن هذه الأجندات تتماشى بشكل تام مع مخططات الاحتلال الإسرائيلى التى تسعى إلى عزل مصر عن دورها التاريخى والمحورى فى محيطها العربى وإبعادها عن القضية الفلسطينية التى كانت وما زالت فى صلب أولوياتها. وأوضح الشهابى أن موقف الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى كان ثابتًا وواضحًا منذ اللحظة الأولى للعدوان حيث أكدت مصر التزامها الكامل بدعم الشعب الفلسطينى بكل الوسائل الممكنة، ورفضها القاطع لمحاولات تهجير السكان أو تصفية القضية الفلسطينية، مع تمسكها بضرورة وقف العدوان فورًا، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع دون عوائق أو شروط. وأكد أن الشعب المصرى يتمتع بقدر كبير من الوعى، ويدرك تمامًا الأهداف الخبيثة التى تقف خلف الحملات الإعلامية الإخوانية، مؤكدا أن تلك المحاولات البائسة لن تنال من مواقف مصر المشرفة، ولا من التضحيات التى قدّمتها نصرةً لغزة. وأشار إلى أن التاريخ سيظل شاهدا على الدور الوطنى والريادى الذى قامت به مصر فى وقت تخلى فيه آخرون عن مسئولياتهم أو اختاروا الوقوف موقف المتفرج بينما كانت مصر حاضرة بقوة فى ميادين الدعم والمساندة. مصر السد المنيع من جهته قال الدكتور أحمد الشحات أستاذ العلوم السياسية واستشارى الأمن الإقليمى والدولى إنه فى ظل التوترات والصراعات المتلاحقة فى المحيط الإقليمى تنشط الجماعات الإرهابية والمتطرفة لأنها تجد مناخا خصبا لعودة نشاطها مستغلة فى ذلك حالة الفوضى والارتباك لفرض واقع جديد يسهم فى إعادة إنتاجها وانتشارها داخل بؤر التوتر المختلفة. وأضاف الشحات أنه عند التحدث عن الحرب فى غزة فإننا بصدد حرب إبادة ممنهجة استغلت فيها إسرائيل أحداث 7 أكتوبر للدفع نحو تنفيذ مخططها الأوسع والذى يتمثل فى فرض واقع إبادى واحتلال كامل للقطاع وخلق بيئة طاردة للسكان فى محاولة لتغيير الواقع الديموغرافى هناك وتنفيذ التهجير القسرى على نطاق واسع. وأكد الشحات أن مصر لها دور واضح وحاسم فى التصدى ومواجهة هذا المخطط الإسرائيلى الخطير، لافتا إلى أن الدولة المصرية تعد سدًا منيعًا أمام محاولات فرض هذا السيناريو مما دفع إسرائيل اللجوء إلى استخدام سلاح آخر لا يقل خطورة وهو سلاح «التجويع» والذى يعد السلاح الأصعب والأخطر فى هذا المشهد ويمثل انتهاكا فاضحا لكل المواثيق والأعراف الدولية، مشددا أن الدولة المصرية لم تقف مكتوفة الأيدى بل تحركت وحشدت المجتمع الدولى وخاطبته بكل الأشكال الممكنة لوقف هذا المخطط المشين. وضع كارثي وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أنه فى ظل هذا الوضع الإنسانى الكارثى تحركت أيضا كتائب إلكترونية تابعة للإخوان وأخرى إسرائيلية بشكل متزامن ومتوازٍ بهدف واحد وهو بث التضليل وتشويه الدور المصرى ومحاولة تقليصه ووصمه بالمشاركة فى مخطط التجويع عبر الادعاء بأن مصر تغلق معبر رفح من جانبها، مؤكدا أنه فى الوقت الذى تحشد فيه مصر كميات كبيرة من المساعدات وتنسق لإدخالها، نجد من يحاول استغلال هذا المشهد لضرب الاستقرار الداخلى فى مصر وهو ما تسعى إليه الجماعة الإرهابية دائما ولعل المحاولة الأخيرة التى استهدفت عنصرين من حركة حسم فى منطقة روض الفرج تؤكد هذه النوايا الخبيثة، إلا أن الدولة المصرية تدرك هذه المخططات جيدا وتتعامل معها بالحسم مستندة إلى الحقائق فالدور المصرى فى دعم القضية الفلسطينية ثابت وراسخ ولا يحتاج إلى إثباتات بل يترجم على أرض الواقع. وأشار إلى أنه رغم أن ما يتم إدخاله من مساعدات لا يرقى بعد إلى المستوى المطلوب لمواجهة حجم الكارثة الإنسانية فإن الدولة المصرية تعتبر ذلك بارقة أمل تبنى عليها تحركات أكبر. وهناك مساع واضحة لاستدعاء الدور الأمريكى والأوروبى، وكذلك العربى لزيادة معدلات تدفق المساعدات وخلق بيئة إنسانية تسهم فى الحد من تفاقم الأزمة. وأكد الشحات أن الشعب المصرى يتمتع بدرجة وعى كبيرة تجعله قادرا على كشف مخططات الإخوان وأكاذيبهم ولا يتأثر بالدعاوى الهزيلة التى تروجها تلك الجماعة الإرهابية. فالشعب المصرى يعلم جيدا حقيقة دور دولته ويدرك أن هناك التزاما تاريخيا من الدولة المصرية بدعم القضية الفلسطينية وهو التزام لا تراجع عنه، مضيفا أن الدولة تتحرك وفق فقه الأولويات وفى مقدمته وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات ثم الدفع نحو إيجاد حل جذرى وشامل للقضية بما يمنع إعادة إنتاج الجماعات المتطرفة التى تغذيها حالة الفراغ والدمار. وأشار إلى أن هناك جهودا عديدة تمثلت فى مواقف إيجابية من 26 دولة دعمت الموقف فى مؤتمر الأممالمتحدة لدعم حل الدولتين، إضافة إلى تحركات دول مثل فرنسا التى أعلنت نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتشجيع دول أخرى على القيام بالخطوة ذاتها، لافتا إلى أن هذا الحراك الدولى وإن كان لا يحل الأزمة بالكامل، إلا أنه يعكس ثمرة للجهود المصرية على المستويين الإقليمى والدولى، ويؤكد سقوط الخطاب الإخوانى مبكرا، حيث بات مكشوفا وهزيلا، لا يحظى بأى صدى لدى الشارع المصرى الذى يرفض هذه الطروحات ويعى تمامًا أهدافها الخبيثة، التى لا تستهدف سوى الدولة المصرية واستقرارها. 2