14 يوما يفصلوننا عن انطلاق بطولة يورو 2016 والتي تحتضنها فرنسا على ملاعبها شهر يونيو المقبل، ومع بدء العد التنازلي للبطولة سنستعرض معكم كل يوم حكاية أحد أبطال اليورو. الحلقة الثانية ستكون مع الرقم 14 في منتخب تركيا أردا توران. منتخب بالكامل لم يأخد حقه، فقد كان الحصان الأسود ليورو 2008، الظروف بالكامل ضده حتى وصل الحال أن في مباراة نصف النهائي واجهوا المانشافت بقائمة ضمت 17 لاعب فقط، ما بين الغياب بسبب الإصابات أو كثرة البطاقات الملونة، ثلاث مرات على التوالي يوشك المنتخب التركي من الخروج من بطولة كأس الأمم الأوروبية. هزيمة مستحقة أمام البرتغال بهدفين مقابل لا شئ في إفتتاح مباريات تركيا بالبطولة، أردا توران لم يشارك حتى لدقيقة واحدة لكنه سريعا أحدث الفارق بمجرد مشاركته في المباراة الثانية أمام البلد المنظم. كانت البطولة نقطة التحول في حياة لاعب يمكن اعتباره من ضمن أفضل 3 لاعبين في تاريخ تركيا. المشهد الأول : أداء قوي و رجولي، مراوغات في كل أنحاء الملعب، كرة رأسية كادت تسجل الهدف الأول لأحفاد الدولة العثمانية ولكن القائم يأبى أن يتقدم أردا لمنتخب بلاده، وكعادة كرة القدم من يهدر يقبل و أصحاب الأرض سويسرا يتقدمون بهدف أول. منتخب تركيا يتعادل في أول ربع ساعة من الشوط الثاني ولكن لا بديل عن الفوز لكي يضمن التواجد بربع نهائي البطولة، الحكم يضيف 3 دقائق كوقت بدل من ضائع. أردا توران يتلاعب بدفاع سويسرا ويسدد كرة صاروخية اصطدمت بأحد المدافعين وسكنت شباك الحارس دييغو بيناليو ليحصل توران على جائزة أفضل لاعب بالمباراة وليبقي أردا على آمال الأتراك في التأهل لربع نهائي البطولة. المشهد الثاني : التشيك يتقدم بهدفين مقابل لا شئ مع الدقيقة 62 ، الفائز من هذا اللقاء سيتأهل إلى جانب منتخب البرتغال للدور المقبل، التعادل لن يكفي منتخب تركيا للترشح لربع النهائي. أردا توران يقلص الفارق بهدف من تسديدة قوية اصطدمت بيد بيتر تشيك والقائم الأيمن ثم تسكن الشباك قبل ربع ساعة من النهاية. الآمال لازالت باقية، منتخب تركيا يضغط بقوة، حميد ألتينتوب و أردا توران يتلاعبان بالدفاع ولكنهم لم يستطيعوا تغيير أي شئ. 5 دقائق باقية وصافرات الإستهجان تعلو صوت صافرة الحكم، كرة ثنائية بين توران و ألتينتوب حولها الأخير بعرضية سقطت من أحضان بيتر تشيك ليتعادل بها نيهات قهوجي قائد منتخب تركيا قبل أن يتقدم بهدف قاتل في الدقيقة 88 لصعد بمنتخب بلاده أخيراً لربع النهائي. المشهد الثالث : الحال لم يتغير كثيراً أمام كرواتيا، "هذه هي كرة القدم يجب ألا تفقد الأمل أبدا حتى النهاية، حتى إطلاق الحكم صافرة النهاية" - فاتح تريم المدير الفني للمنتخب التركي آنذاك. هدف أول لكرواتيا بعد مرور 119 دقيقة من عمر اللقاء بعد خطأ ساذج من حارس تركيا،إحتفالات كبيرة من لاعبي وأعضاء الجهاز الفني لكن إتضح أن مقولة فاتح تريم صحيحة 100% فتعادل منتخب تركيا في الدقيقة 120+2. المباراة تنتقل لركلات الترجيح، لوكا مودريتش يضيع أول ركلات الجزاء للكروات، فيما تقدم أردا توران بركلة الترجيح الأولى للأتراك لينتهي اللقاء بفوز تركيا 3-1 ليصعد منتخب تركيا لنصف نهائي البطولة لأول مرة في التاريخ. أردا توران غاب عن نصف النهائي بسبب تراكم الكروت الصفراء، فقد نال البطاقة الأولى أمام التشيك في الدقيقة 90+5، وأمام كرواتيا في ربع النهائي. تركيا حتى بعد هذه الغيابات قاتلت أمام ألمانيا لكنها ودعت في النهاية أمام الماكينات بالخسارة 3-2.