13 عاما بالتمام والكمال مرت على يوم تاريخي تحول فيه درع الدوري في اللحظات الأخيرة من الجزيرة إلى ميت عقبة بعد خسارة الأهلي أمام إنبي، فكيف ساهم نجما الزمالك السابقان في هذا السيناريو العجيب؟ زحف جمهور الأهلي بقوة نحو ملعب المقاولون العرب تمهيدا للاحتفال بلقب الدوري في الجولة الأخيرة أمام إنبي الصاعد حديثا. أما جمهور الزمالك، فأمله الضئيل في التتويج جعل مدرجات استاد القاهرة شبه خاوية في لقاء الإسماعيلي بنفس التوقيت. قلب إنبي تحت قيادة الزملكاوي الراحل طه بصري الطاولة على الكل وهزم الأهلي ليمنح فريقه السابق هدية العمر. ولكن، قبل هذه اللحظات التاريخية كاد زملكاوي أخر أن يهدي لقب الدوري للأهلي. فماذا حدث؟ حرس الحدود الزملكاوي الثاني الذي نتحدث عنه هنا هو حلمي طولان الذي كان يقود ذلك الموسم فريق حرس الحدود الصاعد حديثا أيضا للممتاز. فقد الزمالك أمامه 5 نقاط كاملة لتنتعش آمال الأهلي في استعادة الدرع المفقود منذ 3 سنوات. ولك أن تعلم عزيز القاريء أن إنبي مع طه بصري أفقد الزمالك ذلك الموسم 4 نقاط قبل أن يهزم الأهلي في الجولة الأخيرة. لنسترجع معا السيناريو ذلك الموسم الاستثنائي. السقوط الأول في ماراثون الدوري الذي تصدره القطبان منذ البداية في ظل تراجع نتائج الإسماعيلي حامل اللقب كان من نصيب الزمالك. خسر أمام طولان في الإسكندرية 2-1 بعدما سجل أحمد خلف في الوقت بدل الضائع هدف الفوز لينفرد الأهلي بالصدارة بفارق 3 نقاط بعد أول 6 جولات. إنبي تسبب طه بصري في الجولة التالية في اتساع الفارق بين الأهلي والزمالك إلى 5 نقاط بعدما سقط الأخير في فخ التعادل مع إنبي بهدف لمثله. كان الزمالك متأخرا حتى أدرك تامر عبد الحميد التعادل في الدقيقة 85. عاد الزمالك إلى الانتصارات مثل الأهلي إلى أن تقابلا يوم 30 يناير 2003، فشل في تقليص الفارق ليظل الأحمر متصدرا بفارق 5 نقاط بعد أن انتهى اللقاء بالتعادل 2-2. تقلص الفارق إلى 3 نقاط بعدما فشل الأهلي في هز شباك المقاولون العرب في الجولة 17 لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي. ظل الفارق كما هو عندما تعادل الأهلي مع غزل المحلة 1-1 وأفقد طه بصري الزمالك نقطتين جديدتين (1-1 مع إنبي) في الجولة 19 من المسابقة. الفارق كان 6 نقاط قبل أخر 7 جولات من المسابقة لأن الزمالك له لقاء مؤجل أمام الاتحاد. ومرة جديدة، عقّد حلمي طولان فرصة الزمالك في التتويج بالدوري بعدما تعادل معه 1-1 في القاهرة. سجل وائل القباني للأبيض من ركلة جزاء وتعادل لاعب الأهلي السابق هشام حنفي لحرس الحدود. القمة ازداد الفارق إلى 8 نقاط لكنه تقلص إلى 5 بعدما فاز الزمالك بلقائه المؤجل ضد زعيم الثغر ليحين موعد مباراة الموسم بالنسبة له إذا أراد الحفاظ على أمل التتويج بالدوري. مباراة القمة. لم يكن الأهلي قبل هذه المباراة قد خسر أي لقاء في الدوري منذ أن سقط أمام الزمالك 2-1 في الدور الأول لموسم 2001-2002. تألق العميد حسام حسن وهدف عالمي لعبد الحليم علي وإدارة ممتازة من البرازيلي كابرال للقاء حسمت الأمور للزمالك على حساب الأهلي 3-1 ليتقلص الفارق إلى نقطتين فقط قبل أخر 4 جولات من المسابقة. فاز الزمالك على المقاولون وجولدي والمحلة وانتصر الأهلي على الترسانة وأسوان وبلدية المحلة لتصبح الفرصة الأخيرة للأبيض هو أن يقوم إنبي بمعجزة في الجولة الأخيرة ويتمكن من الفوز على الأهلي. وكما عقد طه بصري أمور الزمالك أمام إنبي ذهابا وإيابا، حرم الأهلي من الاحتفال باللقب مستغلا لاعبه سيد عبد النعيم لتنطلق الأفراح في المعسكر الأبيض بواحد من أكثر مواسم الدوري المصري إثارة عبر التاريخ.