عزيزي جمهور الزمالك .. معلش انت بتتبهدل!

عشنا وشفنا مباراة قمة تجمع بين الأهلي والزمالك وتنتهي بفوز أحدهما ، فيخرج لاعبو وجمهور الفريق الفائز منكسرا وحزينا ، ويتم توقيع عقوبات عليهم من قبل إدارتهم ، بينما يخرج لاعبو وجماهير الفريق المهزوم فرحين وسعداء وتنهال عليهم المكافآت!
ما حدث عقب نهاية مباراة القمة الأخيرة يعد كارثة حقيقية ، وإذا استمر الوضع على هذا الحال ستصبح مصيبة رهيبة للكرة المصرية ، فمباريات القمة منذ قديم الأزل كانت متكافئة ويبحث كل فريق منهما فيها عن الفوز فقط لا غير ، وإذا انتهت بالتعادل تكون نتيجة عادية وغير مرضية لجماهير الفريقين .. أما أن تتحول المباراة إلى مواجهة مضمونة لمصلحة الأهلي ويتحول السؤال قبلها إلى بكم هدف سيفوز ويتوقع جماهير الفريقين هزيمة عريضة للزمالك ، ثم تخرج جماهير الاهلى حزينة بالفوز بهدفين فقط ، وتخرج جماهير الزمالك سعيدة وتتبادل التهاني لأنها لم تخسر بنتيجة ثقيلة ، فهذا يعني أننا أصبحنا في منعطف خطير وأن "مدرسة الفن والهندسة" أصبحت في خبر كان.
واذا نظرنا الى بعض الآراء التي تقول أن جماهير الزمالك سعيدة بالاداء الجيد ، فأنا شخصيا لا أدري أين هو الأداء الجيد ، فالفريق بالفعل امتلك الكرة لكثير من الوقت في الشوط الثاني ، ولكن دون أي خطورة حقيقية على مرمى الأهلي ، ولم تسنح للزمالك ، بخلاف الهدف الذي سجله ، سوى فرصة وحيدة فقط طوال المباراة بالكامل هي فرصة وليد صلاح التي تصدى لها الحضري ، فأين الاداء الجيد؟
واذا نظرنا الى الجانب الاخر فسنجد أن الأهلي شكل خطورة كبيرة على مرمى منافسه وأضاع العديد من الفرص المؤكدة مثل انفراد بركات ، وتسديدة حسن مصطفى التى اصطدمت بالعارضة ، وانفراد متعب الذي احتسبه الحكم تسللا غير صحيحا ، ثم انفراد حسن مصطفى الذي أضاعه بغرابة ثم ركلة الجزاء التي أهدرها فلافيو ، وتلك خمس فرص حقيقية للأهلي لو سجل منها هدفين فقط لخرج فائزا بنتيجة 4-1 ووقتها كانت جماهير الزمالك ستخرج حزينة وجماهير الاهلى ستخرج سعيدة رغم ان أداء الفريقين كما هو لم يتغير ، أي ان سبب فرحة أو حزن الجماهير كان هو النتيجة النهائية وليس الأداء .. "وبلاش نضحك على بعض"!

حقيقة فإن ذهاب جمهور الزمالك الى أي مباراة مهما كانت لتشجيع فريقه ثم خروجه منها سعيدا رغم الهزيمة ، يجعلني أقول لجمهور الزمالك .. معلش انت بتتبهدل"
فجماهير الزمالك خرجت سعيدة ليس بسبب الاداء ولكن لأنها خسرت بهدفين فقط ، وجماهير الاهلي خرجت حزينة لأنها فازت بهدفين فقط ، وحقيقة لا أجد اي فارق بين تصريحات مسئولي ومدربي الزمالك عقب مباراة القمة وبين تصريحات صلاح الناهي مدرب الكروم أو حسين عبد اللطيف مدرب الالومنيوم الصاعدين حديثا للدوري هذا الموسم ، والتي تعبر بعد مباريات فريقيهما مع الاهلي عن الأداء الجيد والرجولي للاعبيهم والرضا عن مستواهما وعن نتيجة المباراة رغم الهزيمة لأنها جاءت أمام فريق كبير!
حقيقة فإن ذهاب جمهور الزمالك الى أي مباراة مهما كانت لتشجيع فريقه ثم خروجه منها سعيدا رغم الهزيمة ، يجعلني أقول لجمهور الزمالك .. معلش انت بتتبهدل!
وإذا نظرنا إلى الجانب الآخر - وهو الاعتراض الزملكاوي الدائم والمتكرر على حكام مبارياته - فلا أعرف متى ستتوقف هذه النغمة المملة والاسطوانة المشروخة التي تقال عقب كل هزيمة بيضاء ، ولا أدري متى سيتخلص الزملكاوية من عقدة الاضطهاد التي يشعرون بها .. فأولا حكم المباراة لم يكن منحازا للاهلي على الاطلاق بل على العكس تماما ، ركلة الجزاء التي احتسبت للاهلي صحيحة تماما وكان الحكم رحيما بالزمالك ولم ينذر مدحت عبد الهادي في هذه اللعبة ، بل لم يحتسب ركلة صحيحة أخرى عندما تصدى مدافع الزمالك بيده لتسديدة متعب وهي في طريقها الى المرمى ومنع هدفا مؤكدا ، كما ان الحكم منع الأهلي من هدف محقق عندما احتسب تسللا غير صحيحا على متعب.
المثير ان بعض الزملكاوية طالبوا بركلة جزاء للزمالك ولا أدري تحديدا على أي لعبة ، فالزمالك تقريبا لم يدخل منطقة جزاء الأهلي سوى في الكرة التي سجل منها الهدف فقط ، ويبدو أنهم كانوا يشاهدون مباراة أخرى ، كما أنني سمعت تصريحا غريبا لجمال عبد الحميد يؤكد فيه ان هدف الاهلي الثاني من تسلل واضح لان الكرة اصطدمت بالعارضة! ويبدو أن "جيمي" يعتبر العارضة أحد لاعبي الأهلي ، وبعد تصريح جمال لا أدري لماذا تذكرت كلام بوكير الذي قاله قبل أن يرحل أن عبد الحميد يعلم عن كرة القدم مثلما يعلم بوكير عن الذرة!
أخيرا ، فإنه حتى لو افترضنا أن أداء الزمالك تحسن نسبيا في الشوط الثاني فيجب ألا ينخدع الجميع بذلك ، فبعد فوز الزمالك على الترجي انخدع الجميع ثم أفاقوا بعد ذلك على التعادل مع الاتحاد ، وبعد فوزه على السويس والمقاولون انخدع الكل مرة أخرى ثم أفاقوا على هزيمة من النجم الساحلي ، وبعد فوزه على الالومنيوم عادت الأوهام لهم ثم استيقظوا على هزيمة خماسية من الحدود ، وأخيرا انخدعوا مرة أخرى بأداء الشوط الثاني أمام الاهلي وننتظر متى سيفيقون في المرة الق