ليست الخسارة أهم ما يضايق برشلونة بعد توديع الكأس أمام ريال مدريد، بل الأداء.. تقديم البلوجرانا لكرة رديئة لا تمت بصلة لتلك التي منحت الفريق الفوز في الكلاسيكو من قبل 5-0.. فماذا حدث؟ شاهد ايضا * صورة - فيرجسون يتجسس على ريال مدريد من مدرجات كامب نو * بالفيديو .. ركلة جزاء مثيرة للجدل لبرشلونة؟ * لقطة المباراة .. الحكم يقف في وجه ميسي داخل منطقة جزاء الملك... * بالفيديو والصور .. حفل مدريدي على أنقاض كرامة برشلونة * بالفيديو .. دي ماريا يسحل الأسد بويول بمراوغة مهينة * ريال مدريد * برشلونة منذ مشروع (برسا – بيب) كان كامب نو أرضا محرم على ريال الفوز فيها. من 2007 وحتى 2010.. بل وباتت الحقيقة ثابتة غير قابلة للتغيير حين جلب الميرنجي أفضل مدربي العالم، وخسر به 5-0. لكن بعد 3 أعوام من الأحداث، انقلبت الأوضاع.. لم يعد برشلونة المرشح الأبرز للفوز بالكلاسيكو، بل لقد وصلنا لدرجة أن ريال مدريد يستطيع الفوز في كامب نو بثلاثة أهداف. ماذا حدث في تلك الأعوام، هناك 10 نقاط.. 5 تخص برشلونة نتحدث عنها هنا.. و5 لريال مدريد تأتي في موضوع منفصل عن الميرنجي. بالنسبة للبلوجرانا فالعناوين الرئيسية تحدثنا عن خطأ تقدير من جوارديولا، حظ عثر مع تيتو، مركزية واضحة حول ميسي.. وحاجة ماسة لإحلال وتجديد في العمود الفقري للفريق. 1) خطأ تقدير سنعود للبداية، لن نتحدث عن هذا الموسم، بل عن ذلك الذي سبقه .. 2011-2012 حين كان جوارديولا مدربا لبرشلونة، والبلوجرانا قادر على سحق أي منافس في أي بطولة، مهما كانت قوته. لكن في الموسم الماضي كذلك كان ريال مدريد قد بدأ يشعر بالقوة، يفوز على أغلب منافسيه ويتحسس طريقه نحو منصة التتويج الخاصة بالليجا.. وجاء موعد لقاء الفريقين في كامب نو. ريال مدريد متفوق ب4 نقاط على برشلونة، وبالتالي يحتاج البلوجرانا للفوز بأي ثمن.. يحتاج إلى قتل مشروع ريال مدريد قبل أن يكبر. اختار جوارديولا طريقة لعب مختلفة عن المعتاد، بدلا من 4-3-3 لعب ب3-4-3 فساعد ريال مدريد على الفوز.. ألفوز في كامب نو لأول مرة منذ سنوات طويلة.. فمنح الميرنجي قبلة الحياة لمشروع مورينيو. 2) تجديد دماء الفريق رحل جوارديولا في الصيف، وجاء تيتو.. وظل قوام الفريق نفسه دون تغيير كبير.. هناك إضافة فابريجاس وأليكس سونج وأليكسس سانشيز. لكن في الحقيقة، ظلت بعض المراكز تعاني من نقص أبرزها قلب الدفاع مع تقدم كارليس بويول في العمر. عدم دعم الفريق بقلب دفاع تسبب في فوز ريال مدريد بالسوبر في ظل أخطاء كارثية من خافيير ماسكيرانو، ثم في الكأس بعد لقطة ستترك ندبة في سجل كارليس بويول مع برشلونة. كذلك وضح أن عدم منح فرص أكبر للنضج فيما يخص تياجو الكنتارا أثر سلبا مع الفريق، في ظل تذبذب مستوى شابي هرنانديز الذي بالتأكيد لا يستطيع لعب عدد الدقائق الذي كان يقدمه منذ 3 سنوات. 3) فلسفة تيتو دعونا الآن نتعرض لقلب المعضلة، تيتو فيلانوفا والمرض الذي داهمه وهو يغير الكثير في طريقة لعب برشلونة. جوارديولا كان يحب الضغط بالمهاجمين، يحب استخدام ديفيد بيا في الهجوم لأنه حين يفقد الكرة يضغط لا يتراجع. بينما تيتو يحب الجناح الذي يتراجع للدفاع حين يفقد الكرة، لذلك أبعد ديفيد بيا من التشكيل الأساسي، واعتمد أكثر على بيدرو وعلى أليكسس وعلى تيو. يظهر ذلك في إحصائية أن أغلب أهداف برشلونة التي تأتي من شخص غير ميسي، تكون من ظهيري الجنب سواء أدريانو أو خوردي ألبا أو داني ألفيش. اسلوب تيتو كان ناجحا في البداية، لكنه مرض.. سافر إلى نيويورك.. فأصبح برشلونة عالقا في مشروع غير مكتمل. خسر برشلونة فاعلية ديفيد بيا، ولم ينضج عمل تيتو في استخدام الجناحين خاصة في المباريات الكبرى.. فأصبحت الأهداف تأتي من مكان واحد فقط، هو ميسي.. وهذه مركزية أضرت بالبلوجرانا. 4) عدم عودة جوارديولا في ظل غياب تيتو، لعب برشلونة دون مدير فني، وهو ما فتح الباب للسؤال لماذا لم يحاول النادي إعادة جوارديولا بدلا من مواجهة الفرق بغير مدرب كبير. غياب المدير الفني ظهر جدا في بعض التفاصيل البسيطة، في عدم الضغط بشكل كاف على ريكاردو مونتوليفو اللاعب الوحيد في ميلان الذي يجيد التمرير. النتيجة أن 75% بالضبط من تمريرات مونتوليفو كانت صحيحة، وهو ما يفسر فوز ميلان على برشلونة. 5) الدفاع باسلوب الحافلة السبب الأخير في أن برشلونة أصبح يخسر على ملعبه، هو خطة لعب لم يستطع البلوجرانا التغلب عليها كثيرا حين تطبق بنجاح. هل تذكرون كيف كان يدافع إنتر ميلان ويلعب صامويل إيتو كأنه ظهير أيسر.. تكرر الأمر بعد عامين وفاز تشيلسي على برشلونة ودروجبا يلعب كأنه ظهير أيسر. حسنا في مواجهة ميلان كان ستيفان الشعراوي يلعب كأنه ظهير أيسر يمنح فريقه دفاعا عرضيا حديديا أمام برشلونة.. وفي لقاء الكأس مع ريال مدريد لعب أنخل دي ماريا الدور نفسه ناحية اليمين. هذا الاسلوب الدفاعي العرضي مع الحفاظ على خط دفاع متقدم صنع توليفة تستطيع الفوز على برشلونة، استغلها ريال مدريد ونجح في تذوق طعم الانتصار في كامب نو، بل وبثلاثية.