النائب مصطفى سالمان: تكليف مدبولي بتشكيل الحكومة يستهدف تعزيز التنمية    وزير التعليم يتسلم نتيجة مسابقة شغل 11114 وظيفة معلم مساعد فصل    السيسي: القضية الفلسطينية صلب قضايا المنطقة    رئيس جامعة المنوفية: فتح باب التقديم في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية    خبير اقتصادي: إشادة صندوق النقد مؤشر إيجابي أن الحكومة تسير بخطى ناجحة    صوامع وشون الشرقية تستقبل 605.4 ألف طن من محصول القمح المورد    خبير اقتصادى: برنامج التنمية المحلية فى الصعيد أحدث طفرة تنموية    ب100 شركة صغيرة ومتوسطة.. انطلاق فعاليات الدورة ال3 لمؤتمر ومعرض الأعمال الخضراء بالأقصر    الرئيس السيسي: نتطلع لتعزيز التعاون مع أذربيجان في مختلف المجالات    حزب الله يعلن استهداف ثكنة زرعيت الإسرائيلية بقذائف المدفعية وإصابتها إصابة مباشرة    الرئيس السيسى: استعرضت مع رئيس أذربيجان جهود وقف إطلاق النار فى غزة    وزيرة خارجية إندونيسيا تستقبل السفير المصري بجاكرتا    أنظمة الدفاع الجوي الروسية تسقط 25 مسيرة أوكرانية    وزارة التعاون تُعلن تفاصيل الملتقى الأول لبنك التنمية الجديد في مصر    تعرف على أرقام قمصان لاعبي منتخب إنجلترا فى يورو 2024    كولر يرفض إذاعة ودية الأهلي والنجوم.. تعرف على السبب    ساوثجيت يعلن قائمة انجلترا لخوض يورو 2024    رسميًا.. مانشستر سيتي يجدد عقد سيتفان أورتيجا حتى عام 2026    سهل وصعب.. تباين آراء طلاب الثانوية الأزهرية حول امتحان «الإنجليزي» بقنا    تنخفض 5 درجات.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة السبت 8 يونيو 2024 والأيام المقبلة    السبب غامض.. العثور على 5 جثث بمنطقة جبلية في أسوان    إصابة 6 أشخاص فى انقلاب ميكروباص على زراعى البحيرة    سفاح التجمع يعترف لزملائه بمرضه النفسى: أعانى من اضطراب ثنائى القطب    عمرو دياب ونجوم الفن والمشاهير في حفل زفاف ابنة محمد السعدي    إعلام إسرائيلى: عدد كبير من الطائرات يشارك فى قصف استثنائى على مخيم النصيرات    نيللى كريم وهشام عاشور .. الانفصال الصامت    بعدما أعلنت انفصالها رسميًا.. من هي دانية الشافعي ؟    وزير الأوقاف: الأدب مع سيدنا رسول الله يقتضي الأدب مع سنته    وزير التعليم العالي يتفقد أرض مستشفى بنها الجامعي الجديد    صحة مطروح: قافلة طبية علاجية مجانية بمنطقة جلالة بالضبعة اليوم وغدا    بالاسم ورقم الجلوس.. نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة المنوفية    خبيرة فلك تبشر برج السرطان بانفراجه كبيرة    أستاذ علوم سياسية: مصر بذلت جهودًا كبيرة في الملف الفلسطيني    النائب علي مهران: ثورة 30 يونيو بمثابة فجر جديد    147 ألف طلب، مدبولي يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال مايو    بحضور المحافظ.. وزير التعليم العالي يزور أرض مستشفى بنها الجامعي الجديد    حفظ التحقيقات حول وفاة نقاش بالمنيرة    بحضور السفير الفرنسي.. افتتاح المكتب الفرانكفوني بجامعة القاهرة الدولية ب 6 أكتوبر    وزيرة التضامن الاجتماعي تتابع تفويج حجاج الجمعيات الأهلية    نجيب الريحاني وجه باك أضحك الجماهير.. قصة كوميديان انطلق من كازينو بديعة وتحول منزله إلى قصر ثقافة    «الإفتاء» توضح فضل صيام عرفة    كريم محمود عبد العزيز يشارك الجمهور فرحته باطلاق اسم والده علي أحد محاور الساحل الشمالي    جولة مفاجئة.. إحالة 7 أطباء في أسيوط للتحقيق- صور    ب300 مجزر.. «الزراعة» ترفع درجة الاستعداد القصوى استعدادًا لعيد الأضحى    هل يجوز الادخار لحم الأضحية؟.. تعرف على رأي الإفتاء    افتتاح المكتب الوطني للوكالة الفرانكفونية بمصر في جامعة القاهرة الدولية ب6 أكتوبر (تفاصيل)    تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري يتصدر المباحثات المصرية الأذربيجية بالقاهرة    فتح باب التقدم بمسابقة فتحى غانم لمخطوطة القصة القصيرة.. اعرف الشروط    نجم الأهلي يوجه رسالة قوية إلى محمد الشناوي    أبو مسلم: حسام حسن أدار مباراة بوركينا فاسو بذكاء    أزهري: العشر الأوائل من ذي الحجة خير أيام الدنيا ويستحب صيامها    «الصحة» تستعد لموسم المصايف بتكثيف الأنشطة الوقائية في المدن الساحلية    مواعيد مباريات يورو 2024.. مواجهات نارية منتظرة في بطولة أمم أوروبا    إبراهيم حسن يكشف كواليس حديثه مع إمام عاشور بعد لقطته "المثيرة للجدل"    الإفتاء: الحج غير واجب لغير المستطيع ولا يوجب عليه الاستدانة من أجله    بعد الزيادة الأخيرة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من المنزل    فريد زهران ل«الشاهد»: ثورة 1952 مستمدة من الفكر السوفيتي وبناءً عليه تم حل الأحزاب ودمج الاتحاد القومي والاشتراكي معًا    منتخب مصر الأولمبي يفوز على كوت ديفوار بهدف ميسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيكل: الموافقة على الدستور ستقودنا إلى كارثة وستؤدي إلى استبداد
أردوغان قال ل"مرسي": "أنت بتستعمل أسلوب الصدمة ومن فضلك هدي شوية"
نشر في الوطن يوم 21 - 12 - 2012

استكمل الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل حديثه لبرنامج "مصر أين.. وإلى أين" مع الإعلامية لميس الحديدي على فضائية "سي بي سي"، وتناول الحديث في هذه الحلقة من الحوار عدة جوانب منها مشكلة غزة الأخيرة ودور أمريكا في مصر، كما تكلم الكاتب الكبير أيضا عن مشكلة الاستفتاء على الدستور وما سينتج عنها في المستقبل.. وتنشر "الوطن" نص حوار الكاتب الكبير وأهم ما جاء فيه في السطور القادمة.
هل غزة والاتفاق الذي تم وكانت مصر شريكا أساسيا بين إسرائيل وحماس فتحت الطريق لدعم غير مسبوق لإدارة مرسي من الجانب الأمريكي؟
الحديث عن فتح الطريق لشيء غير مسبوق يكون بإنجاز ضخم، ولكن مع احترامي لكافة الأطراف لا أعتقد أن ما فعلناه في غزة إنجازا، ليس صحيحا.. لأن إسرائيل حققت بعض أو كثير مما تريد في غزة، وتم تكسير كل ما يمكن بناءه خلال ال 7 أو 8 السنوات الأخيرة، ليس جديدا فالمخابرات العامة شاركت ل 3 أو 4 مرات، واستطاعت وقف إطلاق النار، ولكن الجديد في هذه المرة أن إسرائيل لوحت باستخدام القوات البرية لدخول غزة، مما أدى إلى رعب الجميع، وهناك شيء مهم تم إثباته، وهو أن الالتحامات على الأرض كانت في غير صلاحها، وإسرائيل حققت جزءا مما تريده، وهذا الإنجاز تكرر، ولكن الأهم في هذه المرة أن من حقق ذلك، هي إدارة الإخوان المسلمين.
وما معنى ذلك ؟
معنى ذلك، أن ما تحقق لأمريكا في هذه الحرب، هو تطويع التيار الإسلامي واعترافه بالسلام مع إسرائيل، وأمريكا تريد أن تكون كل الأطراف في المنطقة متورطة في السلام مع إسرائيل.
الإخوان على اتصال بالأمريكان منذ2007 تفتكر ماذا قدم الإخوان على المائدة للجانب الآخر؟
القوى الدولية تتصل بالأطراف القادرة على التأثير في المسرح المحلي، الذي يريدون الوجود به، ومن الملفت للنظر أنه يوم نتائج الانتخابات، السفيرة الأمريكية اتصلت بالمجلس العسكري ثلاث مرات، والسفير الإنجليزي اتصل بالجنزوري، والسفير الفرنسي اتصل بوزير الخارجية، الكل يسأل عن تأخر النتائج الرئاسية، فقد تم توصيل البلد إلى درجات من الاختراق وكافة الأطراف تتدخل، والأمريكان هم سادة هذا الموقف، ومن الطبيعي أن تتصل بهم كافة الأطراف وهذا ليس عيبا، والأمريكان رأوا الصورة في عهد مبارك، وهو رجل غير قادر على الحكم والبلد تتفكك، وابنه قادم والصورة غير حقيقية، لكن الأمريكان وقعوا في شيء مزدوج أن التيار الديني له أكبر نفوذ ويستطيع خلق نوعا من التهدئة في هذا التوقيت، وراهنوا عليهم وكان شأنهم شأن كل الناس واكتشفنا أننا لدينا خداع بصري، وأن أكبر مشكلة في الوضع المصري هو أننا توهمنا أن الإخوان كانت هي القوة الوحيدة، وهذا غير صحيح وبالمقارنة ظهروا أنهم أكبر من حجمهم الطبيعي، والآن ظهر الإخوان أنهم ليسوا بهذه القوة التي توقعنها وعبر التاريخ كانت الجماعة تتعامل كطرف هامشي.
والأمريكان رأوا حجم التأييد للتيار الإسلامي، وخاصة الإخوان المسلمين، وذلك بسبب عجز كافة القوى الأخرى، ولكن تحت أضواء السلطة ظهرت حقيقة الإخوان وأنهم ليسوا بالقوة التي توقعناها.
هل من الممكن يتغير هذا التأييد للإخوان؟
من الممكن أن يتقلص، وبدأ يتقلص خاصة، والمشكلة أننا في أزمة ولا يوجد من ديرها.
ليس هناك بديل خاصة أنهم لا يروا أن المعارضة تقدم بديلا؟
هذه هي الحقيقة ولا ألوم الإخوان في ذلك، قوى المعارضة لم تختبر حتى هذه اللحظة إلا في الاختبارات العامة التي يعرفها الشارع وهذا هو المأزق الحقيقي الذي نعيش فيه وهذا ما يفرض على مرسي، أن يستدعي كل القوى السياسية التي يرى أنها تمثل شيء في هذا الوطن، إن هذه البلد أكبر بكثير من أن تنفرد بها جماعة معينة، أو تحل مشكلتها فئة بعينها.
جون كيري مرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكي خلافا لكلينتون، تقييمك لهذا الاختيار؟
هذا الاختيار لا شأن لمصر به كثيرا، أحيانا نتصور أن المساءل تفصّل علينا بالتمام، وهذا ليس صحيحا، كان كيري يظهر دائما أنه خلفا لكلينتون لأنه الثاني بعد الرئيس، وإن ساحة الشرق الأوسط هي أهم الساحات المتحركة في العالم، وهذا منطقي وتتحرك عليه القوى ويوجد بها أكبر المصالح والطموحات، وكل أمريكاني مرشح يأتي للشرق الأوسط، والصراع القادم كله ما سيحدث في هذه المطقة خلال السنوات القليلة القادمة، وجون كيري التقى بالإخوان وشهد أن الإخوان أكبر قوة الآن، وكيري سيأتي لإدارة موقف ليس لصالح الإخوان بل لصالح أمريكا، وسيجد قوة الإخوان مختلفة، وليس صحيحا أنه سيأتي لصالح الإخوان.
ماذا عن الضغوط من قبل الدول العربية والضغوط الفضائية؟
هناك أنواع من الضغوط، ضغوط بالاختراق قادرة أن تفعلها الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا، ومدير المخابرات الخارجية البريطانية كان سفيرا لمصر وهو دارس مصر بالداخل والخارج، والكل الآن يهتم بما يحدث في الشرق الأوسط لا أحد يعرف ماذا سيحدث لأن ليس هناك بلد عربي هادئ مثل ليبيا، والبحرين، وسوريا، وعلينا السؤال ماذا يجري في هذه المنطقة، احترم الجزء المهني في bbc ولكن ميزانيتها من وزارة الخارجية تحت بند اعتمادات التأثير الخارجي للملكة المتحدة.
أي أن تغطيتها تخدم الجانب البريطاني؟
من الطبيعي أن تكون تغطيتها تخدم الجانب البريطاني، وأرى أن السعودية لديها قناتين فضائيتين في مصر وهذا الأمر يثير دهشتي بمعنى، أنني أقبل السماوات المفتوحة وإعلام بلا قيود، وأقبل أن تنشأ قطر قنوات الجزيرة العامة، ولكن لا أقبل قناة "الجزيرة مباشر مصر" تكون قناة موجهة للشعب المصري.
لماذا؟
كل دولة لديها سيادات على البر والبحر والجو، وأضافت لهم السيادة في الفضاء لا أعترض على ما يحدث في الفضاء، لكن كل دولة تنشأ ما يتناسب مع مصالحها فليس من الممكن أن تنشا السعودية قنوات إذاعية تخدم الجانب المصري، وأنا معجب بقناة الجزيرة وأنه من أهم المشروعات الإعلامية ولكن لا أقبل "قناة الجزيرة مباشر مصر"، وتحدثت مع رئيس مجلس إدارة الجزيرة وأعربت له على اعتراضي على قناة الجزيرة مباشر مصر.
هنا يمكن أن نوجه الحديث للسيادة المصرية ووزير الإعلام أم لصاحب قنوات الجزيرة مباشر مصر؟
للآسف الشديد تصرفنا بشكل خاطئ مع قناة الجزيرة، وأن العدوان عليها بدأ بعد العهد السابق وبعد الثورة المصرية، كل ما أرفضه هو وجود قنوات موجهة على الأرض المصرية.
أليس غريبا أن يرى النظام أن هذه قناة موالية له مثل الجزيرة مثلا وتعرف الأخبار قبل وكالة أنباء الشرق الأوسط؟
ليس ذنب الجزيرة، لا أحد يستطيع أن يضر أحد إلا أن يكون مكشوفا على الناس، وليس ضعفا للإعلام بل هو ضعف الإدارة.
ماذا يجب أن يفعل الرئيس محمد مرسي يوم الأحد عقب إعلان نتائج الاستفتاء وانتهاء المرحلة الثانية ؟
أدعو للرئيس محمد مرسي بالتوفيق، وعليه ألا يأخذ الاستفتاء كإشارة أو دلالة ولكن عليه أن يدرس الواقع في الوطن، وإذا تم الاستمرار في هذا الطريق الذي يسير فيه من خلال الدعوة لانتخابات برلمانية، أخشى من هذا بشكل كبير لأن القوى الحقيقة التي يجب أن تظهر في الوطن لم تظهر بعد، وهي في طريقها للظهور، وهي الشباب، وأتمنى أن في هذه اللحظة أن تكون العقول موجودة لأننا في لحظة تحديد المصائر، وعلى الرئيس مرسي أن يدرك أنه لا يستطيع حل المشاكل بمفرده.
ماذا عليه أن يفعل؟
عليه أن يرأس الوزارة بنفسه، خاصة أننا لم نبلور حياة سياسية حقيقية، وليس هناك إخوان أو معارضة قوية، وليس هناك اعتراض مطلقا في أن يكمل الرئيس مدته الرئاسية، وعليه أن يأتي ببعض الكفاءات في بعض المناصب وأن تخرج علينا بعض المصطلحات مثل مفوض الرئاسة لشؤون التعليم، ولشؤون الاقتصاد، فمثلا يأتي بفاروق العقدة كمفوض الرئاسة للاقتصاد، لأنه ضمن مصائب البلد أنه ولا وزير أو موظف يرغب في أن يأخذ قرارا، لابد من إداة بالغة القوة تستطيع البت في القوانين والقرارات، نحتاج لمفوضي دولة يعملوا مع الرئيس.
ماذا قال لك الرئيس عندما تحدثت معه عن عهد عبدالناصر ومقولته "الستينات وما أدراك ما الستينات"؟
قال الرئيس، "هو أنت لسه فاكرها"، والناس تتصور أن عبد الناصر أتى بالعسكريين، لكن أفضل من أتى وقام بدوره هو محمود يونس ودوره في قناة السويس، وصدقي سليمان في السد العالي.
نعود للرئيس وماذا عليه أن يفعل؟
أتمنى أن يشكل الرئيس أقوى إدارة برئاسته مع عدد من مفوضي الرئاسة ويتحملوا حماية الموظفين لأن العبء كبير، فهناك فرق بين أن نجتاز مرحلة انتقال نحن فيها على شفا هاوية، وأن نخطط للوضع البعيد.
وعلى الجميع أن يحددوا هدف للمدي القريب، وهذا الهدف هو ألا يسقط هذا البلد، لأول مرة أخاف على فكرة الدولة فهناك مؤسسات دولة، ولكن ليس بينها رابط سياسية أو رابط إدارة، ولكن العديد من الوزارات تقع وهناك مشاكل في العديد من الخدمات مثل التعليم والصحة والغذاء، وإذا انفلت التضخم فسنكون في مشاكل بلا حدود.
هناك اتجاهين، هي أن الإخوان المسلمين تريد أن تشكل "حكومة إخوانية" لكي يتحملوا المسؤولية، أو حكومة ائتلافية؟
النظام الرأسمالي كان من قبل عائلات لديها رأسمالية حقيقة، ولكن هنا ما نراه هو امتلاك لمحلات السوبر ماركت والمولات، وإدارة الدولة لا تكون هكذا، أما عن الحكومة التوافقية أخشى أن تكون تلفيقيه نريد رموز قادرة على إدارة المرحلة.
هل هذه الرموز ستقبل بهذا المنصب؟
إذا شعروا بالجدية الحقيقية فحينها سيقبلون، وكان الحزب الوطني في الماضي يقول "موتوا بغيظكم" والآن أرى جماعة الإخوان المسلمين تقول نفس الكلام حرفيا.
ماذا يجب أن تفعل المعارضة؟
ليس لدينا وسيلة لقياس حجم المعارضة، فلدينا في المجتمع معارضة كبيرة، ولكنها تطمح وليس لديها تنظيم، والمشكلة التي تواجه العديد من المصريين هو عدم الإحساس بالطمأنينة، وعلى الرئيس أن يقرر ماذا يريد أن يفعل، وعليه أن يتشاور مع الجماعة، وأن تدرك أن البلد أكبر منها، وأن هناك مصائر تقرر، وأن هناك شعب أرهق وتعب.
هناك من الجماعة من يطالب بتسليح شباب الإخوان ما هي الرسالة؟
للأسف الشديد، أن نقول ذلك أو نسمعه، وعلى الرئيس أن يختار بالتوافق مواد نسير عليها، والدستور الجديد لا يصلح لهذه المرحلة.
* هل تقصد أن يوقف الرئيس العمل بهذا الدستور؟
نعم لأن الموافقة على الدستور، سيقودنا إلى كارثة، وسيؤدي إلى استبداد، وإلى طريق النازية.
يرى البعض أن القوات المسلحة هي السند الأخير للدولة ؟
القوات المسلحة حرام أن تدخل في نزاع أو صراع سياسي، لأنها الحامي والحائط النهائي للتراجع، وعلينا أن نتعامل معها بحرص هناك خطأ في كافة التجارب لمصرية، والقوات المسلحة استخدمت أكثر من اللازم، في عهد الثورة وكانت القوات المسلحة لا تطمح في السلطة ولم يدع أنه مجلس قيادة الثورة، وكان هناك حسن نوايا، وخاصة لدى المشير طنطاوي، ولا يكون تعامل الشعوب مع جيوشها بالهتاف "يسقط يسقط حكم العسكر" الكل تحامل على الجيش سواء الشارع أو السياسية، وأعتقد أن الجيش هو صمام الأمان النهائي لهذا الوطن، ولا يجب إدخاله في السياسية.
نعمل أيه خاصة أن الشعب لديه حالة من الإحباط؟
الإحباط يأتي لأن الشباب، ترى قيادة ولا ترى فكرة ولا ترى مشروع أو تصرف، وأكثر أسباب الاستقرار هي أن نعرف ماذا يمكن أن يجري غدا وألا ننتظر المجهول.
ما هي الخيارات أمام الدكتور مرسي يوم الأحد المقبل؟
إما أن يمضي في الطريق الموجود قدامه، ويأخذ الإجراءات اللي كان بيتكلم عليها، ويتم اعتماد الدستور والدعوة لانتخابات مجلس الشعب ثم يواصلوا الحكم، وقال هيكل للإعلامية لميس الحديدي هل تعلمي أن أول قانون يطلعه هتلر في آخر جلية كان اسمه "التمكين".
نعم الإخوان بيمسكوا مفتاح السلطة لكن يبدو أنهم واقفين مش قادرين يتحركوا، البلد مقسومة لاثنين ومفيش كوبري زي اللي كان موجود ما بين الإمبراطورية الرومانية الشرقية، والإمبراطورية الرومانية الغربية محتاجين جسور.
هذا الطريق إلى "التمكين" هيوصلنا إحنا كبلد لإيه؟
هو ده اللي أنا خايف منه، مشاكلنا أكبر كتير من تمكين السلطة، القضية ليست قضية أن تكون لديك السلطة لتفعلي شيء، لكن هل لديك القوة في أن تفعليه أم لا؟ هل لديك شرعية أن تفعليه أم لا؟ وجود السلطة معك لا يكفي.
هل ذلك ممكن أن يوصلنا إلى طريق من العنف؟
لابد وأن نفرق بين الحركة السياسية في مجملها، واتجاه القوى السياسية تتحرك إلى أي طريق، وبين الأجواء المحيطة بها، العنف ضمن المؤثرات الصوتية التي يمكن أن تكون موجودة في ساحة المسرح، أما العنف لا يؤثر في المستقبل، من الممكن أن يؤثر في بعض النخب أو يثير مشاكل كما حدث في القرض "صندوق النقد الدولي"، لكن أعتقد ما هو أهم هنا هو رصد حركة القوى وغض النظر عن بعض الظواهر الصوتية والضوئية المصاحبة للمشهد.
هذه الظواهر تفزع المجتمع؟
هذه الظواهر جزء من مشكلة أكبر ألا وهي الأمن، حيث لا تكون هناك رؤى واضحة وتشخيص مشاكل، المخيف هو أنني لا أستطيع أن أنتظر المجهول، أما عن الجولة الثانية على سبيل المثال، إذا كانت حجم الضغوط في الجولة الأولى بدت إلى حد ما شبه طبيعية فكيف بالضغوط والخرقات التي تتبدى في الجولة الثانية، في الجولة الثانية يعلم الإخوان أنها حاسمة، "لا المشرفين على الانتخابات عايزين يروحوا ولا القضاء، هيغطي ازاي، والضغوط سوف تمارس بقسوة، لذا لابد من أخذ العينة التي ظهرت في الجولة الأولى، وفيها القاهرة والمتعلمين ورؤى المستقبل، هذه الجولة كانت أكثر صلاحية للقياس على مستقبل مصر من الجولة الثانية".
النظام هيرسخ واقع على الأرض ألا وهو "التمكين"؟
المشكلة إن مفيش أرض جميعنا معلقين على الهوا.
والنظام عليه ضغوط من مين؟
أول ضغط عليه من داخله، رجل يريد أن ينجح، بصرف النظر عن الجماعة أو الهدف العام، هو عاوز ينجح جاتله فرصة مش متوقعة، لم يعط نفسه فرصة يدرس الموضوع، والموقف كان معقد فوق كل تصور، أما عن المستشارين فقد أخذ ناس من أصدقائه من المقطم لكن كل المستشارين أظن أنهم لم يختارهم، وكل معرفته بهم تليفزيونيا، وإذا استعرضت جميع الأسماء أجزم أن الرئيس شاهدهم على الشاشة في البرنامج، وعجبه طريقة كلامهم وقال كويسين، وإحنا عندنا خلط ما بين النجومية والقيمة.
مرسي لديه نوعين من المستشارين، مستشارين جاهزين من المقطم، وهذه هي الدائرة المحيطة به، وهناك مستشارين آخرين، من هم بداخل الدائرة المحيطة، وأكبر ضغط داخلي، هو الإعلان الدستوري الذي صدر دون تنسيق مع المقطم، الإعلان الدستوري الذي خلق لنا مشاكل والذي حاصر به المحكمة الدستورية.
وتابع، الضغوط اللي عليه، أنه يواجه ما بين الذي يأمل فيه وما لا يستطيع تحقيقه، أول ما تمكن الرئيس من السلطة كل الإخوان والمقطم حاولوا أن يتواروا بعيدا عنه، وحدثت ظاهرة غريبة، أعتقد انه بعدما تبين فشل الإعلان الدستوري، واضطر أن يتراجع عنه، حدث أن في ثاني يوم، أن المقطم نزل إلى الشارع، فظهر على الساحة المرشد، والمهندس خيرت الشاطر، وهذه لحظة تستحق التوقف عندها لأن المقطم نزل لإنقاذ الاتحادية، وعلينا أن تدرسي شعور "الاتحادية" هنا، وتشجع المقطم إلى أي مدى، الأزمة معقدة عليه، والبلد جميعها لم تقف لمناقشة جادة، والاعتماد على الأمريكان أكثر من اللازم.
ماذا عن الضغوط الاقتصادية؟
عندما يأتي محافظ البنك المركزي، ويقول - من سنة وأنا آسف إني بقول هذا وكان موجود الدكتور أحمد زويل وفاروق العقدة - أنا هضمن الموقف الاقتصادي في موعد أقصاه مارس، وأنا أخشى على الموقف، وفات 3 أشهر والبلد بدأت تأن من الأعباء من حالة الدولة المصرية التي وصلت إلى ما لا نتصوره، مشروع الدولة في مصر مشروع مرهق جدا.
وقال فاروق العقدة، أنا قضيت في 3 أشهر على عدة شروط، لتدور عجلة الإنتاج كي تعود الاستثمارات وتدور عملية التصدير والسياحة والتدفق المالي للمصريين، وكل ذلك لم يتحقق لكن تحويلات المصريين في هذا الوقت كانت معقولة إلى حد كبير أما الباقي لم يتحقق منه شيء، وكل يوم عندنا عجز بين مصروفات الدولة وإيراداتها حوالي 1⁄4 مليون جنيه، أما الديون الداخلية في عهد مبارك الذي وصل إلى تريليون جنيه زاد إلى 300 مليار جنيه في العامين الماضيين، أما عن البطالة زادت من 12 : 15 بالمائة، وأصبحت من 20 : 25 بالمائة.
أوضاع المؤسسات، بهل عمالة كبيرة جدا، فمثلا مرافق السكك الحديدية إيرادتها حولي 150 مليار جنيه، وكل عام مصاريفها تزيد، آخر شيء سمعته في لندن قال لي مسؤول "مصر أكبر جدا من أن تفشل"، الرجل عليه ضغوط من جماعته، وضغوط الوضع الاقتصادي الذي لا يستطيع فعل شيء فيه، ضغوط خارجية، فالأمريكان يعملوا في البلد دور أكبر مما تتصور سفارتنا في واشنطن، والدبلوماسيون فيها 12 إلى 15 فردا والباقي إداريين، أما هنا في السفارة الأمريكية لدينا ألف ومائة دبلوماسي وآلاف آخرين، ولدينا عسكريين أيضاً.
بيقولوا إنهم مارينز لحماية السفارة؟
مفيش أشياء مؤكدة إنهم "مارينز" لحماية السفارة، أنا مش عايز أتكلم عن الناس بتوع ال CIA ،FBI، ومكافحة التهريب وغسيل الأموال والإرهاب، هذا لم يكن ذنب مرسي أو الإخوان، لأنه كان من أيام مبارك، لكن كنا نصمت للاستقرار، زي ما كان مبارك بيقول لنا، هو بيقول لنا استقرار وهدوء، وهو بيمسك في المفاصل، إحنا عملنا اللي محدش يتصوره، لكن كان أيضا بقصد التمكين، على الأقل وقت مبارك كنا كلنا عايزين نساعده في الاستقرار لأن كان فيه ما يدعو إلى ذلك، نحن خلطنا بين الركود والاستقرار.
لماذا نعتبر "الاستقرار" في عهد مبارك بيع للقرار المصري، وفي عهد مرسي نقول أنه يتعرض لضغوط ومضطر؟
هذا الرجل جاء ووجد البلد مرهونا، والمشاكل في مصر أكبر من أن يحلها الإخوان أو يحلها أي طرف آخر، هذه المشاكل تقتضي أن يضع الجميع إمكانياته كلها لكي يستطيع أن يواجه مشاكله.
الدعم الأساسي الآن يأتي إلى مرسي والإخوان من الولايات المتحدة أو واشنطن، سواء الدعم الاقتصادي أو العسكري أو حتى السياسي؟
هذا وضع لم يصنعه، هذا الوضع أتى فوجده وحاول أن يستغله، واستمر في السعي فيه لأنه لم يكن لديه بدائل، والإنصاف مهم جدا فلابد أن تعطي حتى للشيطان حقه، إذا أتيت وجدت الوضع معقد، ووجدت أحد مديون بشدة كيف أسد الديون وأنا لا أملك شيئا.
إذا من المفترض أن يقول للشعب الحقيقة وأنه تابع لأمريكا، ولا يتحدث عن استقلال القرار؟
استمرار الحقيقة في حاجة إلى "مكياج"، وأعتقد أن الإخوان فزعت من عدة أشياء لأنها تصورت دعما ثم بدأوا يكثفوا اتصالاتهم ثم فوجئوا بسبب سوء الإدارة في الداخل بسبب ضغط الرأي العام، والناس في الاستفتاء على الإعلان الدستوري عام 2011 كانوا صوتوا بنسبة 73 % والآن في المرحلة الأولى أعطوا له بنسبة 56% وهذا يعني أنه رجل فقد 25% خلال عام ونصف من تأييده.
هل يدرك الغرب ذلك؟
بالطبع يدرك ذلك، هناك طرفين كانوا في شدة القلق الأمريكان، والأتراك "الذين يقودوا المشروع العثماني"، وأنا أعلم أن أردوغان تحدث هاتفيا مع الرئيس محمد مرسي، وقال له "أرجوك تستفيد من تجربة "أربكان" الذي جلس في الحكم سنة ونصف لكنه بالأخطاء الكبرى عزل من الحكم بعد عام واحد، وقال له "أنت بتستعمل أسلوب الصدمة ومن فضلك هدي شوية"، أما عن الأمريكان ببساطة أعطوا إشارات توحي بالهدوء لأن الأمريكان مصلحتهم الهدوء فكل المخطط الذي حدث في المنطقة، والأمريكان يأجلوا الزيارة، وكانوا سعداء إن مرسي انتُخب رجل العام على مجلة تايم الأمريكية، وبالفعل ظهرت صورته لكن ليس لأنه رجل العام بل لأنه أفضل رجل في الشرق الأوسط مع إنه كان رجل العام وليس أوباما، ثم نظموا حديثا معه ل 8 صفحات اختصروها في صفحتين عناوين رئيسية، وصفحتين قبلهم لنقد لما جرى في النظام.
وتحدث أوبامان مع عصام الحداد، لمدة نصف ساعة، وقال له نفس الرسالة "أنتم لا تستطيعوا أن تصلوا بهذه الطريقة"، البلد منقسمة، إن لم تصل رسالة الأتراك وأوباما لا أظن أن تصل رسالتك.
ويوم السبت المقبل، وهذا الأسبوع سوف يكون فاصلا بين أن تصل إلى حل وبين أن ندخل في طريق مجهول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.