حذر الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، من خطر حقيقي ومحاولات هدم للدولة، نتيجة أزمات ومشكلات متعددة. وقال "برهامي"، في بيان عبر موقع الدعوة السلفية الرسمي، إن "أصواتا غريبة تدعو إلى الهدم، والإسراع نحو الانهيار، وحصول اليأس والإحباط، وهذا كله يزيد الخطر الذي نحذر منه، ولكن علينا أن نحذر الهدم". وأضاف: "من يحاول الهدم لمجتمعنا وبلادنا هم طوائف عدة؛ فمنهم من يرسخ للفساد والظلم والاعتداء على حقوق الناس في دمائهم وأعراضهم وأموالهم، حتى ولو كان تحت شعار الحفاظ على الوطن وهيبة الدولة، فإنه من أسرع الناس هدما من استغل منصبه الذي جُعل فيه ليخدم الأمة وقت حوائج الناس، فجعله سببا للمال الحرام؛ من رشوة أو غصب أو اعتداء على الناس في دمائهم، حتى صار القتل أمرا عاديا، أو أعان بالكذب والزور على ظلم ضعيف لا يجد من ينصره، فهو من أسرع الناس هدما للوطن والمجتمع، منهم من يصم أذنه عن سماع النصح، ويرى الفساد والمنكر ولا يتحرك لتغييره، وهو مسؤول عما جعله الله تحت يده، (فكلكم راع وكلم مسئول عن رعيته) من أكبر مسؤول إلى أصغر عامل". وتابع: "منهم من يهدم أخلاق الأمة وشبابها، ويبيح أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا باسم حرية الفكر، والإبداع والرأي والتعبير، ويرفضون وجود سقف لذلك، وما شرعه الله من الحلال والحرام، فهؤلاء من أعظم الناس هدما، ومنهم الذين يريدون هدم كل شيء من مؤسسات الدولة لورود خلل فيها، مع أصحاب الفكر المنحرف من أصحاب الأهواء والشهوات، فكم من دعوات ظهرت خلال الأيام السابقة لهدم الحكومة والبرلمان والرئاسة، وكأن البلاد تحتمل إنشاءها من جديد بعد هدمها، ولا نشك في وجود خلل كبير ولكن لا يمكن أن يكون خيارنا هدم الدولة والوطن، وإن كنا قد تعرضنا لظلم أو إقصاء أو تهميش، فلن يكون موقفنا أبدا تأييد من يهدم أو يدعو للهدم ويخرب البلاد والعباد". ووصف "برهامي" منهج حزب النور والدعوة السلفية قائلا: "منهجنا إصلاحي يقدِّر المصالح والمفاسد، ويوازن القوى في الداخل والخارج، ويعرف الفرق بين المطلوب المرجو والممكن المتاح، ويحسب المآلات والنهايات قبل الإقدام على القرارات، لا نقبل التخريب ولا نرضى بالفساد، وننصح الأمة؛ سمع نصحنا من سمع وأبى وكرهه من كرهه". وواصل قائلا: "من أخطر ما تواجهه البلاد الأزمة الاقتصادية الخانقة، والتي لا بد فيها من تعظيم أمر التكافل والتعاطف ورعاية الفقراء، ولا يصح أن يبحث الواحد منا عن مصلحة نفسه دون أمته، فليجري علينا ما يجري على الجميع، من غلاء أو نقص كما منع عمر نفسه من السمن والزيت حتى يجده المسلمون، أما من يستغل حاجة الناس ليزداد غنىً، ولو طحن الفقراء تحت قدميه؛ فهو أخطر من يهدم، وسيعود هدمه على نفسه ولو بعد حين"، مطالبا ببذل الجهد في البناء، والتعاون عليه، لإنهاء عن الفساد.