أكد الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، أن مظاهر الظلم في بلادنا ومجتمعنا قد كثُرت وعظمت، مطالبًا بوقفة من الجميع لمنعها وتقليلها وإنشاء دولة العدل والحق. وقال برهامي فى رسالة وجهها إلى جميع أبناء الوطن، إن أعظم هذه المظاهر هي "محاربة شريعة الله" والرغبة عنها إلى ما سواها، معتبرًا أنه لم يقْدر الأكثرون أن يصرِّحوا بالمحاربة، ولكنهم أرادوا الفرار من الدين إلى نار آراء البشر ومواقفهم وقوانينهم، فكفر مَن كفر، وألحد مَن ألحد منهم، فأنكر شرع الله أو أبى أو استكبر عنه. وأضاف برهامي أن من أعظم مظاهر الخطر في هذا الباب أمر دستور الأمة وعقدها الاجتماعي؛ لأن أثره يقع على ملايين عشرات السنين، بالإضافة إلى الاستهانة بسفك الدم، وحمل السلاح على الناس، داعيًا إلى التوقف عن الصدام وبناء الوطن والعمل على صلح حقيقي نطوى فيه صفحة هي من أشد صفحاتنا ألمًا، كما شدد على ضرورة العفو عما نظنه من حقوقنا؛ ليجبر الله كسرنا ويعفو عنا. وأكد الداعية السلفي أن من مظاهر الظلم في مجتمعنا الاتهام بالباطل بلا بينة، وتلفيق التهم، وسرعة إصدار الأحكام دون تروٍ وتثبُّت؛ مع اليقين بانتشار الفساد والفسوق، قائلاً: اتقوا دعوة المظلوم، فإن الله لا يردها "ولو مِن كافر!"، ولا تستهينوا بحبس إنسان ظلمًا "ولو ساعة"؛ فكيف بشهور وسنوات؟! فكيف بالجرح والضرب والتعذيب والتنكيل؟! وأضاف برهامي أن هذا أخص الناس به القضاة، ورؤساء النيابة ووكلاؤها، وضباط وجنود الشرطة الموكلون بالتحريات والضبط والسجون والتحقيقات. وقال إن أخطر ذلك العقوبات الجماعية والتهم الجماعية لطائفة بعينها دون تثبت. كما حذر من نشر الكراهية والعداء، وتشويه الصورة بالكذب والاستهزاء بالناس والسخرية منهم، والخوض في أعراضهم. وقال إن أشد الجرائم خطرًا في هذا هي التكفير والحكم بالنفاق، وأشده ما يترتب عليه استحلال سفك الدم، وأعظم ما يكون من قتل عشوائي ناشئ عن بدعة ضلالة في تكفير المسلمين أو طوائف بعمومها منهم، إضافة الى تضييع الأمانات، وأكل أموال الناس العامة والخاصة بالباطل، وتدمير مصالحهم وتعطيلها، والرياء، والرشوة، وأذية الناس وتضييع حقوقهم في صحتهم، وتعليم أبنائهم، وإطعام جائعهم وكسوة عاريهم؛ حتى نظافة شوارعهم فهي مِن حقوقهم. وشدد برهامي في رسالته على أنه لا يقصد بها فقط الذين تبوءوا مناصب ووظائف في الدولة وحدهم، بل كل المكلفين، وإن كان مَن تبوءوا مناصب - خصوصًا العليا - مسئوليتهم أعظم بكثير مِن مسئولية غيرهم، فإنهم يُسألون عن أنفسهم، وعن غيرهم، وعن أماناتهم، وأمانات رعيتهم. واختتم برهامي رسالته مؤكدًا أننا لو تتبعنا مظاهر الظلم لوجدناها فوق أن نحصيها، لكن هذه تذكرة وموعظة لنفسي ولإخواني في هذه الأيام المباركة في الأشهر الحرم؛ عسى أن ندرك فضلها، ونعرف حرمتها.