دعا الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس "الدعوة السلفية"، المسئولين في مصر إلى ضرورة التوقف عن سفك دماء المصريين، وسياسة "العقاب الجماعي" التي يتم انتهاجها حاليًا، وأن تطوى تلك الصفحة من تاريخ مصر التي وصفها بأنها "أشد صفحاتنا ألمًا" عبر إنجاز مصالحة وطنية على وجه السرعة. واعتبر برهامي في "رسالة إلى المسئولين" نشرها على موقع "صوت السلف"، أن الاستهانة بسفك الدم، وحمل السلاح على الناس من أبرز مظاهر الظلم التي انتشرت في مصر، مشددًا على ضرورة "أن نتوقف عما يؤدي إلى الصدام بين أبناء الأمة، وسفك دماء شبابها ورجالها ونسائها، وأن نتجه إلى بناء وطننا وبناء صلح حقيقي نطوي فيه صفحة هي من أشد صفحاتنا ألمًا"؟! ودلل بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا) (رواه البخاري ومسلم)، وقد عظَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- حرمة دم المسلم فقال: (إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا) (رواه مسلم). لكنه قرن ذلك بأنه "لابد لنا من العفو عما نظنه من حقوقنا؛ ليجبر الله كسرنا ويعفو عنا: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) (النور:22)". وكرر برهامي اتهامه للجنة الخمسين لتعديل الدستور ب "محاربة شريعة الله"، و"إن لم يقْدر الأكثرون أن يصرِّحوا بالمحاربة، ولكن أرادوا الفرار من الدين إلى نار آراء البشر ومواقفهم وقوانينهم، وكفر مَن كفر، وإلحاد مَن ألحد منهم فأنكر شرع الله أو أبى أو استكبر عنه"، محذرًا من خطر ذلك لأن أثره يقع على الملايين لعشرات السنين. وطالب القضاة، ورؤساء النيابة ووكلاؤها، وضباط وجنود الشرطة الموكلين بالتحريات والضبط والسجون والتحقيقات بالتوقف عن "العقوبات الجماعية والتهم الجماعية لطائفة بعينها دون تثبت: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) (الحجرات:6)، (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (الأنعام:164)"، مستنكرًا "الاتهام بالباطل بلا بينة، وتلفيق التهم، وسرعة إصدار الأحكام دون تروٍ وتثبُّت". كما دعا إلى وقف "نشر الكراهية والعداء، وتشويه الصورة بالكذب والاستهزاء بالناس والسخرية منهم، والخوض في أعراضهم"، وخص بذلك الإعلاميين والصحفيين وأصحاب صفحات "الفيس بوك". وحذر من خطورة التكفير والحكم بالنفاق، وأشده ما يترتب عليه استحلال سفك الدم، وأعظم ما يكون من قتل عشوائي ناشئ عن بدعة ضلالة في تكفير المسلمين أو طوائف بعمومها منهم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَلَعْنُ المُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ) (رواه البخاري)، وكذا من الظلم استباحة دماء المعاهدين والمستأمنين وأموالهم بلا سبب أو جريرة.