عزيزى «حازق».. إنت فين.. ما تهجم علينا بقى.. انتظرتك طويلاً، لأنفذ فيك قوله صلى الله عليه وسلم: يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّة... انتظرت تطهيرك للإعلام، حقاً نحن نحتاج لتطهير، لن يأتى إلا على يديك، نتطهر منك ومن كل لحظة تردد فيها اسمك على لساننا، سواء كنا صحفاً أو قنوات فضائية، نتطهر من اللحظة التى وضعناك فيها خياراً محتملاً فى منصب طاله ما طاله من إهانة منذ أن عرفته تياراتكم المتأسلمة حين كنت مرشحاً رئاسياً، قبل أن تلاحقك «الست الوالدة بجنسيتها» وتحول بينك وبين حلم «مرمطتنا» وهوس «قمعنا». انتظرتك تأتى وتنفذ تهديدك باقتحام مدينة الإنتاج الإعلامى وعدد من الصحف المستقلة ليعلم المتأسلمون الجدد أنهم دعاة فتنة حقاً، وأن فزاعة الإخوان حينما صعدت إلى الحكم كان لا بد من بديل يحل محلها فى الترويع والتفزيع ولا يجدر للمكان سواكم، فأنتم أهلٌ لكل ما هو إرهابى منفر، لكن للحق هو ينفر منكم لصالحنا. تسألنى: لصالح من تقصدين؟.. فأجيبك: لصالحنا نحن المسلمين، نعم فقد جاء علينا الزمن الذى يعلمنا فيه المتأسلمون بأدائهم أن لحاهم ليست دليلاً على الإسلام، وأن زبيبة الصلاة لا قيمة لها إذا لم تكن مقرونة بأداء يناسبها لا يناقضها، لقد بدأ المتأسلمون زمناً آن له أن ينتهى كان يطلق فيه لفظ شيخ على حملة السلاح، إذن هم ليسوا شيوخاً، وأمد الله فى عمرى لأرى مواطناً داخل مسجد يمنع «مدعياً» من الترويج السياسى من على المنبر. عزيزى «حازق»: سألونى عنك كثيراً، وللحق لم يسألونى عنك وحدك، سألونى عن إخوانك وأنصارك وسلفيينك وجهاديينك ممن يضعون الدين واجهة على ألسنتهم، وتوجههم السياسى وراء مرادهم، فلم أجد فى وصفكم سوى قوله صلى الله عليه وسلم: «سيكون فى أمتى اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القيل، ويسيئون الفعل، ويقرأون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، لا يرجع حتى يرد السهم على فوقه، وهم شرار الخلق والخليقة (...) يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه فى شىء (...). وبناءً عليه، فقد اجتمعت وزملائى صحفيى «الوطن» على مائدة التحرير المستديرة، لم يقطع اجتماعنا سوى نداء الصلاة الذى يلبيه الأغلبية حتى لا يضطروا إلى «الجمع والقصر»، جلسنا نشرب نخب النصر، دخل إلينا «هانى» حاملاً كؤوس الشراب «عرقسوس ومانجة وعناب» وأطباق المزة من ساندويتشات وفاكهة، فرشها على المائدة منتشياً بالفوز، زميل شاب جلس يدوّن محضر الاجتماع الذى بدأ بدقيقة حداد على روح الشهيد «الحسينى أبوضيف» وانتهى برسالة خطها الجميع: «عزيزى حازق.. أعزائى أنصاره.. نشكركم على حسن تعاونكم معنا». عزيزى «حازق».. أدعوك حقاً إلينا، إن شئت مهاجماً، فها هى مقراتنا متاحة لكم وأمامكم لتكن «قبوراً» تجمعنا وإياكم، نحن أصحاب كلمة الحق الذين دافعوا عن كلمتهم ووجودهم حتى آخر نفس، وأنتم رجال باطل تقتلون وتحرقون الوطن، وإن شئت آسفاً فنحن لا نرفض من يمد إلينا يداً لا لصلح شخصى بل لتوافق مجتمعى على مصلحة «الأم».. عفواً الأم هنا هى مصر.