وكأننا شعب من المارقين لا يعرف الله ولا يخشاه وكأننا لا نعمل بالشريعة ولا نؤمن بها وكأنهم أؤلياء مقدسين فوق البشر قد وكلّهم الله دون غيرهم للدفاع عن دينه وكأنهم هم الصالحون ومن سواهم طالحون وتحت زعم الدفاع عن الشريعة والمحافظة عليها دعا هؤلاء الصالحون إلى مليونية تحتمل ذات الإسم. والغريب العجيب أنك تجد سيدى القارئ أن الزانى والكاذب وسليط اللسان ومن أتى بالصور الإباحية من بين الذين دعوا لهذه المليونية وأعلنوا بكل تبجح وبلا إستحياء أنهم سيشاركون بها من أجل المحافظة على الشريعة!!!
ولا أعرف كيف لا يستحى هؤلاء من ربهم ومن الناس من بعده يبدو أنهم لم يسمعوا من قبل عن الحكمة القائلة (إذا بُليتم فإستتروا) أو أن حُمرة الخجل لم تعد تعرف طريقاً لوجههم فهل يُعقل أن الداعى للمحافظة على الشريعة يكن هو أول من يخالفها أما علِم هؤلاء أن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال (ليس المؤمن بالضرب والطعن واللعان ولا الفاحش والبذئ) إن الحياء شُعبة من شُعب الإيمان وهؤلاء لا حياء لهم ولا ضمير ، يستترون خلف ستار الدين من أجل تحقيق مصالحهم وأهدافهم ولا يعينيهم من الدين غير إرتداء الجلباب وإطلاق اللحى ورسم زبيبة الصلاة على جباههم .
وأقول لهؤلاء لقد نسيتم أن الشعب المصرى بمسلميه ومسيحيه شعب مؤمن بالفطرة وأنه أكثر شعوب الأرض إيماناً بالله فلن يأتى أمثالكم ليعلموهم دينهم فالأولى أن تتعلموا أنتم الدين منهم ، فهم على الأقل لا يتاجرون بدينهم ولا يشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً ولا يقولون ما لا يفعلون .
إننى أريد أن أسأل كل من يدعوا لهذه المليونية ماذا تعنى كلمة المحافظة على الشريعة
إن المصريين يتزوجون ويطلقون وفقاً لأحكام الشريعة والإرث يوزع وفقاً أيضاً لأحكام الشريعة ويحجون ويصومون ويزكون ويصلون ويتصدقون ويضحّون أيضاً وفقاً لشريعتنا الغرّاء ، أما عن حدود الزنى والسرقة والإفساد فى الأرض فلا جِدال أنها من الحدود الواجب تطبيقها ومن يقل غير ذلك فقد خالف ما أمر الله به ولكن هناك الكثير من الأخلاقيات والأوامر التى نص الشرع عليها لم نرى أياً ممن يدّعوا أنهم حماة الشريعة يتحدث عنها مثل أن الدين المعاملة وهذا أمر طبيعى فكيف لمن يصرخ ويسب ويكذب ويتوعد ويلعن ويزنى أن يِلج هذا البحر العظيم ، ففاقد الشئ لا يعطيه . لقد نبأنا الرسول صلوات الله وتسليماته عن هؤلاء عليه فعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ مَغَانِمَ حُنَيْنٍ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، يُقَالُ لَهُ : ذُو الْخُوَيْصِرَةِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اعْدِلْ فَقَالَ لَهُ : خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ : دَعْنِي أَقْتُلْهُ فَقَالَ : إِنَّ لِهَذَا أَصْحَابًا يَخْرُجُونَ عِنْدَ اخْتِلافٍ فِي النَّاسِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ وَآيَتُهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيُ الْمَرْأَةِ وَكَأَنَّهَا بِضْعَةٌ تَدَرْدَرُ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : سَمِعَ أُذُنَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبَصُرَ عَيْنِي مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ قَتَلَهُمْ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهُ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ .