قتل 32 شخصًا وأصيب 73 آخرون بجروح في هجمات متفرقة في العراق اليوم، بينها تفجير سيارة مفخخة في قرية لطائفة الشبك وسيارة أخرى قرب حسينية في منطقتين متنازع عليهما. ووقعت هذه التفجيرات غداة مقتل 19 شخصًا وإصابة العشرات بجروح أمس في يوم دامٍ آخر، يتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للانسحاب العسكري الأمريكي من العراق والتي تصادف غدًا الثلاثاء، وتعد هجمات اليوم هي الأكبر منذ مقتل خمسين شخصًا في أنحاء متفرقة من البلاد في 29 من نوفمبر الماضي. كما تاتي في وقت تشهد العلاقة بين الحكومة المركزية في بغداد وسلطات إقليم كردستان توترًا سياسيًا وأمنيًا، على خلفية تشكيل قوات حكومية لتتولى مسؤولية مناطق متنازع عليها، ولم تتبنَ هذه الهجمات أي جهة حتى الآن؛ علمًا بأن تنظيم دولة العراق الإسلامية الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، يتبنى عادة هجمات مماثلة في وقت لاحق، كما أنه لم يصدر أي موقف عن الرئاسات الثلاث التي عادة ما تلتزم الصمت خلال أيام العنف الدامية المتواصلة منذ 2003. وقال الخبير العراقي في الشؤون الأمنية والاستراتيجية علي الحيدري لوكالة فرانس برس: "إن تنظيم القاعدة يستغل أي صراع في المجتمع، وعندما يظهر خلاف تحدث موجة من التفجيرات"، وأضاف أن "موضوع الخلاف بين الإقليم والمركز موضع استغلال من تنظيم القاعدة، الذي يرى فرصة لتدبير مكائد بين مكونات الشعب العراقي من أجل نشوب خلاف أكبر أو حرب". وفي تفاصيل الهجمات، قال ضابط برتبة ملازم أول في شرطة الموصل لفرانس برس: "أن سبعة مدنيين قتلوا وأصيب 12 بجروح بانفجار سيارة مفخخة وسط قرية خزنة شرق الموصل"، وهي قرية يسكنها نحو 3500 من أتباع طائفة الشبك، فيما أكد طبيب في مستشفى الموصل تلقي جثث القتلى السبعة. وأوضح مصدر في وزارة الداخلية أن "أربعة منازل دمرت جراء الهجوم"، وكانت القرية ذاتها تعرضت في العاشر من أغسطس 2009 إلى هجوم بشاحنتين مفخختين قتل فيه 28 شخصًا، وأصيب 155 آخرون بجروح، وأدى إلى تدمير 35 منزلا في القرية الواقعة على بعد نحو 15 كم شرق الموصل. وتطلق تسمية الشبك على مجموعة كردية غالبيتها من الشيعة، وذلك نظرًا لتشابك معتقداتهم الدينية مع ديانات قديمة وحديثة. في موازاة ذلك، قتل جندي بإطلاق نار من قِبل مسلحين مجهولين هاجموا نقطة تفتيش للجيش في شمال الموصل، بحسب الملازم أول في الجيش خالد الياسري والطبيب طارق النعيمي من مستشفى الموصل العام. كما هاجم مسلحون مجهولون أيضا نقطة تفتيش للشرطة في غرب مدينة تكريت، مما أدى إلى مقتل شرطي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، بحسب ما أفاد مقدم في شرطة تكريت. وأوضح المصدر أن المهاجمين فروا باتجاه حي صناعي في المنطقة، وما أن وصلت قوة من الشرطة إلى المكان حتى فجروا سيارة مفخخة بها، أدت إلى مقتل أربعة من الشرطة وإصابة عنصرين آخرين بجروح، وأكد طبيب في مستشفى تكريت لفرانس برس تلقى جثث عناصر الشرطة الخمسة. وقتل أيضا ثلاثة جنود بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في منطقة البوصليبي القريبة من الضلوعية، بحسب ما أفاد نقيب في الجيش ومقدم في شرطة الضلوعية. كما أعلن مقدم في شرطة الدجيل، وطبيب في مستشفى بلد عن مقتل عراقي وإصابة عشرة زوار إيرانيين على الأقل بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدفت حافلة كانت تقلهم بين بغداد وصلاح الدين. وفي طوزخرماتو، انفجرت سيارتان في حي جميلة قرب حسينية وسط القضاء، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 26 بجروح، وفقًا لمقدم في شرطة القضاء ومسعفين، وأوضح مصدر أمني في طوزخرماتو أن 16 منزلا تهدمت جراء الهجوم. وأعلن النقيب برزان محمد عزيز الجبوري من شرطة الحويجة، أن مسلحين مجهولين هاجموا نقطة تفتيش تابعة لقوات الصحوة قرب ناحية الزاب غربي كركوك 95 كم، مما أدى إلى مقتل أحد عناصرها. وانفجرت كذلك ثلاث عبوات ناسفة قرب بعقوبة، وفقًا لعقيد في الشرطة وطبيب في مستشفى بعقوبة العام قتل فيها مدني واحد، وأصيب أربعة مدنيين بجروح، وقتل شرطي بانفجار عبوة لاصقة بسيارته وسط بعقوبة، كما قتلت امرأة أطلق النار عليها مسلحون في وسط بعقوبة أيضا، وفقا للمصادر ذاتها. وفي غرب البلاد، سقطت عشر قذائف هاون من مناطق مختلفة من الصحراء على حي الميثاق في منطقة الرطبة، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة تسعة بجروح، بحسب طبيب من مستشفى الرطبة وعضو المجلس المحلي عبد الرحمن محمد عواد. وأعلن النقيب عبد الحافظ المحلاوي من مركز شرطة الخالدية، أن سيارة مفخخة أمام مصرف الرافدين انفجرت وقتلت أربعة من الشرطة ومدنيين اثنين، وإصابة سبعة آخرين من أصحاب المحلات المجاورة بجروح. ورأى الحيدري أن "تفجيرات البارحة واليوم مدروسة بعناية، وربما تكون مرتبطة بدول خارجية"، وأضاف الخبير الأمني والاستراتيجي أن "المشكلة تكمن في ضخ المال في سوريا وفي العراق، خصوصًا أن في العراق كثير من الفقراء والجهلة الذي يتبعون نصائح رجال دين، ومع المال يصبح كل شيء مقبولا".