انسحاب الكنيسة من التأسيسية .. خبر أثار القلق في نفوس الكثير من سكان حي الزبالين، المعروف عنهم أن أغلبهم من المسيحيين.. في مقدمتهم نقيبهم "شحاتة المقدس".. كثيرون امتنعوا اليوم عن الذهاب للجان، وآخرون ذهبوا ليقولوا "لا". عوض بستان، أحد سكان منطقة حي الزبالين بمنشية ناصر، ذهب إلى لجنته بمدرسة الجبرتي ليقول "لا" على الدستور، يرى عوض أن هذا الدستور لا يمثل المصريين من الأساس، ولا ينصف المواطن الفقير بل يرسخ لسيطرة الأغنياء، وانتقد عدم الاهتمام بالعلاج والمعاقين وأمور أخرى كثيرة. "أنا مقرتش الدستور أصلاً بس خدت فكرة عنه"، وعلى الرغم من عدم قراءته للدستور إلا أنه كان واثقا من قراره بالتصويت ب"لا"، مؤكدا أنه لا توجد بنود واضحة لحفظ حقوق المسيحيين وبنود المواطنة وحقوق الإنسان. أما عادل جاد الكريم الذي تجاوز عقده السابع بقليل، اختار أن يصوت ب"لا" وذلك لأنه لا يفهم الكثير من مواد الدستور، فلم يرد أن يوافق عليه وهو لا يفهمه، وأضاف عادل أنه يرى أن الدستور قد كُتب بسرعة كبيرة ولم يتم المراجعة عليه، كما أكد أن الدستور يدل على طمع من الإسلاميين في الاستيلاء عليه. روحية جرجس، صاحبة ال 50 عاما، اختارت أن تتابع الانتخابات دون أن تشارك بها، فقناعتها الشخصية تؤكد لها أن النتيجة ستكون في النهاية "نعم"، فلا تجد فائدة من أن تذهب وتقف في طوابير من أجل "انتخابات مزورة". أما شحاتة المقدس يؤكد أن المسيحيين متخوفين بشدة من الدستور، فالرجل البسيط رأى الغرياني ينهي الدستور في 24 ساعة، فتأكد لديه أن هناك خطأ ما، بخاصة بعد انسحاب الكنيسة من اللجنة التأسيسية. "أنا كرجل مسيحي انسحاب الكنيسة قلقني" .. كان هذا شعور شحاتة اتجاه الدستور، وأكد أنه سيذهب ليدلي بصوته وسيقول "لا"، رغم أنه لم يقرأه. يعتقد شحاتة أن معظم المسيحيين يرون أن الدستور في صالح الجماعات الاسلامية فقط، وأضاف شحاتة أن الكنيسة تربي أولادها على أن يكون لهم رأيهم المستقل، لا أن يتبعوا رأي الكنيسة دون تفكير، مؤكدا أن الكنيسة لا توجه الناخبين المسيحيين لأي اختيار. مارينا، العاملة في منزل شحاتة المقدس، لم تتجاوز ال 15 عاما، ليس لها صوت لتدلي به في الصندوق، لكنها اختارت أن تعبر عن رأيها بوضوح، مؤكدة أن لو كان لها الحق في التصويت لكانت اختارت"لا". " لو قالوا نعم الدستور هيخلينا ندفع الجزية" كانت هذه رؤية مارينا عن الدستور الجديد، فهي لم تقرأه واكتفت بسماع ما تردد حوله من أقاويل، وأضافت أن الدستور سيعطي لمرسي كل السلطات فلن يصبح أحد قادراً على نزع مرسي من منصبه. محمد بكري، زبال بسيط، لا يستطيع حتى الآن أن يحفظ اسم الرئيس محمد مرسي، فقال خطأ 3 مرات "محمد حسني مبارك"، لم يذهب للتصويت على الاستفتاء وتلخصت كل طلباته من الرئيس أن "ياخد باله من الناس الغلابة".