طالب نيازي يوسف، محامي المتهمين في قضية "مجزرة استاد بورسعيد"، الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، والمهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، بالكشف عن الطرف الثالث الذي تحدثا عنه من قبل وقالا إنه من يخطط ويرتكب الجرائم التي شهدتها المرحلة الانتقالية. وقال يوسف إنه طالما أكد الشاطر أنهم رصدوا، وهي كلمة مخابراتية، فإن الجماعة لديها المعلومات حول الطرف الثالث. وتوجه المحامي بنداء إلى مرسي: "يا سيادة الرئيس، ارحم مصر واكشف عن الطرف الثالث". وواصل الدفاع مرافعته عن المتهمين بارتكاب مجزرة بورسعيد، البالغ عددهم 73 متهما، والتي راح ضحيتها 72 من جماهير "أولتراس" النادي الأهلي عقب مباراة الفريق مع المصري البورسعيدي في بطولة الدوري العام مطلع فبراير الماضي. وتسبب تأخر المحامي في الحضور في تأخير نظر القضية حتى الثانية عشرة والنصف ظهرا. وبعد انعقاد الجلسة بدقائق طلب المحامي عرض بعض مقاطع الفيديو والصور من خلال "فلاش ميموري" أحضرها معه، وطلب الاستعانة بجهاز الكومبيوتر المحمول الخاص بصحفي "الوطن"، ثم لم يجد فني الصوت بالمحكمة وصلة للصوت فرفعت المحكمة الجلسة حتى يتم تجهيز القاعة فنيا، وأحضر الصحفي وصلة الصوت وعادت الجلسة للانعقاد. وعرضت المحكمة مقاطع الفيديو، وكان أولها عبارة عن لقطات من برنامج المذيع الرياضي محمد شبانة، ومداخلة من أحد المتصلين تحدث فيها حول حضوره الجلسات في المحكمة بالأكاديمية، وإخبار أحد الضباط لأسر المجني عليهم أن الإخوان هم من قتلوا أبناءهم. وعرض الدفاع مقطعا آخر آخر لخطاب الرئيس محمد مرسي، قال فيه إن قوات الأمن ألقت القبض على 80 متورطا في أعمال العنف وحائزي السلاح، وحققت النيابة مع بعضهم وتحفظت على البعض، ومن المؤسف أن بعض المقبوض عليهم لديهم روابط عمل واتصال لبعض من ينسبون نفسهم للقوى السياسية، وبعضهم مستأجرين مقابل مبالغ مالية، وكشفت عن ذلك التحقيقات واعترافاتهم عن من أعطى لهم المال وجهز لهم السلاح ودعمهم، وهو ما حدث من قبل في المرحلة الانتقالية خلال أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو وبورسعيد، ولم يتمكن أحد من الوصول للطرف الثالث الذي ارتكب تلك الجرائم. وشملت المقاطع لقطات من برنامج على قناة الأهلي ظهر فيها متصل يدعى ثروت إسماعيل، مدير الإدارة الهندسية للتشغيل والصيانة بوزارة الرياضة، قال إنه حذر المسؤولين قبل المباراة بأكثر من 20 يوما من وقوع المجزرة، وإنه أرسل تلغرافا لرئيس الوزراء ووزير الرياضة وقتها، لكن أحدا لم يهتم، وطرده المسؤولون من العمل وقالوا له: "عيش حياتك أحسن ومالكش دعوة بالموضوع ده". وتابع إسماعيل في المقطع المسجل أنه حاول الشهادة في القضية لما لديه من معلومات حول المتورطين وبعض المستندات المستخرجة من الوزارة بالمخالفة للحقيقة وبتواريخ متغيرة وتم تقديمها في القضية. وعرض الدفاع مقطعا آخر من حلقة برنامج "كورة النهاردة"، استضاف فيها الإعلامي أحمد شوبير اثنين من جماهير الأهلي من جيلين مختلفين، تحدثا عن الاختلاف في التشجيع ما بين الزمن الماضي وسلوك "الأولتراس" حاليا، بالإضافة إلى مقطع آخر من برنامج "العاشرة مساء"، استضافت خلاله الإعلامية منى الشاذلي محامي المجني عليهم، رجائي عطية، حيث تحدث عن القضية وقال إن الدليل القولي يمكن أن يتم التحريف فيه بأن يكذب الشهود، لكن مقاطع الفيديو والدليل الفني يتحدث عن نفسه ويعتد به لصدقه، وقال إنه طلب من أي شخص حضر المباراة والتقط صورا أو لديه معلومات عنها أن يقدمها له حتى يستعين بها في القضية. وعرض المحامي فيديو يظهر لقطات الاعتداء بالضرب على شريف إكرامي، حارس مرمى النادي الأهلي، عقب المباراة، فصاح المتهمون أن من يضرب اللاعب هو الشاهد محمد شعبان الذي شهد ضدهم في القضية، وقال المحامي إن الدليل الفني قدمته النيابة دون قصد حول تواجد المتهم أيضا داخل غرفة اللاعبين، وأكد أن شهادته أصبحت باطلة من الآن بعد تأكيد ظهوره في تلك اللقطات والصور التي عُرضت له، وصاح أحد المتهمين من داخل القفص: "هي دي الصفقة وهو ده الشاهد اللي جابنا هنا وكان بيضرب اللعيبة". واستعرضت المحكمة مقاطع أخرى للاعب النادي المصري كريم ذكري وهو يحاول تهدئة الجمهور، والمدير الفني للمصري حسام حسن وهو يهدئهم ويحاول إعادتهم للمدرجات بعد نزول بعضهم خلال توقف المباراة، وكان ذلك خلف مرمى النادي المصري. ثم تحدث المحامي وقال: "أقدم رسالة لأهالي الشهداء وأقول إن الجنة للشهداء والعدالة للمظلومين، ولكِ الله يا مصر"، مؤكدا أن الرئيس في خطابه قال إن الطرف الثالث هو من ارتكب الجريمة، وإن الجميع استمع لكلمة خيرت الشاطر التي قال فيها إنهم استطاعوا رصد كافة الأحداث، وعندما يقول ذلك الرجل الأول في الدولة فهو يعلم، وجماعة الإخوان المسلمين كذلك، من يدبر لهذه الأحداث. وطالب الرئيس محمد مرسي بتقديم الطرف الثالث للمحاكمة لأنه قال ذلك أمام الشعب ولابد أن يكون لديه أدلة. واستشهد بالأحداث التي شهدها قصر الاتحادية ووقوع قتلى ومصابين، وطالب بالكشف عن الطرف الثالث.