تستكمل اليوم محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحي عبدالمجيد الاستماع إلي شهود الإثبات في قضية مجزرة بورسعيد المتهم فيها 73 شخصاً بينهم قيادات الشرطة بالمحافظة بتهمة القتل والمشاركة في إثارة الفوضي والتي حدثت في أعقاب مباراة كرة القدم بين الناديين المصري البورسعيدي والأهلي في فبراير الماضي وكذلك استكمال عرض لقطات الفيديو المصورة للأحداث التي تضمنتها الاسطوانات المدمجة التي ضمتها أحراز القضية. شهدت الجلسة العديد من المفارقات والطرائف الغريبة وهي قيام عدد من المتهمين بقزقزة اللب أثناء الاستماع إلي شهادة شهود الإثبات وبينما أخذ البعض الآخر في تناول المأكولات والمياه الغازية "الحاجة الساقعة" التي أحضرها ذووهم لهم أثناء الجلسة .. كذلك قيام حوالي 25 متهماً بأداء صلاة العصر وذلك أثناء عرض السيديهات المدمجة ولم يهتموا بها.. كما وقعت مشادة كلامية حامية بين الضباط المتهمين والمتهمين الآخرين عند سماع أقوال الشهود وذلك عندما اتهموا الضباط بالمسئولية عن المجزرة. أثارت أسئلة دفاع المتهمين إلي شهود الإثبات في القضية غضب أهالي المتهمين وأصيب والد أحد الضحايا بحالة هياج عصبي وظل يرد بصوت "عال "حرام عليكم" .. حسبنا الله ونعم الوكيل.." وعندما حاول البعض تهدئته رفض وقال "اعدموني.. اقتلوني أحسن" وظلت أمهات الشهداء تدعو علي المتهمين بأن يذوقوا مرارة فراق أبنائهم مثل حالهم .. بينما سقط أحد أهالي المجني عليهم مغشياً عليه إثر إصابته بأزمة قلبية وذلك في أعقاب حالة الهياج التي أصابته اعتراضاً منه علي تدخل دفاع المتهمين في مناقشة الشاهد فقامت المحكمة في أعقاب ذلك برفع الجلسة لحين التعامل مع الأمر واستدعاء المسعفين. قامت هيئة المحكمة بعرض "سي. دي" واحد فقط من بين 4 اسطوانات مدمجة تضمنتها أحراز القضية وذلك بمعرفة خبير أصوات باتحاد الإذاعة والتليفزيون وتضمنت تلك المشاهد قيام عدد من الأشخاص يرتدون "تي شيرتات" خضراء وبيضاء بالاعتداء علي جمهور النادي الأهلي وإشعال الشماريخ عليهم داخل الممر الذي حاول الألتراس الأهلاوي الاحتماء فيه من اعتداءات هؤلاء الأشخاص كما تضمنت المقاطع قيام مجموعة من هؤلاء الأشخاص بسحل أحد جماهير النادي الأهلي وخلع ملابسه والاعتداء علي باقي الجمهور باستخدام الكراسي والشوم وقطع الحديد .. كما ظهر في تلك المقاطع شخص يرتدي ملابس جندي أمن مركزي وهو يتحدث في التليفون وكذلك قوات الأمن وهي تقف تشاهد الموقف دون أي تدخل لمنع وقف الاشتباكات. هاج أحد المتهمين عندما شاهد نفسه بأحد المقاطع فيديو أمام الباب الخاص بجمهور النادي الأهلي ووجه حديثه للنيابة قائلاً: قفلت الباب بصدري وجبتوني متهماً في القضية .. حرام عليكم بينما ردد آخر موجهاً حديثه للمحكمة "اللي بيحصل ده ما يرضيش ربنا يا ريس". أثار أحد المشاهد والد الشهيد محمد خالد وظل يبكي ويردد "يا كفرة". بعد الانتهاء من مشاهدة مقاطع الفيديو أخذ المتهمون داخل القفص يرددون "الله أكبر .. الله أكبر" مما أثار غضب أهالي الضحايا الذين ردوا عليهم "يا قتلة يا سفاحين" وكادت تحدث اشتباكات بين أهالي المتهمين والضحايا لولا تدخل الأمن. ظنت والدة أحد الشهداء ان المقاطع التي تم عرضها علي المحكمة والتي لم يظهر فيها أي متهم بوضوح أثناء الاعتداء علي الجمهور وقيام المتهمين بترديد الهتافات المستفزة لهم أن حق ابنها قد ضاع وحاولت بعد خروجها من الجلسة إلقاء نفسها أمام إحدي السيارات أمام الأكاديمية لولا تدخل أقاربها وجذبها من وسط الطريق والتأكيد علي ان الأمر ما يزال أمام المحكمة وهناك العديد من السيديهات التي لم يتم عرضها..وواصلت المحكمة الاستماع إلي شهود الإثبات الذين أجمعوا علي أن إجراءات التفتيش لدي دخولهم لاستاد بورسعيد لمتابعة المباراة كانت هزيلة أو شبه معدومة وان البعض منهم دخل بدون تذاكر دخول مشيرين إلي أنه قبيل انتهاء المباراة أقدم جمهور النادي المصري علي اقتحام الملعب والهجوم علي جمهور النادي الأهلي مستخدمين الأسلحة البيضاء والشماريخ والألعاب النارية. أضاف الشهود ان جمهور النادي الأهلي حاول الفرار أمام تلك الاعتداءات وشهد الاستاد حالة من الفوضي والهرج والمرج جراء هروب جمهور الأهلي حماية لأرواحهم. أشاروا إلي أن جماهير النادي المصري كانت تعتدي بالضرب باستخدام الشوم والسنج والكراسي علي كل من يرتدي قميص النادي الأهلي فضلاً عن السباب المتوالي من جانب جمهور المصري ضد جمهور الأهلي. قال الشهود إنه تم إطفاء أنوار الاستاد أثناء تلك الاعتداءات علي نحو تسبب في تزايد أعداد المصابين والقتلي مشيرين إلي ان العديد من جمهور النادي الأهلي اضطروا إلي خلع ملابسهم التي شيرت خشية علي حياتهم مؤكدين ان تعامل قوات الأمن مع المعتدين لم يتم كما ينبغي وانهم لم يحركوا ساكناً صوب تلك الاعتداءات.