قال هشام قاسم، الرئيس السابق للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان والناشط الحقوقى، إن المجتمع الدولى عادة ما يغلب عليه الموقف الانتهازى، فبعد أن اعتبرت الإدارة الأمريكية، الرئيس محمد مرسى رجلها الأول عقب اتفاقية غزة، ولم تهتم بالخلاف بينه وبين القضاة والأحزاب المدنية طالما أن الجيش والمخابرات لم يتدخلا فيها، الآن تغير الموقف واتضح هذا من تصريحات هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية بضرورة الحوار بين الأطراف، وأوضح فى حوار ل«الوطن»، أن «واشنطن» غيرت موقفها من الرئيس السابق حسنى مبارك 3 مرات خلال 36 ساعة قبل تنحيه. ■ ما رأيك فى الموقف الدولى تجاه مرسى منذ بداية الأحداث؟ - الموقف الدولى عادة ما تغلب عليه «الانتهازية» فعقب اتفاق «غزة» قالوا عن الدكتور مرسى our man، أى «رجلنا»، وأعربت كلينتون، عن تقدير الإدارة الأمريكية للمساعى التى بذلها لوقف القتال الدائر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية فى القطاع، لأن أمن إسرائيل فوق كل شىء بالنسبة لهم. ■ هل سيظل مرسى «رجل» أمريكا عقب أحداث «الاتحادية»؟ - فى بداية خلاف «مرسى»، مع القضاء والصحافة والأحزاب المدنية، قالت الإدارة الأمريكية إن الأمر لا يعنيهم طالما أن الخلافات لم تمس الجيش أو المخابرات، وهم أصحاب المصلحة الأولى معهم، ولكن عقب تطورات الأحداث والاعتصامات والمسيرات أصبحوا يرقبون الموقف عن قرب، وجاءت تصريحات كلينتون التى تشير إلى أن الاضطراب السياسى الذى تشهده الساحة المصرية فى الوقت الراهن يؤكد حاجة البلاد الملحة إلى الحوار بين الرئيس وحكومته من ناحية، والأصوات المعارضة له ولمشروع الدستور الجديد من ناحية أخرى، وهذه التصريحات تقلب الموازين، وتجعلهم ضده. ■ هل تعتقد أن الإدارة الأمريكية ستتخلى عن مرسى؟ - بلا شك الإدارة الأمريكية ستتخلى عن مرسى، وهذا ما حدث مع مبارك أثناء ثورة 25 يناير، حيث غيرت موقفها 3 مرات خلال 36 ساعة، بدأت بتأييده وانتهت بمطالبته بتنفيذ طلبات شعبه. ■ ما موقف المنظمات والبرلمانات الدولية مما يحدث فى مصر الآن؟ - المنظمات الدولية هى الشريك الأساسى للمجتمع المدنى المصرى والمنظمات الحقوقية، ودائماً ما يكون لهم مبادرات ويحركون بدورهم البرلمانات المنتخبة ثم تتحرك الحكومات، نحن الآن فى مرحلة تحريك المنظمات الحقوقية للبرلمانات، وجاء أول تحرك للبرلمان الأوروبى، وما أعرب عنه مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبى أمس عن قلقه إزاء الاشتباكات بين مؤيدى ومعارضى مرسى، محذراً الرئيس من أن يتناسى التزامه ب«توحيد البلاد وليس تقسيمها»، فضلاً عن دعوة كاثرين أشتون. ■ وماذا يعنى تحرك الحكومات ضد مصر؟ - تحرك الحكومات يعنى وقف القروض والمساعدات المالية لمصر، علاوة على أن صندوق النقد الدولى لن يعطى لمصر القروض المطلوبة، وهذا بدوره يعنى أن يخفض محافظ البنك المركزى قيمة الجنيه لترتفع الأسعار بشكل جنونى، وتواجه حكومة مرسى مصيبة أخرى يصعب حلها. ■ ما السيناريو المتوقع خلال الأيام المقبلة، مع استمرار الدعوات للتظاهر؟ - أعتقد أن الأمر سيحل خلال 72 ساعة، ومرسى لن يتحمل ضغوطاً أكثر من ذلك. ■ هل تعتقد أن المجتمع الدولى يعمل على إسقاط الرئيس؟ - المجتمع الدولى وبالأخص الإدارة الأمريكية لا يهتم سوى بالأمن الإسرائيلى فى المنطقة والعلاقات الدولية، وهذا يتحقق من خلال علاقتهم بالجيش والمخابرات، وحتى لو أسقط مرسى، فطالما أن الرئيس الجديد لم يتورط فى تحالف مع إيران فلا يهم.