أ. د. طارق توفيق أستاذ أمراض المخ والأعصاب كليه طب قصر العينى ألزهايمر هو مرض يصيب المخ ويتطور تدريجيا حتى يصل لمرحلة أن المريض يفقد القدرة على التركيز، ومن ثم يفقد ذاكرته، وهو يتسبب فى حدوث تغييرات فى شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو أحيانا ما يصاب بالهلوسة، ولا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض، لكن ما زال مسار الأبحاث فى تقدم مستمر للبحث عن علاج جذرى. وتعطى الولاياتالمتحدةالأمريكية اهتماما واسعا للتبرع للدراسات والأبحاث التى تجرى لعلاج ألزهايمر؛ فطبقا لجمعية ألزهايمر الأمريكية فإن حوالى مليارين تم إنفاقهما على علاجات ألزهايمر والخرف فى عام 2012، ونسبة مرضى ألزهايمر فى الشعب الأمريكى تقدر بحوالى 5٫4%. أما فى مصر فأثبتت آخر الإحصاءات أن عدد المصابين ب«ألزهايمر» فى 2012 وصل إلى 350 ألف مريض ومن المتوقع أن هذا العدد سيزيد ليصل إلى مليون بحلول عام 2020. وأبرز المشاهير الذين أصيبوا بمرض ألزهايمر: الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان، وعالم الرياضيات كلود شانون، ولاعب كرة القدم المجرى فيرينك بوشكاش. ونظرا لأهمية المرض، فيما يلى كل ما يخص المرض من الأعراض المميزة للمرض والأسباب المؤدية له، بالإضافة إلى طرق التشخيص الدقيقة. هل يوجد علاج لمرض ألزهايمر؟ ■ شهدت السنوات العشر الأخيرة تقدماً فى سُبل علاج مرض ألزهايمر، خصوصاً بعد اكتشاف نقص مادة «الأسيتيل كولين» بالمخ، وتحسن نسبى للذاكرة بعد المعالجة بالأدوية التى تمنع تكسير هذه المادة، وبالتالى تزيد من تركيزها بالمخ، وأهم هذه الأدوية: (الجلانتامين، الريفاستجمين، الدونبيزيل).. ■ الأدوية المحسنة للوظائف المعرفية مثل (الميمانتين، الجنكو). ■ الأدوية المضادة للأكسدة مثل (فيتامين E، فيتامين C). ■ مضادات الالتهاب (بخلاف الكورتيزون)، حيث لوحظ أن المرضى الذين يستخدمون مضادات الروماتيزم على نحو مزمن، نادراً ما يصابون بمرض إلزهايمر. ■ مضادات الاكتئاب، وذلك لضبط أعراض الاكتئاب والاضطرابات السلوكية لدى مرضى ألزهايمر. ■ هرمون الإستروجين: فقد لوحظ شيوع مرض ألزهايمر لدى النساء بعد سن اليأس، بما يوحى بوجود علاقة بين نقص هرمون الأنوثة (الإستروجين) وحدوث المرض، ولذا ينصح البعض بالمعالجة التعويضية بهرمون الإستروجين كعلاج وقائى يقلل من فرص تعرُّض النساء لمرض ألزهايمر بعد اليأس. ما أعراض الخرف الوعائى؟ ■ تدهور الوظائف العقلية على نحو يؤثر على أنشطة الحياة اليومية. ■ تعرُّض المريض لجلطة أو أكثر بالمخ. ■ وجود ارتباط زمنى وثيق بين الخرف والمرض المخى الوعائى. ■ ونلاحظ البداية المفاجئة للأعراض والتدهور المتدرج والمسار المتموج للمرض والذهول وتقلب الانفعال ووجود تاريخ مرضى لارتفاع ضغط الدم أو حدوث أزمات دماغية (جلطات بالمخ) وتصلب الشرايين، وقد يحدث شلل نصفى أو حبسة كلامية. هل هناك أسباب أخرى للخرف غير ألزهايمر؟ ■ نعم مثل: 1- الخرف الوعائى الناتج عن حدوث جلطات متعددة بالمخ تؤثر على الوظائف العقلية واللغة والإدراك.. وغيرها. 2- خرف الفصين الجبهى والصدغى. 3- مرض الشلل الرعاش. 4- الخرف الاكتئابى الكاذب. 5- استسقاء الدماغ ذو الضغط الطبيعى. 6- الخرف الشيخوخى المصحوب بزيادة جسيمات «ليوى». 7- الضمور البؤرى للمخ. 8- نقص شديد لنشاط الغدة الدرقية. بماذا تنصح كبار السن بصفة عامة كوقاية من هذه الأمراض؟ ■ الاعتدال فى الطعام، والبعد بصفة عامة عن الملح والسكر والدهون والإكثار من السلاطة والخضراوات والفاكهة واستخدام زيت الزيتون. ■ ممارسة الرياضة باستمرار (المشى). ■ ضبط ضغط الدم ومستوى السكر والدهون الثلاثية والكوليسترول وحمض البوليك بالدم. ■ تجنب التدخين والسمنة المفرطة. ■ عدم الإكثار من اللحوم فى الطعام. ■ استمرار النشاط الذهنى، مثل حل الكلمات المتقاطعة والسودوكو، وتصميم أشكال بالمكعبات فى موضوعات شتى. ■ إحاطة المسن بالأهل والأصدقاء حتى يندمج معهم فى مناقشات اجتماعية وأنشطة ترفيهية، حتى يشعر بأنه عنصر فاعل فى أسرته ومجتمعه. ■ وأخيراً الرعاية النفسية والاجتماعية جنباً إلى جنب مع المعالجة الدوائية فى حالة حدوث المرض، وقد يستلزم الأمر وجود من يعتنى بالمريض ويساعده على تناول الطعام والشراب والاستحمام وقضاء الحاجة.. وقد يتطلب الأمر حجز المريض فى المراحل المتأخرة داخل مصحات متخصصة فى علاج هذه الحالات. كيف يمكن التفرقة بين ضعف الذاكرة المرتبط بتقدم العمر، وحالات الخَرف الأخرى، مثل مرض ألزهايمر؟ 1- الأول يبدأ بعد الخمسين من العمر، حيث يشكو الشخص من ضعف تدريجى فى الذاكرة يمكن إثباته بتطبيق أحد الاختبارات المقننة لفحص الذاكرة فى غيبة المظاهر المميزة للخرف أو أى أحوال مرضية من شأنها أن تسبب ضعف الذاكرة. 2- يتميز مرض ألزهايمر بحدوث تدهور مفرط فى الذاكرة واضطراب المهارات المعرفية الأخرى مثل الحبسة الكلامية وتدهور الأداء المهارى، مثل (تصميم هياكل باستخدام المكعبات) وضعف ملكة التمييز وعدم القدرة على التفكير التجريدى والالتزام بالترجمة الحرفية لتفسير معنى الأمثال وعدم القدرة على استنباط المعنى الحقيقى المقصود منها، كذلك فإنه يعانى من تدهور متزايد فى قدرته على ممارسة أنشطة الحياة اليومية على نحو يؤثر على علاقته الاجتماعية وقدرتة المهنية، ومع تقدم الحالة فإن المريض قد لا يخجل من التبول والتبرز على قارعة الطريق أو التصرف على نحو غير ملائم فى سلوك مَعيب غير مقبول اجتماعياً. 3- كذلك فإن ضعف الذاكرة المرتبط بتقدُّم العمر ينجم عن ضمور بالفص الجبهى للمخ، بينما ينتج مرض ألزهايمر عن ضمور الفص المدارى والصدغى، أيضاً فإن ضعف الذاكرة المرتبط بتقدم العمر ينجم أساساً عن نقص مادة «الدوبامين» بالمخ، بينما ينتج مرض ألزهايمر أساساً عن نقص مادة «الأسيتيل كولين». ما مراحل مرض ألزهايمر؟ ■ يمر المريض بثلاث مراحل: المرحلة الأولى: تمتد من العام الأول إلى الثالث، وتتميز بالآتى: ■ صعوبة فى تعلم المعلومات الجديدة، مع ضعف طفيف فى تذكر الأحداث القديمة. ■ توهان مكانى، فيضل المريض الطريق إلى المنزل. ■ عدم القدرة على تسمية بعض الأشياء. ■ لا مبالاة أو نوبات هياج. ■ بعض التوهمات. المرحلة الثانية: تمتد من العام الثانى إلى العام العاشر وتتميز بالآتى: ■ ضعف أشد فى الذاكرة للأحداث القريبة والبعيدة. ■ توهان مكانى وضعف فى الأداء المهارى. ■ حبسة كلامية. ■ عدم القدرة على إجراء العمليات الحسابية البسيطة. ■ عدم القدرة على إجراء الأعمال المركبة، والتى تستلزم تنسيقاً بين الأفكار والحركة، مثل إشعال سيجارة. ■ لا مبالاة أو نوبات من الهياج أو توهمات. ■ بطء النشاط الكهربى فى رسم المخ. ■ ضمور المخ فى أشعة فحص المخ بالرنين المغناطيسى. المرحلة الثالثة: تمتد من العام الثامن إلى الثانى عشر من بدء المرض، وتتميز بالآتى: ■ تدهور شديد فى الوظائف العقلية. ■ تيبس بعضلات الأطراف وانحناء الجسم. ■ سلس البول والبراز. ■ بطء منتشر فى النشاط الكهربى برسم المخ. ■ ضمور بالمخ مع توسع بطون الدماغ. ما أهم طرق تشخيص مريض ألزهايمر؟ ■ تناوُل التاريخ المرضى مع التركيز على أعراض اضطراب الوظائف المعرفية، كالذاكرة واللغة والتمييز، والفحص الإكلينيكى. ■ تطبيق «الاختبار المصغر للحالة العقلية». ■ إجراء الفحوصات السيكولوجية. وتصوير المخ بأشعة الرنين، وإجراء رسم المخ الكهربى. هل هناك عوامل تساعد على الإصابة بالمرض؟ ■ نعم مثل تقدم العمر والجنس (حيث إن النساء أكثر عرضة لمرض ألزهايمر من الرجال). مستوى التعليم (الأشخاص ذوو المستوى التعليمى المنخفض أكثر عرضة للإصابة بالمرض). التعرض لتركيزات عالية من الألمونيوم والمشتقات البتروكيماوية الأخرى. هل ضعف الذاكرة المرتبط بتقدم العمر يعنى إصابة الشخص بمرض ألزهايمر؟ هذا الاعتقاد غير صحيح، ذلك لأن ضعف الذاكرة المرتبط بتقدم العمر مختلف عن مرض ألزهايمر، حيث إنه يصيب نسبة عالية من المسنين فى هيئة نسيان للأحداث القريبة، بينما لا يجدون صعوبة فى تذكُّر الأحداث القديمة، كما أنهم يحتفظون بمعلوماتهم عن حقائق الحياة وخبراتهم المهارية كقيادة السيارة وغيرها. هل للعوامل الوراثية دوراً فى الإصابة؟ ■ نعم تلعب العوامل الوراثية دوراً مهماً، خصوصاً مع وجود تاريخ عائلى يشير إلى إصابة كثير من أفراد الأسرة بمرض ألزهايمر.