تتغير الأنظمة ويبقى مترو مصر الجديدة على حاله، من تشريفات «مبارك» إلى مليونيات «مرسى»، يقف حتى إشعار آخر، الزحف الثورى لمتظاهرى ميدان التحرير صوب قصر الاتحادية كان سببا فى وقف خط «تروماى» الميرغنى.. جاء الأمر من لواء جيش وعميد شرطة أخبرا عم «فريد وديع»، مفتش بالمترو، بأن يغلق الخط ويبدأ فى تغيير المسار كى لا يمر على منطقتى الميرغنى وروكسى، فى البدء لم يمثل الأمر لعم فريد إزعاجا، غير أنه صباح أمس الأول وبمجرد رؤيته للأسلاك الشائكة وأجواء الاشتباكات بدأ قلبه ينبض خشية حدوث اضطرابات «والبلد مش ناقصة لوحدها»، حسب الرجل الخمسينى. داخل كبينة المراقبة بمحطة المعلمين بروكسى يقف «عبدالعال عبدالمحسن» أمام صندوق خشبى ممسكا بجهاز لاسلكى متتبعا الإشارات من جميع محطات «التروماى»، فى الوقت الذى بدأ فيه الخط فى العمل صباح الثلاثاء، شعر الرجل بأن المظاهرات لن تعوق عمله، قبل أن تعاود الإشارة أمرها بتغيير الخط، عم «عبدالعال» يكره سيرة المظاهرات، معتبرا إياها سببا فى توتر الأحوال وعدم الاستقرار، تلمع عينا الرجل الذى قارب عامه الستين وهو يتذكر مسيرة 24 أغسطس التى قادها النائب السابق محمد أبوحامد نحو قصر الرئاسة -التى تسببت فى تعطيل التروماى 3 أيام كاملة- يومها كان الطوب ينهال عليه دون اجتراره أى ذنب «ما بناخدش من ورا المظاهرات غير وجع القلب.. اللى يحدف طوب ولا مولوتوف ده بيبقى عايز إيه؟ مش قادر أفهم»، يمر التروماى التابع لخط «عبدالعزيز فهمى» على مهل، فيما يتحسر لطفى شحات، مسئول الحوادث بالمحطة، على شكله المتهالك: «كنا زمان تابعين لشركة مصر الجديدة للإسكان وكانت القشية معدن.. بس من ساعة ما هيئة النقل العام بقت ترعى المشروع بقينا إحنا والتروماى والهيئة كمان محتاجين اللى يرعانا»، أنباء عن قدوم مسيرات عدة من الجيزة وجامعة عين شمس وشبرا والمطرية يضطرب لها الحضور داخل «الكبينة»، الرئيس مرسى هو سبب ما يحدث حولهم، حسب رأى «شحات عبدالحق»، أحد المفتشين، الذى يقول بعصبية: «الريس مقسم البلد مخليها نصين: إخوان وثوار.. المفروض هو أب لكل المصريين مش ناس وناس».