ليلة دامية عاشتها بورسعيد أمس الأول، وتحولت المنطقة المحيطة بمقر حزب الحرية والعدالة فى حى الشرق إلى منطقة معارك واشتباكات بين المتظاهرين من القوى السياسية والثورية وألتراس المصرى من جهة وأعضاء جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة والإسلاميين من جهة أخرى، ما أسفر عن سقوط ما يقرب من 113 مصابا بإصابات مختلفة، وأغلقت قوات الأمن كل الشوارع المحيطة بمقر حزب الحرية والعدالة. وتحولت المسيرة السلمية التى انطلقت أمس الأول من أمام مسجد العباسى فى حى العرب بعد صلاة العشاء، وضمت الآلاف من المعارضين من كل القوى والنشطاء والأحزاب السياسية وألتراس المصرى إلى اشتباكات ومعارك. ورفع المتظاهرون دمية عليها صورة مرسى جالساً على كرسى الحكم، وكتبوا فوقه «الديكتاتور»، كما حملوا تابوتا أسود، وكتبوا عليه «دستور مصر فى ذمة الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون»، بعدها أحرقوا الدمية والتابوت بعد أن وصلوا إلى مقر حزب الحرية والعدالة فى حى شرق الذى أحاط به أعضاء الجماعات الإسلامية وقوات الأمن المركزى لمنع المتظاهرين من الوصول إلى المقر، ونشبت اشتباكات بين المتظاهرين والإسلاميين، مما تسبب فى سقوط عشرات المصابين بعد إطلاق النيران عليهم من داخل حديقة فريال بالقرب من مقر حزب الحرية والعدالة. وأعلن الدكتور سيد المصرى، مدير الإسعاف فى بورسعيد، أن عدد المصابين بلغ 113 مصابا بينهم 6 حالات إصابة برش فى العين، نقل منهم 43 إلى مستشفى بورسعيد العام و64 مصابا تم إسعافهم فى نفس المكان. فى حين أكد عدم صحة الخبر الذى أعلنته مديرية الصحة حول وفاة محمد رضا محمود سند، 15 سنة، الذى أصيب بطلق نارى من الخلف اخترق الكبد والكلى، وقال: «المصاب وضع على جهاز الصدمات الكهربائية وأرسل بسيارة إسعاف إلى المستشفى الجامعى فى الإسماعيلية، ونقل بعدها إلى المركز الطبى العالمى». وقال الدكتور معتز سلامة، نائب مدير الإسعاف: «سيارات الإسعاف أحاطت بمنطقة الاشتباكات، لكن لم نتمكن من إنشاء مستشفى ميدانى؛ لأن قوات الأمن المركزى كانت تطارد المتظاهرين، وأصيب الطبيب أحمد حسن، الذى كان يساعد المسعفين، فى نقل المصابين إلى سيارات الإسعاف بخرطوش فى كتفه، وأغلب المصابين نقلوا إلى مستشفى بورسعيد العام لأنه الأقرب». وقال عرفة أبوسليمة، المتحدث باسم جماعة الإخوان: «التزمنا بوعدنا بعدم التظاهر لحقن الدماء، وأبلغنا مديرية أمن بورسعيد لتأمين المقر، والقوى السياسية اتفقت معنا على أن المسيرات لن تنتقل إلى مقر الحزب، لكن فوجئنا بالمظاهرات تصل إلى المقر، وقذفوا المقر بالطوب من شارع الجمهورية ثم مشوا إلى الجهة الأخرى فى شارع الجيش ودارت مشاجرات بينهم وبين مجموعات مسلحة لا نعرف انتماءها، وأطلقت النيران، وتحطم عدد كبير من السيارات. وأضاف: «الجماعة لم تطلب الدعم من أى جماعات إسلامية، والموجودون كانو بلطجية، سواء الملتحون أو غيرهم، وليس لهم صلة بالجماعة، والإخوان كما عاهدت الناس دائما لا تلجأ إلى العنف». من جانبه، قال أحمد شردى، عضو الحزب الناصرى: «ما حدث يدل على خطورة الإخوان والإسلاميين، وهم من أطلقوا النيران على المتظاهرين العزل، وغدروا بالمظاهرة السملية، والمتظاهرون انقسموا ما بين رافض للذهاب إلى مقر الحزب ومؤيد، وصل الجزء الرافض إلى ميدان المنشية، وسمعنا أصوات طلقات نيران وعرفنا أن الإسلاميين هم من أطلقوها، والقوى السياسية والحزبية اتفقت على أنهم سيخرجون فى مظاهرة سلمية دون أن يتعرض لهم الإسلاميون لكننا فوجئنا بأنهم ينقضون عهدهم ويحملون السلاح الآلى». وقال عمرو شريف، ناشط سياسى: «الإسلاميون المتظاهرون أطلقوا الرصاص الحى على المتظاهرين». وقال على سبايسى، كابو جرين إيجلز: «الإسلاميون بدأوا بالهجوم بالأسلحة النارية، ودور شباب الألتراس كان حماية المتظاهرين». من جهتها، لم تعلن مديرية أمن بورسعيد عن القبض على متهمين، وأكد مصدر مسئول أن دورهم كان حماية مقر الحزب، ومنع المتظاهرين من اقتحامه.