يعيش الأطباء والعاملون بمستشفى رأس غارب حالة من الهلع والرعب عقب أحداث العنف التى وقعت أمس الأول من قبل أهالى قتيل عائلة البراهمة الذين اقتحموا المستشفى وحولوا غرفة العمليات إلى سلخانة ذبحوا المتهم بقتل أحد أفراد عائلتهم وهو على أجهزة العناية المركزة تحت تأثير البنج، وأثناء إجراء عملية جراحية له لإنقاذ حياته وأمام عيون رجال الشرطة الذين وقفوا مكتوفي الأيدى وتركوا دماء الضحية تسيل امام زوجته وابنه الصغير. التقت "الوطن" بأطباء مستشفى رأس غارب الذين رفضوا ذكر اسمائهم خوفا من البطش بهم من أفراد عائلة البراهمة التى حولت مدينة رأس غارب إلى غابة يأكل فيها القوى الضعيف، ولا احترام للقانون فى قاموس حياتهم، ويروى طبيب بالمستشفى وشاهد عيان على ما حدث أن المستشفى استقبل جثة شاب مصاب بجرح نافذ بالصدر، وقد فارق الحياة تم وضعه بالمشرحة وتبين أنه من أفراد قبيلة تدعى البراهمة وبعد قليل حضر رئيس مباحث غارب ومأمور القسم وعدد كبير من رجال الشرطة ثم أحضر الأهالى رجلا آخر مصابا بإصابات خطيرة، وتبين أنه المتهم بقتل الشاب الذى وضع مشرحة المستشفى. على الفور تم التدخل لإنقاذ حياة هذا المريض بصرف النظر عن كونه جانيا او مجنى عليه نحن نتعامل معه على أنه مريض يحتاج للإنقاذ واثناء اجراء الاسعافات له فوجئنا بمجموعة كبيرة من الاهالى تقتحم غرفة العمليات ويحملون الاسلحة البيضاء فى ايديهم قاموا بطعن المريض عدة طعنات فى رقبته وصدره ثم انصرفوا ولم تتمكن الشرطة من التصدى لهم وفوجئنا بنفس الاشخاص الذين اعتدوا عليه فى المرة الأولى يدخلون علينا غرفة العمليات ويشهرون الأسلحة البيضاء فى وجهنا وهددونا بالقتل ثم قاموا بذبح المريض مرة أخرى ولكن فصلوا رأسه عن جسده وسط ذهول رجال المباحث وجميع العاملين بغرفة العمليات، مما ادى الى اصابتنا جميعا بالفزع والهلع واصيبت الممرضات بحالات إغماء من هول المشهد. وكل ذلك حدث امام رئيس المباحث ومأمور القسم اللذين فشلا فى حماية ارواحنا اوانقاذ المجنى عليه من الذبح ويختتم الطبيب كلامه بأن الموقف اصبح خطيرا والمستشفى تحول الى سلخانة لذبح المواطنين دون حماية كافية من رجال الأمن وهو السبب الذى دفع عددا كبيرا من الاطباء الامتناع عن العمل.