تبنّت كتائب الأقصى التابعة لحركة "فتح" الفلسطينية، الهجوم الذي نتج عنه مقتل ضابط كبير بالمخابرات الإسرائيلية وزوجته قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وكان الشاب الفلسطيني مهند حلبي قتل إسرائيليين وأصاب اثنين آخرين بجروح في عملية طعن نفذها في البلدة القديمة بالقدس، وأعلن الإسعاف الإسرائيلي عن مقتل مُنفّذ العملية، واستشهد فادي علون، من قرية العيسوية، عقب اطلاق قوات الاحتلال 7 رصاصات باتجاهه أثناء سيره في منطقة المصرارة القريبة من "شارع رقم 1" وباب العمود، بدعوى طعنه مستوطن في المنطقة، يأتي هذا التزامن مع عودة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، من الجمعية العامة للأمم المتحدة وإعلانه انسحاب السلطة الفلسطينية من اتفاق أوسلو، ردًا على تقاعس إسرائيل عن الوفاء بتعهداتها نحو الخطة الانتقالية الرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، قال إن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام الاحتلال الإسرائيلي وسيدافع عن مقدساته ومقدراته وما يحدث حاليًا في مدينة القدس أو رام الله لا يعني اشتعال شرارة انتفاضة جديدة وهذا مجرد رد فعل طبيعي على ممارسات الاحتلال. وأضاف الرقب في تصريحات خاصة ل"الوطن": "الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ترك باب المفاوضات مفتوحًا حتى الآن وإذا استمر الاحتلال على هذا الوضع سيؤدي إلى انهيار الكيان السياسي والخروج في حرب مفتوحة مع الجانب الإسرائيلي". في السياق ذاته، قال الدكتور حسن علي حسن، المترجم الإعلامي السابق للغة العبرية بمؤسسة الرئاسة، إنّ الرئيس أبو مازن أكد في الأممالمتحدة أنه لن ينهي الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل لعدم التزام حكومة نتنياهو، وهذا أدى إلى إحباط وانعدام للرؤية المستقبلية في الجانب الفلسطيني وتبّخر الأمل في الوصول لحل القضية الفلسطينية، وإسرائيل هي المسؤولة عن عمليات الاغتيال التي ينفذها الفلسطينيون ضد جنودها وطعن المستوطنين. وأوضح حسن ل"الوطن" أن أبو مازن أعلن أمام الأممالمتحدة أن إسرائيل غير ملتزمة بالاتفاقيات والفلسطينيون لن يقبلوا بأن يلتزموا باتفاقيات من الجانب الأحادي. وأشار أن إسرائيل ستستغل مثل هذه العمليات وستروج إلى نظرية الحق في حماية الإسرائيليين وستصور الفلسطينيين على أنهم هم القتلة، لافتًا إلى أنه لا يوجد دولة تحتل شعبًا وتقوم بكل هذه الممارسات ضده ويصمت ولكن من حق الفلسطينيين أن يعيشوا في أمان. من جانبه قال الدكتور خالد سعيد، الباحث بمركز الدراسات الإسرائيلية، إن الكيان الصهيوني يتبع سياسة القتل الانتقائي وتختار أجهزته الأمنية شخصيات مؤثرة لاستهدافها مثل ياسر عرفات، أبو جهاد، عبد العزيز الرنتيسي، الشيخ أحمد ياسين، والمبحوح، فما المانع من أن يتبع الفلسطينيون نفس الأسلوب حيث إن الاحتلال لن يزول سوى بالمقاومة. وأضاف سعيد ل"الوطن": "يجب أن نساعد المقاومة إعلاميًا وما يحدث الآن في القدسورام الله بداية طيبة ولا نفرق بين جهادي أو فتحاوي أو حمساوي أو مقاوم تابع للجبهة الشعبية فالهدف واحد وهو تحرير الأرض المحتلة". ويرى الدكتور جهاد الحرازين، القيادي في حركة فتح الفلسطينية، أن ما يفعله الفلسطينيون الآن ما هو إلا رد فعل على الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها المستوطنون على المسجد الأقصى وبقية المقدسات الفلسطينية ولن يقبل أي فلسطيني بالجرائم الصهيونية من حرق عائلة الدوابشة والاعتداء على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى ويجب أن تتعظ إسرائيل من دروس الانتفاضة فالشعب الفلسطيني قادر على الرد الفوري والرادع على الاحتلال في أي وقت وكل مكان. وأضاف الحرازين ل"الوطن": "التهديدات التي تطول الشعب الفلسطيني وقياداته خاصة الرئيس محمود عباس أبو مازن لن تجعلنا نتراجع إلى المربع الأول فيما وصلنا إليه وسنكمل المشوار لإنهاء الاحتلال". ومن جانبه أكد السفير بركات الفرا، سفير دولة فلسطين السابق في مصر، أن ما يحدث في القدس هو رد فعل للانتهاكات الإسرائيلية والشهيد مهند الذي نفذ عملية الطعن من عرب 48 الذين يعتبروا قنابل موقوتة في وجه الاحتلال ولن يصمتوا على ما يحدث لإخوانهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال: "أنا أبشر الجميع أنه إذا لم يكف الاحتلال الإسرائيلي على تلك الانتهاكات فلن يستطيع الاحتلال أن يوقفها وستكون بداية انتفاضة ثالثة".