كعادته منذ أن كان صبيا وقف يدندن مع أغنية شادية الشهيرة «يا حبيبتى يا مصر»، وهو يحاول ابتكار «قصة شعر» حديثة لزبونه رآها مؤخرا فى إحدى المجلات الأجنبية، ومن حين لآخر ينظر إلى لافتاته السياسية المعلقة على جدران محله التى كتبها بنفسه وذيلها بلقب «البطل»، الذى اشتهر به وسط أبناء المنطقة. محمود شعبان، أشهر حلاق فى ميدان التحرير، رفض التخلى عن اللافتات السياسية التى نزل بها الميدان منذ بداية الثورة حتى وصول الرئيس محمد مرسى إلى الحكم فجعل محله الذى لا يتجاوز بضعة أمتار معرضا لتلك اللوحات، إلى جانب علم مصر الذى علقه بأحجام وأشكال مختلفة، لدرجة أنه رسمه بالبرونز على مرآة المحل. «هى مجرد بيانات ثورية كنت بصممها وبكتب شعاراتها بنفسى ورا كل حدث سياسى فى مصر».. قالها شعبان وهو يحكى عن أول بيان كتبه ليعبر به عن رأى الشارع وكان عنوانه «الحمد لله على نجاح الثورة»، الذى نزل به إلى الميدان فى أول جمعة بعد تنحى مبارك، وصلت عدد بيانات شعبان 6، والبيان الأخير عنونه ب«نريد أموال الشعب المنهوبة». تعرض «شعبان» لظلم كبير من النظام السابق، حيث كان يفرض عليه ضرائب وصفها ب«المهولة»، وكانت السبب فى إغلاق محله الشهير الذى يقع فى شارع «سليمان باشا» حيث كان معروفا بأنه حلاق المشاهير وعلى رأس زبائنه الكاتب الكبير «نجيب محفوظ» والفنان هانى شاكر واللاعب أيمن يونس. «ده لقب اكتسبته بعد أحداث محمد محمود عشان أصريت أفتح المحل فى وسط الأحداث المشتعلة كى يكون ملجأ لحماية أى شخص».. شعبان يفسر سبب تلقيبه ب«البطل» الذى يذيل به كل بياناته، ففى العام الماضى الذى شهد أحداث محمد محمود كان محله مفتوحا للجميع، مواطنين ورجال شرطة. «يا مرسى كنت عايز كرسى فى الميدان، وجبتلك كرسى وخليتك الريس كمان، فين حقوق الشعب اللى وعدتنا بيها زمان» هى الكلمات المبدئية التى وضعها «شعبان» كعنوان لبيانه الجديد الذى يقوم حاليا بتصميمه قائلا «عملنا ثورة علشان نقضى على الظلم، بس للأسف الظلم لسه مانتهاش».