وأرتدي "مايوه" رغم أني بلغت من العمر ستين عاما وأكتفي بارتداء ملابس خفيفة لكنها تناسب خارج البيت، لكن كم من المشاهدات التي رأيتها على الشاطئ جعلتني أناشد زوجتي بضرورة الرجوع للبيت وقطع الإجازة، فلقد انتشرت ثقافة لا تخص المصريين الذين يحترمون القيم و المبادئ، فالصوت العالي أصبح سمة واضحة وارتداء ملابس داخلية على الشاطئ شيء عادي، ناهيك عن الشجارات بين أصحاب الشماسي والمصطافين، لم يعد أحد يراعي خصوصية أحد، لذلك اقترحت زوجتي الذهاب إلى تلك الشواطئ التي توفر خصوصية لكن يلزمنا مال كثير للتمتع بتلك الشواطئ الخاصة. أنقذني ابني الذي عاد إلى مصر في إجازة وكان قد اشترى شقة صغيرة برأس البر، ودعاني أنا وأمه لقضاء الصيف معه ومع أولاده، فرحت زوجتي بتلك الدعوة لكن بعد بضعة أيام شعرت بضيق زوجته من وجودنا، خاصة أن الشقة صغيرة ولا تحتمل كل هذا العدد، وقلت لزوجتي إنه من الأفضل ترك الشقة له ولأولاده وزوجته حتى يستمتع بالإجازة الصيفية، حدث هذا وزوجتي تأخذ غفوة على الشاطئ عند الغروب، يبدو أنها لم تسمعني جيدا فتجاهلت ما قلته. في المساء حزمت أمتعتي لكنها رفضت بشدة، وسارت إلى البحر لتمارس رياضة المشي، نبهتها بأننا ضيوف ثقلاء لكنها رفضت ترك المكان والرحيل بل تشاجرت معي لأنني سأكون سببا في حرمانها من قضاء بضعة أيام مع ابنها على البحر حيث الهدوء والخصوصية، لا أعرف كيف أقنعها بالرحيل، لذلك تحججت أن لديَّ مصالح معطلة بالبلدة وأنه حان وقت الرحيل وبالطبع ابني فهم كل شيء وشعر بانزعاج زوجته من وجودنا فأخبرني أنه سيرحل معي إذا رحلت وتركته، لم يكن أمامي سوى الرضوخ والاستسلام رغم ضيق زوجته التي حاولت تجنبها تماما وعدم تكليفها بأي شيء يخصني، بل تطوعت لتجهيز العشاء على طريقتي واحتضان أحفادي في غرفتي، وفرش بعض البسط على الأرض لهم واشتريت تليفزيونا جديدا لهم.