«الضفدع البشرى» للمنتقبات.. و«المايوه العباءة» أحدث صيحات ملابس المحجبات للسباحة ظهر فى أوروبا باسم «البوركينى» على يد فتاة لبنانية.. وأسعاره من 70 إلى ألف جنيه أُثير فى الفترة الأخيرة جدل واسع حول ارتداء ما يوصف بالمايوه الشرعى أو الإسلامى فى بعض الشواطئ، وانقسم الناس بين فريق يدافع عن حق المحجبة فى ارتداء ما يليق بحجابها، وفريق يعتبر أن المايوه الشرعى حرام شرعًا، وثالث يرى أن المايوه الشرعى «تلوث بصرى ومنظر غير حضارى». وبرزت على الساحة الإعلامية قضية «دينا الشربينى»، التى رفعت دعوى قضائية ضد شاطئ «لافيستا الساحل» لأن مسئولوه منعوها من نزول حمام السباحة أو الشاطئ لأنها ترتدى «المايوه الشرعى». «بوركيني».. هكذا بدأ ظهور المايوه الذى يغطى جسم المرأة بالكامل، ماعدا الوجه واليدين والقدمين، على يد الأسترالية اللبنانية «اهيدا زانيتي» تحت شعار شركة «اهيدا»، ولاقت الفكرة رواجًا كبيرًا بين المسلمات وغير المسلمات فى أوروبا. أما بداية ظهور ما يطلق عليه «المايوه الشرعى» أو «الإسلامى» فى مصر، فكان فى عام 2010، وظهر باسم «المايوه الشرعى الصينى» حيث انتشر وتهافتت عليه المحجبات والمنتقبات باعتباره أفضل من الملابس العادية. كما أتاح لهم نزول البحر بحرية أكثر. وأثار «المايوه الشرعي» حينها جدلا بين رجال الدين، فالأغلبية العظمى منهم حرمت المايوه الشرعى فى الشواطئ المختلطة، بدعوى أنه ملتصق بالجسد، بينما أجازوه إذا كان الشاطئ مخصصًا للسيدات فقط. و«المايوه الشرعى» عبارة عن زى للسباحة، مكون من بنطال وتى شيرت طويل يصل إلى الركبتين وغطاء للرأس وأحيانًا يرتدى عليه «جونلة». وهناك أنواع من «المايوه الشرعى»، ففى بداية ظهوره كان اللون الأسود هو الشائع، لكن بعد مرور الوقت ظهرت أشكال وألوان مختلفة، كالمايوهات الفسفورية أو المزركشة، وهى ذات ألوان فاقعة من الأصفر والبنى الفاتح. والنوع الثانى هو «مايوه الضفدع البشرى» وهو مايوه متصل به ماسك يغطى الوجه بالكامل ويترك فتحة للعين للرؤية وفتحة الانف للتنفس وهو مايوه يناسب أكثر المنتقبات. أما النوع الثالث فهو ذو اللون الواحد، وهو مايوه سادة دون أى زركشة أو رسوم عليه، وغالبًا تكون ألوانه هادئة وداكنة. وكذلك مايوه «القطعة الواحدة» وهو مايوه متكون من قطعة واحدة متصل به البنطال والجونلة وغطاء الرأس، ولكن لا يفضله الكثيرون لأنه لا يتيح حرية الحركة. آلاء الصفطاوى، سيدة فى الثلاثينيات من عمرها، صاحبة محل للمايوهات الشرعية، تقول إنها تحيك بنفسها هذه المايوهات وتشترى الخامات بنفسها، وهى خامات ضد المياه، حيث تمنع الإلتصاق بالجسم وتجف سريعًا عقب الخروج من الماء. وأوضحت أن سعر المتر من القماش المصرى يبلغ 20 جنيهًا، وهناك خامة تركى ليست موجودة بالأسواق المصرية، وبالتالى يكون المايوه المصرى ب 210 جنيهات بينما يكون التركى ب480 جنيهًا. وقالت: إنها تفصل المايوهات حسب الطلب والمقاس، وأن لها زبائن كثيرة من المحجبات وغير المحجبات والمنتقبات أيضًا. وأشارت إلى أنها تروج لمايوه جديد تفصله وتفضله لأنه أكثر حشمة وفضفاضًا أكثر، وهو «المايوه العباءة»، الذى يتكون من بنطال واسع وعليه جلباب أو عباءة يصل لبعد الركبة ومن خامة ضد الماء أيضًا، وزاد الطلب عليه فى الفترة الأخيرة، خاصة من المنتقبات. وأضافت الصفطاوى أن هناك أنواعًا كثيرة لخامات المايوهات، فتوجد الخامة ضد الماء، وهى الأكثر انتشارًا وأكثر استعمالًا، وهناك خامة «الجرسيه» وهى مادة مطاطة تلتصق بالجسم فور وجود الماء عليها، ويوجد أيضا «الشارك» وهى أشبه ببدل الغواصين والسباحين الماهرين، وتلتصق أيضًا بالجسم. أما الأنواع الرخيصة، التى تصل إلى 70 أو 100 جنيه، فهى مصنوعة من مواد رديئة ومثلها مثل خامة الكارينا التى تلتصق بالجسم وتنبلى سريعًا، كما أن هناك المايوه الصينى والمايوه التركى، وتوجد أيضًا مايوهات ذات خامات وماركات من محلات الملابس الرياضية مثل أديداس وغيره، وقد يصل سعر المايوه إلى ألف جنيه. رحاب مصطفى، فى الثلاثينيات من عمرها، تقول: إن المايوه الشرعى اسم متداول فقط، لكن حقيقته أنه ملابس للمحجبات لنزول البحر. وتقول: «هذه الملابس ساعدتنى على نزول الماء مع زوجى وأولادى والاستمتاع بالوقت، كما أن خامة المايوه لا تلتصق بالجسم ومطاطية ومناسب للمحجبات، ومن حقى أن أرتدى ما يناسبنى كما ترتدى الأخريات المايوه البكينى، فمثلما أحترم حرية الآخرين يجب عليهم احترام حريتى». ويطالب البعض بعدم حصر الموضوع على كلمة «شرعى»، والاكتفاء بتسميته ب«المايوه المحتشم» مثلا، خاصة أن هناك الكثيرات من غير المحجبات ترتدينه من باب الحشمة أو عدم التعرض لأشعة الشمس الضارة. ويقول الدكتور محمود عبد الخالق، الأستاذ بجامعة الأزهر والداعية بالأوقاف: إنه لا يوجد مايوه شرعى وآخر غير شرعى، «ولكن إذا كان الزى فضفاضًا وواسعًا، ولا يصف ولا يشف جسد المرأة، فلا حرج فيه، ولكن بعيدًا عن الاختلاط والازدحام. وقال: إنه بمجرد ابتلال ملابس المرأة بالماء يبرز جسدها مما يجعلها عرضة للفتنة ومخالفة الزى الشرعى للمرأة، منوهًا أن المايوه المصنوع من خامات «ضد الماء» لا تبرز جسد المرأة عند ابتلالها بالماء «لا حرج فيه»، لأن الأصل فى الأشياء الحل، ولكن مع مراعاة الأجواء المناسبة بعيدًا عن الفتنة والازدحام الزائد، الذى يؤدى إلى مضايقة المرأة والتحرش بها أحيانًا، جراء الازدحام فى المصايف.