«كلنا ضحايا وكلنا مذنبون» تلك العبارة الشهيرة التى وردت على لسان الراحل الفنان أحمد زكى فى فيلم «ضد الحكومة»، ربما تكون التوصيف الحقيقى للمأساة التى نعيشها بعد حادث قطار أسيوط، فلا يمكن لعاقل أن يتصور أن هناك مسئولاً عن هيئة السكة الحديد تمت إقالته بسبب الإهمال وسوء الأداء فى أخطر وأهم مرفق فى مصر، لتأتى حكومة هشام قنديل وتعيده مرة أخرى إلى منصبه فى أغسطس الماضى، وكانت النتيجة أن مُنيت السكة الحديد فى شهرين ب15 حادثة للقطارات راح ضحيتها 62 قتيلاً و79 مصاباً، كان آخرها حادث تصادم قطار أسيوط بأتوبيس لأطفال المدارس عند مزلقان المندرة راح ضحيته 51 طفلاً و15 مصاباً وحادث تصادم قطارى الفيوم الذى راح ضحيته 4 قتلى وإصابة 43 و3 حوادث أخرى نتيجة اصطدام قطارات بجرار زراعى فى مزلقانات المرازيق وميت حلفا والبراجيل ووفاة 4 نتيجة دهسهم بالقطارات وحريق فى 3 عربات وانفصال عربة عن أحد القطارات، وأشهر القطارات التى تسببت فى أعلى نسبة من القتلى والإصابات هى «1110 و153 و230 و733 و158 و974 و977 و2201 و367»، وفى كل حادث كان يخرج «قناوى» ليبرئ السكة الحديد ويتهم السلوكيات الخاطئة من الركاب أو سائقى المقطورات أثناء عبورهم للمزلقانات أو عبور المواطنين من أماكن غير مخصصة للعبور على الرغم من تشغيل أجراس تنبيه الإشارات. هذا بالإضافة إلى فشله فى توفير تذاكر القطارات للركاب خلال إجازات الأعياد، مما أدى إلى تكدس الركاب فى كل المحطات وانتشار السوق السوداء لتباع التذكرة بضعف ثمنها إن وُجدت. وتزايدت فى فترة تولى «قناوى» رئاسة الهيئة الاعتصامات والإضرابات بسبب مطالب للسائقين ومراقبى الأبراج وكافة طوائف التشغيل بالسكة الحديد إضافة إلى تزايد حالات التعدى على قضبان السكة الحديد من قِبل الأهالى، ما أدى إلى توقف حركة القطارات لمدة 3 ساعات وارتباك مستمر فى جداول حركة التشغيل. مصطفى قناوى تم تعيينه مهندساً ثالثاً بالسكة الحديد عام 1974، تدرج فى المناصب من مهندس تشغيل إلى رئيس قسم الحركة ثم رقى مديراً عاماً للحركة ثم مديراً للهيئة للتشغيل وآخر منصب قبل توليه مسئولية الهيئة كان نائباً لرئيس مجلس إدارة السكة الحديد للتشغيل إلى أن أصدر الدكتور حسن يونس الذى أسند إليه تولى وزارة النقل عقب استقالة المهندس لطفى منصور عقب حادث العياط الشهير قراراً بتعيينه رئيساً لهيئة السكة الحديد فى أكتوبر 2009. أقاله عاطف عبدالحميد، وزير النقل الأسبق، فى أغسطس من عام 2011 لسوء أحوال السكة الحديد فى عهده، وأبقى عليه المهندس على زين العابدين وكلفه برئاسة مجلس إدارة الشركة المصرية لتجديد وصيانة خطوط السكة الحديد، ثم عاد إلى الهيئة مرة أخرى بعد حادث تعطل تكييف قطار رئيس الوزراء على الرغم من موافقة «المتينى» على مذكرة المدّ للمهندس هانى حجاب رئيس الهيئة السابق.