"الضبعة".. حلم عبدالناصر "النووي" يحققه السيسي

مراحل كثيرة مر بها مشروع بناء أول محطة نووية مصرية، تمثلت بين فترات من التطور والانتكاس، بداية من 1955 منذ أن حلم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، بإنشاء أول محطة نووية سلمية بمصر، حيث وقع اتفاقية "الذرة من أجل السلام" للتعاون في المجال النووي السلمي مع الاتحاد السوفيتي، وفي العام التالي، وقّعت مصر عقد لأول مفاعلاتها الذرية مع الاتحاد السوفيتي.
مضى من الوقت أكثر من نصف قرن على ذهاب الحلم لأدراج الرياح، ليأتي الرئيس الراحل أنور السادات ويجدد الحلم، ليطرح في مطلع عام 1974 مناقصة لإنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء قدرتها 600 ميجاوات، ووقع عقد لإخصاب "اليورانيوم" مع الولايات المتحدة، كذلك توقيع اتفاقية تعاون نووي مع الولايات المتحدة عام 1976، ولم تستمر هذه الجهود طويلًا بسبب تعنت الولايات المتحدة الأمريكية في العديد من الشروط التي تصب في صالحها.
وفي عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، اتسمت رحلة الطاقة النووية المصرية بالجمود، حيث انضمت مصر عام 1981 لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ووقعت عدة اتفاقيات للتعاون النووي، كما وقعت في العام التالي اتفاقية للتعاون النووي مع كندا.
وفي 2002 أعلنت مصر نيتها لإنشاء محطة للطاقة النووية السلمية في غضون 8 أعوام بالتعاون مع كوريا الجنوبية والصين.
وجاءت ثورة 30 يونيو التي توقف فيها أيضًا بحث المشروع النووي لفترة كبيرة، وتم تعين الرئيس المؤقت عدلي منصور، الذي أعلن بدء مشروع قومي لإنشاء محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية بنفس المنطقة، وتسلمت القوات المسلحة المشروع.
وعقب ثورة 30 يونيو، وانتخاب الرئيس السيسي، قرر البدء في إنشاء المحطة النووية، كخطوة أولى نحو إحياء المشروع، وأعلن أن منطقة الضبعة هي المكان الأنسب لإقامة المشروع، حيث أوضح علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، أن زيارة الرئيس إلى روسيا ولقائه مع الرئيس الروسي ستشهد توقيع 3 اتفاقيات مهمة، من بينها مذكرة للتفاهم من أجل إقامة محطة نووية للأغراض السلمية في منطقة الضبعة.