رحلته الأخيرة إلى الصين، غيرت ملامح حياته، عاد منها فاعلاً للخير، 5 سنوات متواصلة يفكر «إمام عبده» فى مشروع قومى لفقراء الصعيد، بعيداً عن المجازفة فى المساعدات العينية والنقدية غير المجدية من وجهة نظره، 30 بيضة كانت بداية الحلم ل40 أسرة فى الصعيد، مشروع تكلف فى البداية 100 جنيه للأسرة الواحدة، تضاعفت أرباحه إلى 10 آلاف جنيه شهرياً. «بدأت فى سوهاج، وبعدها قنا وأصبحت نصف قرى الصعيد الفقيرة ضمن مشروعى»، بهذه الكلمات بدأ المهندس «إمام» حكايته، وكيف استفاد من سفره المتواصل إلى أوروبا والصين فى تنمية المجتمع على طريقته، وأضاف: «مكنة تفريخ واحدة موجودة فى جمعية خيرية، تستخدمها 40 أسرة، البيض يصبح كتاكيت بعد 21 يوماً، المشروع غير مكلف بالمرة ففى الشهر الأول يمكن للفرد جنى 10 أضعاف أرباحه مع نسبة خسارة محدودة، يعنى البيضة ب75 قرشاً حين تصبح (كتكوت) بجنيه ونصف الجنيه وبعد أسبوع تصبح دجاجة يمكن بيعها بسعر أعلى». رحلة الصين غيَّرته.. والمواطن: كل ما نحتاجه ماكينة تفريخ وغرفة إمام، وجه فكرته لنجوع وقرى الصعيد الأولى بالرعاية من وجهة نظره: «الجمعيات الخيرية لا تستثمر طاقتها فى توجيه الخير، لو أعطيت الفرد جاموسة ب21 ألف جنيه ممكن تموت فى أى لحظة، أما الملابس والطعام فهى أشياء مستهلكة، لكن مشروعى بدايته متواضعة وأرباحه مضمونة». «إمام» الذى يعمل فى مجال تجارة السيارات يمنح البسطاء دورة تدريبية على مشروعه، حتى لا يجدوا صعوبة فى التطبيق: «هناك قريتان فى الصعيد دخلهما تضاعف الفترة الأخيرة، على الرغم من أن أهلهم كانوا فقراء»، الرجل الخمسينى وجد أن الدولة لديها قدرة على توفير ثروة داجنة مع الحد من البطالة عن طريق مشروعه: «كل ما نحتاجه فى البداية ماكينة تفريخ، وغرفة صغيرة جيدة تهوية بكل قرية ليصبح لدينا مليون بيضة، ومليون كتكوت لمليون أسرة».