قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، إن الإمام الأكبر يقود أكبر ثورة لتطوير التعليم الأزهري بالكليات العملية بالأزهر والتي ستشهد طفرة علمية غير مسبوقة وستظل باقية رغم الحرب الشعواء ضدها، على حسب تعبيره. وأضاف خلال افتتاحه مؤتمر "الآفاق المستقبلية للعلوم الأساسية"، الذي نظمته كلية العلوم بفرع جامعة الأزهر بأسيوط، مساء اليوم، أن التعليم الأزهري يواجه تحديات كبيرة لكن التحدي الأكبر أمام الكليات العملية بجامعة الأزهر التي تواجه اليوم حربا شعواء ممن لا يريدون لها البقاء ويشككون في قدرتها على العطاء، في وقت تشهد فيه هذه الكليات طفرة علمية هائلة تثبت للجميع أن أبناء الأزهر دعاة وأطباء ومهندسين وصيادلة ومعلمين هم الأمل والمستقبل الواعد، مؤكدا أن هذه الكليات العملية والتطبيقية باقية وبقوة جنبا إلى جنب مع شقيقاتها من الكليات الشرعية والعربية والنظرية. وطالب "شومان" المسؤولين عن الكليات العملية بجامعة الأزهر، بإخراج نتاج علمي نفخر به أمام الداخل والخارج، من خلال الاحتكاك العلمي وتبادل الخبرات الثقافية والعلمية مع كافة الجامعات والمراكز البحثية في العالم. وأضاف "شومان"، "أن الأزهر أولى عناية خاصة لإتمام العمل في الصرح الطبي غير المسبوق في منطقة الشرق الأوسط، وها نحن على أبواب افتتاح صرح طبي نباهي به العالم وهو المستشفى التخصصي بجامعة الأزهر الشريف الذي سيدار وفقا لأحدث النظم العالمية". وأوضح أن جهود الإمام الأكبر امتدت بعد توليه مشيخة الأزهرلتشمل التطوير الشامل للعملية التعليمية بالأزهر الشريف، إلا أن الظروف التي مرت بها مصر بعد توليه مشيخة الأزهر حالت دون تنفيذ تلك الأفكار كما ينبغي، لكن بفضل الله انطلقت هذه الجهود انطلاقتها الكبرى في 4 سبتمبر 2013 حين وجه بتشكيل لجنة لإصلاح التعليم قبل الجامعي لتتبني وتنقل إلى حيز التنفيذ جهودا وأفكارا سابقة لمخلصين حاولوا تشخيص مشاكل التعليم الأزهري ووضع الحلول المناسبة له، مشيرا إلى أن تلك الجهود صادفتها أجواء غير ملائمة لمواصلة خطوات الإصلاح، فكانت اللجنة الأخيرة أكثر حظًّا، حيث صادفت رغبة مجتمعية ودعما من كافة مؤسسات الدولة وقيادتها وقناعة بضرورة إصلاح المنظومة التعليمية. وتابع "عمل بهذه اللجنة أكثر من 100 خبير في مجال التعليم من الأزهر وخارجه، وتمكنت بعد عام ونصف العام من صياغة مناهج جديدة تناسب العصر وترتبط بقضاياه ولا تبتعد عن تراثنا الإسلامي الذي نعتز به، والذي لا يقف حائلًا أمام تطوير التعليم ليناسب زمانه ومكانه ليكون التعليم الأزهري جامعًا بين الأصالة والمعاصرة وليحتفظ بخصوصيته الفريدة بين المؤسسات التعليمية على مستوى العالم. كما أكد وكيل الأزهر أن جامعة الأزهر لم تكن بمنأًى عن عملية التطوير هذه، فقد كانت توجيهات شيخ الأزهر أن يسير التطوير في التعليم الجامعي بالتوازي مع تطوير التعليم قبل الجامعي، إذ كلف شيخ الأزهر رئيس جامعة الأزهر بتشكيل لجنة مماثلة تعمل على دراسة مشكلات التعليم الجامعي وتطوير المناهج الجامعية، كما وجه إلى ضرورة تدريس مقرر عام لجميع طلاب الجامعة على غرار المقرر الذي سيبدأ تدريسه في الت كما أوضح وكيل الأزهر أن الجهود التي قام بها الأزهر الشريف للارتقاء بالتعليم لا تقتصر على التعليم الأزهري فقط، إذ إنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتعليم العام في بعض مقرراته، ولذا فإن التواصل والتنسيق مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي قائم ويُؤتي ثماره، وقد تولى الأزهر الشريف مراجعة المقررات الدينية التي تُدرَّس في مدارس التربية والتعليم، كما يسعى الأزهر لتنفيذ مقترح الإمام الأكبر الذي عرضه على المجلس الأعلى للجامعات بتطبيق مقرر جامعي كالذي بدأت جامعة الأزهر في إعداده ليطبق في العام الدراسي الجديد، وهو يهدف إلى تعزيز ثقافة الانتماء والمواطنة ويركز على المشتركات الإنسانية التي لا تفرق بين المسلمين وغيرهم، فالتحديات والمخاطر تحيق بالجميع دون تفرقة، ولا يضار منها فريق دون آخر.