انقلبت الحال بمحافظة السويس، ففي الوقت الذي كانت تعد فيه القوى الإسلامية نفسها للتظاهر بميدان الشهداء لنصرة الشريعة الإسلامية، ظهرت أحداث الانتهاكات والمذابح التي يتعرض له الشعب الفلسطيني نتيجة للقصف الصهيوني، وتحولت التظاهرات من المطالبة بتطبيق الشريعة إلى نصرة إخواننا في فلسطين. وتوافد المئات من جميع التيارات الإسلامية والمدنية عقب صلاة الجمعة في مسيرات خرجت من عدة مساجد لميدان الشهداء، رافعين الأعلام الفلسطينية وصورا للمجازر التي يتعرض لها شعبها. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب الرئيس مرسي بالتصعيد ضد إسرائيل، مؤكدين أن سحب السفير المصري من إسرائيل لا يكفي. وطالبوا بفتح باب الجهاد لمساندة الأشقاء في غزة وإلغاء معاهدة كامب ديفيد، ورفعوا لافتة مكتوبا عليها (أطفال ونساء وشيوخ تقتل وشعب يباد أين أنتم يا مسلمين؟). وتعالت أصوات المتظاهرين بالهتاف: (جربونا وسلحونا وعلى غزة ابعتونا) و(يا حكومة الجهاد افتحوا باب الجهاد) و(يا هنية قول لحماس الجهاد هو الأساس) و(أكبر رد على السفاح نودي لغزة السلاح) و(يا يهودي صبرك صبرك السويسي هيحفر قبرك) و(لو نسيتوا مش نسيين حرب 73) و(يا فلسطيني يا فلسطيني دمك دمي ودينك ديني) و(صبرًا صبرًا يا يهود جيش محمد سوف يعود) و(روح غزة يا قنديل والله بجد مصري أصيل). وقال مصطفى عبد السلام مقرر حركة التيار الثوري بالسويس، إن سحب السفير الإسرائيلي خطوة محمودة ولكن لا سبيل لوقف بحر الدم في غزة إلا بفتح باب الجهاد، وأعلن أنه مع أي فصيل يحمل السلاح ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي. وأوضح أن أي عدوان على الأراضي العربية هو عدوان على مصر وما يجري الآن من إسرائيل هو اختبار واضح منهم للحكومة المصرية عقب ثورة 25 يناير، وطالب بأن نطرح المعارك الجانبية ما بين التيارات السياسية المختلفة جانبًا والتوحد من أجل التصدي للعدو الذي يهدد أمن مصر القومي. من جانبه، يرى أحمد الكيلاني عضو الجمعية الوطنية للتغيير، أن مسألة سحب السفير المصري من إسرائيل سبق وأن فعلها الرئيس السابق مبارك بسحبه للسفير محمد بسيوني من إسرائيل أثناء الغزو الصهيوني لغزة عام 2006، وأن الأمر يتطلب قطع نهائي لأي علاقات سياسية واقتصادية بين الدول العربية والإسلامية مع العدو الصهيوني الغاشم وإلغاء معاهدة كامب ديفيد. وأكد المهندس أحمد محمود أمين حزب الحرية والعدالة بالسويس، أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني أمر لا تقبله الشعوب العربية والإسلامية.