يظل الجامع الأموي في حلب، له مكانته الخاصة في العالم الإسلامي، لما يحتويه من زخارف إسلامية ومكتبة نادرة للكتب القديمة والمخطوطات، لكن المسجد وقع بين صراع الحرب الأهلية بين الجيش النظامي والجيش الحر، ما جعله يتعرض لبعض الهجمات التي أدت إلى سقوط مأذنته. مسجد حَلَب الكَبير، أو الجامع الأموي في حلب، بني على الأراضي المصادرة، والتي كانت مقبرة كاتدرائية، وبدأ بناء أول مسجد في ذلك الموقع في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك في عام 715 ميلادي، وتم الانتهاء من بنائه عام 717 ميلادي، في عهد الخليفة سليمان بن عبدالملك، وبني في عهد كلٍ من الخليفتين الوليد بن عبدالملك وسليمان بن عبدالملك، علاوة على ذلك، تم تجاهل حكم مسلمة بن عبدالملك لجند قنسرين، من قبل المؤرخين العرب الأوائل، حيث إنهم ركّزوا اهتماماتهم على حملاته ضد الإمبراطورية البيزنطية والأرمن، وركزوا أيضا على حكمه لمناطق العراق وأذربيجان وأعالي بلاد ما بين النهرين وأرمينيا. تأثر الجامع بالمعارك الدائرة في حلب خلال الحرب الأهلية السورية في 2013، وتعرضت مكتبته التاريخية للحرق نتيجة المعارك الدائرة حول محيطه، كما انهارت مأذنته التاريخية في 24 أبريل 2013، وسط اتهامات بين المعارضة والنظام، ولحقت أضرار جسيمة بالمسجد، جراء اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش السوري الحر وقوات الحكومة السورية، وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد، مرسومًا بتكليف لجنة لإصلاح المسجد بحلول نهاية عام 2013. سيطر الثوار على المسجد للمرة الثانية في أوائل 2013، ويعد المسجد من أحد مناطق الاشتباكات بين الثوار وقوات الحكومة السورية، المتمركزة على بعد 200 متر، وانهارت مأذنة المسجد، حيث استحالت المأذنة ركامًا خلال اشتباك بالأسلحة الثقيلة، بين القوات الحكومية والثوار، خلال أحداث معركة حلب، وهي المعركة التي دارت في مدينة حلب شمال سوريا، بين القوات الحكومية والثوار، بهدف إحكام السيطرة على المدينة. يذكر أن الجامع الأموي في حلب، اكتسب شهرة على مستوى العالم الإسلامي، نظرًا لما يحتويه من زخرفة في فن العمارة الإسلامية وطراز عمراني قديم، إضافة إلى كونه عملا معماريا، اغتنى بإضافات كثيرة على مر العصور التاريخية المتعاقبة، فلا يكاد عصر من العصور التاريخية الإسلامية إلا وله شاهد في المسجد.