مصطفى أحمد، فى أواخر العشرينات، يعمل مهندسا معماريا بشركة خاصة، لم يتزوج حتى الآن، شارك فى الثورة منذ بدايتها، يعتبر نفسه سلفيا لكن دون لحية، وهذا لا يمنعه من رفض ما يثار حول تطبيق الشريعة، قائلا: «المواطن لسه جعان». ■ هل تعتقد أن الدولة تطبق الشريعة؟ - الشريعة ليست مُطبقة؛ لأن الشريعة تعنى العدل والحرية والمساواة زى أيام الرسول، صلى الله عليه وسلم، وده مش موجود على أرض الواقع. ■ وما رأيك فى دعوات تطبيقها؟ - أحكام الشريعة تتغير من عصر إلى عصر، حسب ظروف المعيشة، ما ينفعش بأى حال من الأحوال أطبق الأحكام دلوقتى، هل يُعقل أن أقطع يد السارق والناس مش لاقية تاكل؟ ده مش منطقى. ■ كيف ترى تطبيق الشريعة فى مصر؟ - أنا مسلم متدين وملتزم، ومقتنع أن دينى فيه الصالح للأمة، والشريعة تكفل العدل والمساواة والأمان، الشريعة عبارة عن معادلة رياضية إلهية، عندما نطبق جزءا معينا منها ينتج عنه شىء كويس وصالح للمجتمع، لكن تطبيق أحكامها غير مناسب فى هذه المرحلة؛ لأن الشريعة لا تهدف إلى العقاب فقط بقدر ما هى تقويم للسلوك الإنسانى، والرسول قال: «خيركم أحسنكم خلقا»، وده دليل على إن فيه أولويات كتير لازم تكون موجودة قبل تطبيق الشريعة منها الأخلاق التى تناساها المجتمع، لكن ما زال الفساد مستمرا، والمحسوبية قائمة، الشريعة ليست أحكاما يتفوه ويطالب بها البعض، لكنها منهاج حياة. ■ ما رؤيتك لتطبيق الأحكام أو المبادئ التى تتحدث عنها؟ - لا بد للدولة فى البداية أن توفر للشعب احتياجاته الأساسية من مأكل ومشرب ومأوى مناسب، وبعد أن تستقر أمور المواطنين تبدأ بتطبيق الشريعة. ■ يتحدث بعض السلفيين حول خلاف الأحكام والمبادئ، ما تعقيبك؟ - ده اسمه تناقض مع النفس، فى البداية كنا بندافع عن وجود المادة الثانية ودلوقتى عاوزين تطبيق الأحكام، طيب ازاى ده يحصل ولم يضع أحد تصورا عن وضعها الجديد؟ شايف إن الخلاف مجرد تشدد لفظى، مش معنى إنى سلفى يبقى لازم ألبس جلباب قصير وأمسك سواك «إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» حسب الحديث، نفسى أحكام الشريعة دى تكون موجودة فى الشارع مش فى الدستور. ■ هل تعتقد أن المادة الثانية فى الدستور غير مفعلة؟ - موجودة، لكنها كإحدى المواد، لكن لا بد أن نبحث عن تطبيقها فى الشارع، فلم تمنع المادة الثانية أى فساد ولا أسهمت فى إصلاح البلد منذ عام 1970 وحتى الآن. ■ وماذا عن الأقباط؟ - كل أهل ديانة يتبعون شرائعهم، والدستور كفل حرية العبادة والديانة السماوية. ■ وما رأيك فيمن يتظاهر من أجل تطبيق الأحكام الحرفية؟ - يتحدثون عن رفاهية، للأسف نحن فى حاجة إلى رجال دين وعلماء وأزهريين لهم دور فاعل على أرض الواقع وليس من خلال الشاشات التليفزيونية أو على المنابر، ومش عارف الناس دى درست الدين فين، ما ينفعش نطبق الأحكام فى هذا الوقت، أعتقد أن تنفيذها ليس من الإسلام دلوقتى، أما عن التظاهر فهو حق مكفول للجميع لا يمكن منع أحد أن يعبر عن رأيه حتى لو لم يكن هذا الرأى يحظى بالأغلبية، ولولا التظاهر لما قمنا بالثورة ولا سقط النظام، لكن المشكلة إن كل واحد دلوقتى بيعمله «جمعة» عشان يتظاهر فيها.