أحرز الجيش السوري، تقدمًا خلال اليومين الماضيين في غرب مدينة تدمر الأثرية، الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" منذ شهر، ليؤمن طريقا لنقل النفط، وفق ما ذكرت صحيفة سورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفادت صحيفة "الوطن"، المقربة من السلطات اليوم، عن تقدم بري ملموس على الأرض، لعناصر المشاة في الجيش في منطقة البيارات الغربية، التي كانت تحت سيطرة التنظيم المتطرف في محافظة حمص. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، طردت قوات النظام الجهاديين خلال اليومين الماضيين من البيارات، وأصبحت موجودة على بعد 10 كيلومترات عن "تدمر"، الواقعة في وسط سوريا. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لوكالة "فرانس برس"، أن سيطرة قوات النظام على هذه المنطقة، تمكنها من تأمين طريق لنقل النفط من حقل جزل النفطي، الواقع على بعد نحو 20 كيلومترا شمال غرب تدمر، عبر البيارات نحو المدن السورية الأخرى الواقعة تحت سيطرتها. واستقدمت قوات النظام وفق المرصد، تعزيزات عسكرية إلى منطقة البيارات، بالتزامن مع استمرارها في شن غارات جوية كثيفة على "تدمر"، تسببت في مقتل 11 مدنيا على الأقل أمس. من جهتها، ذكرت صحيفة "الوطن"، أن سلاح الجو التابع للجيش العربي السوري، كثف ضرباته لمعاقل مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة "تدمر" ومحيطها. وفخخ مقاتلو تنظيم "داعش" بالألغام والعبوات الناسفة، المواقع الأثرية في "تدمر"، المدرجة على لائحة التراث العالمي، بحسب ما أكد المرصد أمس، ما يثير مخاوف جدية حول مصير هذا الإرث التاريخي. ولم تتضح أهداف التنظيم، من تفخيخ المواقع الأثرية، وما إذا كان يخطط لتفجيرها، أم وضعها لمنع تقدم قوات النظام التي باتت موجودة غرب تدمر، كما لم تتعرض أثار "تدمر" لأي تخريب حتى الآن، منذ سيطرة الجهاديين على المدينة في 21 مايو، فيما دمر التنظيم مواقع أثرية عدة في العراق، أبرزها آثار الموصل ومدينتي الحضر ونمرود. وبحسب عبدالرحمن، فإن "أولوية النظام في الوقت الراهن، هي حماية وتأمين حقول النفط والغاز في تدمر ومحيطها، والتي يعتمد عليها في توليد الكهرباء للمناطق الخاضعة لسيطرته، وتحديدا دمشق وبانياس (الساحل) وحمص". ورجح عبدالرحمن، أن النظام لن يهاجم "تدمر" في الوقت الحالي، لأنه لا يحظى بحاضنة شعبية داخل المدينة يمكنه الاعتماد عليها لاستعادة السيطرة على "تدمر".