شارك نحو 40 رسامًا كاريكاتيريًا من عدة دول في مسابقة موجهة سياسيًا في طهران لإظهار "الطبيعة الحقيقية" للجهاديين، معتبرين أن "أحدًا لا يمكنه أن يغض النظر عن جرائم تنظيم داعش". وجمعت المسابقة التي بدأت الأسبوع الماضي، حوالي 300 عمل لرسامي الكاريكاتور الصحفيين من 43 بلدًا منهم "البرازيل، أستراليا، ماليزيا، إندونيسيا، إيطاليا، المغرب". وقال عضو اللجنة المنظمة للمسابقة مسعود شجاعي طبطبائي لوكالة "فرانس برس"، على هامش حفل توزيع الجوائز، مساء أمس، "نريد إظهار حقيقة الطبيعة الإجرامية لداعش". وأضاف أن "داعش يهدف لزرع الفرقة بين المسلمين، بين السنة والشيعة". ويعتبر الكاريكاتور الصحفي تقليدًا في إيران، رغم القيود الكثيرة و"المحرمات" مثل المرشد الأعلى، والجيش أو رجال الدين، إلا أن الرسومات سخرت من القادة العرب، والولايات المتحدة وإسرائيل. وظهرت في إحدى الروسومات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون تحيك سترة عليها شعار التنظيم مع نقاط على شكل جمجمة، وواحدة من الرسومات الفائزة تظهر أيضًا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بذيل ثعلب. ونال الجائزة الأولى، رسم للملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، يظهره نصف رجل مبتسم، ونصف ثعبان. ويقول الفائز شارهام شيرزادي، وهو منتج أفلام رسوم متحركة في التلفزيون الرسمي "يجب أن يعرف العرب والمسلمون قسوة داعش الذي يقتل النساء والأطفال". وأضاف "أظهر الملك سلمان الذي يحظى بدعم غربي كبير، كما هو في الواقع، ثعبان سام يبتسم لكنه يقتل أيضًا". أما الجائزة الثانية، فهي لرسم يظهر أبوبكر البغدادي، "الخليفة" على الأراضي التي غزاها التنظيم، بلحية من النصال، وفي الخلفية، يقطر الدم على جدار مغطى بنجمة داود. ويشرح أحد المشاركين، ويدعى بهزاد بيجديلي لفرانس برس، "نحن الرسامون، يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لإظهار الحقيقة". وأضاف أن "للرسومات تأثير أكبر من النصوص، أو الصور التي يمكنها أن تفعل الكثير لوصف الرعب، لكن الرسومات لديها جانب هزلي يبقى في أذهان الناس". جوكر، وهو رسام كاريكاتور بورمي، يرسم جهاديًا قطع رأسه بخط قلم الرسام الأحمر، بينما كان يستعد لقطع رأس ضحية. وقال جوكر، ردًا على سؤال بشأن الطبيعة السياسية للمسابقة، إن "كل بلد ينظم مسابقاته حسب آرائه السياسية، هذا طبيعي، لكن الرسالة الرئيسية هو إظهار الجرائم الحقيقية لداعش". وقال رسام الكاريكاتور المغربي الشهير ناجي بن ناجي إن "داعش يشكل خطرًا على العالم، رأيناه في الهجوم على المجلة الأسبوعية الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" يجب علينا أن نتكاتف معًا". وأضاف "أريد أن أقول للناس، حذار، لا تعطوا أموالكم للإرهابيين، أعطوها لفلسطين". كما تظهر إحدى الرسومات، تظهر أميرًا خليجيًا يمد ذراعيه على شكل مضخة نفط واحدة مليئة بالأوراق النقدية تصب في حقيبة جهادي مسلح، والأخرى فارغة لا تصب شيئا في كيس يحمله 3 أطفال فلسطينيون يرتدون الكوفية.