نوسفيراتو.. مقابلة مع مصاص الدماء.. الشفق.. العالم السفلي.. فان هلسنج.. وغير هذه العناوين، كلها تنتمي لعالم معروف يعشقه كل مهتم بالرعب وأدبه وأفلامه، وهو عالم مصاصي الدماء، الذي بدأت الحمى الخاصة بها تنتشر رويدًا في العالم، على يد أديب أيرلندي تحين اليوم ذكرى مولده، وهو برام ستوكر. كل العناوين السابقة تعود إلى أفلام، وبعضها كان ينتمي إلى روايات أدبية تحولت إلى أفلام فيما بعد، لكن مصدرها ومنبعها كانت قصة "دراكيولا" الأكثر شهرة على الإطلاق، والتي كتبها برام ستوكر في 1897. جاء الأيرلندي برام ستوكر إلى هذا العالم في الثامن من نوفمبر عام 1847 في الجزء الشمالي من دبلن في أيرلندا، وكان الثالث بين سبعة من الأبناء، وعمل لفترة مديرًا لأعمال الممثل المسرحي البريطاني سير هنري أيرفنج، الذي صار فيما بعد صديقًا له، ثم تولى إدارة مسرح الليسيوم الذي كان ملكًا لهذا الممثل، ومن خلال ذلك تعرف على مجموعة مهمة من أدباء هذا العصر مثل آرثر كونان دويل ومارك توين وأوسكار وايلد. بعد أن ربطته صداقة مع بروفيسور من جامعة بودابست بالمجر، حكى له الأخير عن أساطير مصاصي الدماء التي يتناقلها المواطنون في ترانسلفانيا، وعلى الفور أخذ ستوكر يدرس جميع الموضوعات الخاصة بمصاصي الدماء وأساطيرهم في ترانسلفانيا خاصة وأوروبا عامة، كما درس خصائص الخفاش كأحد الثدييات الماصة للدماء. كل هذا قبل أن يكتب رواية "دراكيولا" مستمدًا شخصية مصاص الدماء فيها من الكونت فلاد الثالث أمير والاشيا، الذي عاش في فترة منتصف القرن الخامس عشر، واشتهر بدمويته، وكذلك من شخصية إليزابيث باثوري من ترانسلفانيا، والتي اشتهرت بجمالها وأصابها خوف مرضي من ذبول هذا الجمال فرأت أن دماء الشابات سوف تحفظ لها هذا الجمال، فقتلت 50 من خادماتها وسبحت في دمائهن، وعلى خلفية تلك الجريمة احتجزت خلف جدران قلعتها حتى ماتت في 1614. وكان للأديب الأيرلندي عدة روايات رومانسية وهو المعروف بالكتابة عن الرعب، كذلك مجموعة من القصص القصيرة التي نشرها على مدى سنوات عمره، الذي انتهى في العشرين من أبريل عام 1912 بعد تدهور صحته في سنواته الأخيرة، لكن سبب الوفاة الحقيقي لا يزال غامضًا حتى الآن.