ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"الأمريكية اليوم "الخميس" أنه حتى قبل إقرار انتصاره الانتخابي رسميا، يواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحديات كبيرة ومتنوعة على صعيد السياسة الخارجية ستختبر إدارته حتى وهي تسعى لتركيز الانتباه على الاقتصاد والمواجهة التي تلوح في الأفق حول الميزانية مع الكونجرس. وأضافت الصحيفة أن مسئولي الإدارة والمحللين السياسيين يقولون إن أوباما سيضطر بالتأكيد إلى التحرك قبل يوم توليه للتعامل مع الأزمات المتصاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط من حرب أهلية مستمرة منذ 20 شهرا في سوريا إلى مواجهة نووية متصاعدة مع إيران. وأشارت الصحيفة إلى أنه في نفس الوقت فإنه يتعين على الإدارة اجتياز مرحلة خفض عدد القوات المعقدة لوجستيا في أفغانستان بينما تتعامل مع توالي العواصف السياسية والمالية التي تجتاح أوروبا وأفريقيا وآسيا. وأوضحت الصحيفة أن أوباما يواجه مشهدا به عدم يقين في الشرق الأوسط حيث تسعى الولاياتالمتحدة إلى الابتكار من جديد فى علاقاتها مع مصر وليبيا وحتى مع استمرار ثورات الربيع العربي. ولفتت الصحيفة إلى أنه في نفس الوقت يواجه البيت الأبيض كوريا الشمالية المسلحة نوويا، بالإضافة إلى الريبة المتزايدة من حكومات موسكو وبكين. وأشارت الصحيفة إلى قول آرون ديفيد ميلر مستشار وزارة الخارجية الأمريكية للإدارات الديمقراطية والجمهورية، إن مشاكل السياسة الخارجية التي تواجه إدارة أوباما الثانية، هي مثيرة للانزعاج والإرباك بقدر أى مشاكل واجهتها أى إدارة أمريكية فى العصر الحديث. ونوهت الصحيفة إلى أن أوباما يواجه قضية مهمة خاصة بشأن تعامله مع سوريا التى انتشر فيها النزاع بشكل متزايد إلى الدول المجاورة وشكل قطبا جاذبا من المقاتلين الإسلاميين المتطرفين وكميات أكبر من الأسلحة. وأضافت الصحيفة /إنه فى قضية إيران يتلعثم مسئولو البيت الأبيض من أجل نيل الفرصة الأخيرة من أجل اتفاق نووى يدرء ضربة عسكرية ويتجنب ربما حرب شرق أوسط جديدة. وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن أوباما يواجه في أفغانستان مهلة انسحاب القوات المقاتلة من البلاد فى عام 2014 لكن مسألة ما إذا كانت القوات الأفغانية ستكون مستعدة للاضطلاع بمسئولة تأمين البلاد وشكل العلاقات الأمريكية الأفغانية لا يزالان غير مؤكدين. من جانبها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الرئيس الأمريكى يواجه مجموعة من العلاقات التى يجب تقويتها وعلاقات يجب إعادة تحديدها، مشيرة إلى أنه بالنظر فى التاريخ فإن أوباما سيركز اهتمامه على الخارج خلال الأعوام الأربعة المقبلة على أمل وضع بصمة أو تأثير على العالم الذى له علاقة بالبرامج الداخلية الشاملة لولايته الأولى. وأضافت الصحيفة، إنه حتى في إيران وروسيا والصين والشرق الأوسط فإن هناك الكثير من الفرص لقائد يسعى ليكون له إرث كرجل دولة. وأوضحت الصحيفة، أن هناك الكثير من القضايا لن يكون أمام أوباما سوى التعامل معها، وذلك بعد تأجيل مسئولي الإدارة الأمريكية قرارات حول عدد من المشكلات المزعجة بسبب الانتخابات الرئاسية. ولفتت الصحيفة إلى أنه كما فعل ريتشارد نيكسون في فتح العلاقات مع الصين، ورونالد ريجان في تبني الحد من التسلح، فإن أوباما قد يرى ساحة السياسة الخارجية مكان لتحقيق شيء أكثر استمرارا في الولاية الثانية من إدارة الأزمة وأكثر إرضاء من عدم إحراز التقدم الذي أصاب مبادراته الداخلية. وأشارت الصحيفة إلى أن التعامل مع إيران لوقف برنامجها النووي يتصدر قائمة قضايا أوباما حسبما يتفق مسئولو الإدارة وخبراء السياسة الخارجية. ولفتت الصحيفة إلى أن المسئولين يقولون إن الولاياتالمتحدة ستتواصل على الأرجح مع الحكومة الإيرانية فى مفاوضات مباشرة فى الأشهر القليلة المقبلة فيما سيكون محاولة دبلوماسية أخيرة لتجنب ضربة عسكرية على منشآتها النووية.