أينما يولى وجهته يعلن عن «تفاؤله» بشأن المستقبل الاقتصادى للبلاد. ترتفع الصادرات المصرية فى سبتمبر الماضى، فيؤكد أن ثمة مؤشرا لتحسن اقتصاد البلاد، دون أن يتحدث عن الهيكل الحقيقى لتلك الصادرات ونسبة القيمة المضافة بها. تبدى 180 مصنعا جديدا استعدادها لاستثمار 8 مليارات جنيه فى السوق فيرى أن مناخ الاستثمار فى مصر أضحى جاذبا، دونما أن يفصح عن عدد المصانع المتوقفة، أو تلك التى قلصت استثماراتها لحين وضوح رؤية حكومية بدا لكثيرين أنها غير متوافرة حتى الآن. يرى أن حكومة قنديل، المنتمى إليها، تسير على الطريق الصحيح، دون أن يشير إلى خططهم واستراتيجيتهم لتحقيق ذلك. يأتى المهندس حاتم صالح، أول وزير للصناعة والتجارة الخارجية، ضمن أبرز الوزراء الذين تصدوا للدفاع عن قرار الحكومة بغلق المحال التجارية فى العاشرة مساءً، من خلال توسطه لإقناع الغرف التجارية بالقرار الذى يعتبرونه هم «وقف حال». يُحذِرُهُ التجار من تطبيق القرار بشكله المعلن، ومما سموه «خراب بيوت»، فيرد صالح عليهم بمنطق «تفاءلوا بالخير تجدوه»، وهو المنطق ذاته الذى يتخذ منه الوزير الشاب «قاعدة عمل». يأخذ البعض عليه إفراطه فى «التفاؤل» الغالب على النظرة الواقعية بشأن الحالة الاقتصادية التى تتطلب أولا وقبل كل شىء كشف الحقائق والاعتراف بوجود مشكلات حقيقية، وتشخيصها وإعلان جدول زمنى لحلها من خلال خطط واضحة. «الأوطان لا تنتقل من قمة الاستبداد إلى دروب الرقى والحضارة فى أيام أو شهور، وإنما تحتاج إلى عدة سنوات من العمل الدءوب والسير على خطة واضحة وفى ظل مناخ سياسى مستقر» يقولها صالح الذى جاء إلى مقعد وزارة الصناعة قادما من القطاع الخاص الذى عمل به لسنوات إثر تخرجه فى كلية الهندسة من جامعة القاهرة فى العام 1993، ليمر على عدد من أشهر شركات الغذاء فى مصر من بينها مجموعة «يونيليفر»، و«أمريكانا» و«بيتى»، لينتهى به المقام قبل الوزارة كمدير تنفيذى لشركة «جذور»، التابعة لمجموعة القلعة. «بالرغم من كل شحنات الإحباط واليأس الذى يحاول البعض بثها فى النفوس فإننى أجد نفسى أكثر تفاؤلا وأملا فى المستقبل وثقة فى قدرة الإنسان المصرى، من أى وقت مضى» يضيف أصغر الوزراء سنا، فى حكومة قنديل، معتبرا أن قرار غلق المحال فى العاشرة شجاعة حكومية لا بد أن تقابلها تضحيات، خاصة أنه سيوفر للدولة 6 مليارات جنيه وفقا لحساباته. بخلاف خبراته الكبيرة فى المجال الصناعى، تحمل السيرة الذاتية لصالح خلفية سياسية، فهو يعد واحدا من الذين قرروا خوض العمل السياسى من خلال تأسيسه لحزب الحضارة مع نائب الشعب السابق محمد عبدالمنعم الصاوى. يفكر الآن الوزير الذى لا يفضل التواصل كثيرا مع الصحافة فى الملفات المطروحة أمامه، سائلا نفسه عن أدواته فى مواجهة المشكلات التى لن تكون قضية المحال التجارية أولها ولا آخرها، فتعود إليه الإجابة حاسمة: المشاكل جميعها ستُحل.. ب«التفاؤل».