سيطرت جبهة النصرة وكتائب مقاتلة بشكل كامل، اليوم، على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في شمال غرب سوريا، في ضربة موجعة للنظام قد تكون مقدمة لتهديد معاقل آخرى أساسية له. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لوكالة "فرانس برس"، سيطرت جبهة النصرة وكتائب آخرى، اليوم، على مدينة جسر الشغور بشكل كامل بعد معارك عنيفة مع قوات النظام استمرت منذ الخميس". وذكر المرصد، أن هناك "ما لا يقل عن 60 جثة لعناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضباط في شوارع المدينة، قتلوا خلال المعارك التي أدت إلى السيطرة على المدينة". وأشار إلى دخول آلاف المقاتلين إلى المدينة وانسحاب العدد الأكبر من قوات النظام، وإلى استمرار الاشتباكات في نقاط محددة جنوب جسر الشغور وشرقها. وكان "جيش الفتح"، وهو تحالف يضم جبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا وفصائل، مقاتلة أبرزها حركة أحرار الشام، أعلن الخميس بدء "معركة النصر" الهادفة إلى تحرير جسر الشغور. ورأى عبدالرحمن، أن الجسر، "أكثر أهمية من مدينة أدلب لأنها تقع على تخوم محافظة اللاذقية، ومناطق في ريف حماة الشمالي الشرقي خاضعة لسيطرة النظام". وبات وجود النظام في محافظة أدلب يقتصر على مدينة أريحا "على بعد حوالي 25 كيلومترا من جسر الشغور"، ومعسكر المسطومة القريب منها، بينما مجمل المحافظة بين أيدي مقاتلي المعارضة، ولا سيما جبهة النصرة. وقال الناشط من "تنسيقية الثورة السورية" في أدلب خالد دحنون، للوكالة عبر الأنترنت أن "جسر الشغور محررة بالكامل"، مشيرًا إلى أن "مدينة أريحا محاصرة بالكامل، ومعسكري المسطومة والقرميد محاصران". ونشرت أحد الحسابات الرسمية لجبهة النصرة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، صورًا لمقاتلي النصرة، وهم يتجولون أو يجلسون إلى جانب طريق في "جسر الشغور المحررة"، مع أسلحتهم الخفيفة، كما بدت في الصور أعلام لجبهة النصرة مرفوعة على آليات وأبنية، وأقر الإعلام الرسمي السوري بانسحاب القوات السورية من جسر الشغور. ونقل التلفزيون الرسمي في شريط إخباري، عاجل، عن مصدر عسكري أن "وحدات من قواتنا الباسلة تعيد بنجاح انتشارها في محيط جسر الشغور تجنبًا لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين الأبرياء"، مشيرًا إلى أن المسلحين "تدفقوا من تركيا" للمشاركة في معركة جسر الشغور. وأضاف أن "قواتنا الباسلة تعزز مواقعها الدفاعية، وتوجه ضربات مركزة على تجمعات الإرهابيين، وخطوط آمدادهم في جسر الشغور". وخسر النظام خلال الأسابيع الماضية، العديد من مواقعه، أبرزها مدينة أدلب، ومعبر نصيب الحدودي في الجنوب. وقال مسؤول سياسي في دمشق، رفض الكشف عن اسمه، إن "هجومًا كبيرًا يحصل بناء على اتفاق بين السعودية وقطر وتركيا" الداعمة للمعارضة السورية، مضيفًا أن الهدف منها "أن يصل النظام في موقع ضعيف إلى مفاوضات جنيف". وقال الخبير في الشؤون السورية تشارلز ليستر، إن سقوط جسر الشغور "قد يمهد لهجوم على اللاذقية، وقد يكون ذلك أمرًا خطيرًا جدًا بالنسبة إلى النظام". وأضاف "لا يجب أن ينظر إلى هذه العملية على أنها هجوم بسيط، بل على أنها تندرج ضمن استراتيجية أكثر اتساعًا".