توفى الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، أمس، بمستشفى الجلاء التابع للقوات المسلحة، عن عمر يناهز ال76 عاماً، بعد تعرضه لوعكة شديدة منذ أيام، وأجرى على أثرها عملية جراحية بالمخ، وخرج جثمان الشاعر الكبير من وحدة جراحة المخ والأعصاب بمستشفى الجلاء فى طريقه للإسماعيلية حيث سيشيع الجثمان، ولم يوجد بالمستشفى أثناء خروج الجثمان سوى زوجة الفقيد المذيعة نهال كمال وابنتيه «آية» المذيعة فى قناة «سى بى سى»، و«نور» الطالبة بالجامعة الأمريكية، بالإضافة إلى عدد قليل من الصحفيين والمصورين. «عدَّى النهار» وفارقت روح «الخال» جسده بعد صراع طويل مع أمراض الرئة وتجلطات وقصور كلوى وأتت التجمعات الدموية بالمخ على البقية الباقية من جسده النحيل الذى صمد أمام غارات الحرب فى الإسماعيلية التى رفض الرحيل عنها بالرغم من الحرب وخارت قوى قدمه التى ساندته لساعات وقف خلالها ساعات ليبدع أغانى الحرب «ابنك يقول لك يا بطل» و«أحلف بسماها وبترابها»، وصارت كلماته أنشودة نصر تغنَّى بها تلامذة المدارس «صباح الخير يا سينا». صدمة الوطن العربى برحيله شابهت حزنهم على رحيل رفيق دربه عبدالحليم حافظ الذى غنَّى له «أعز الناس». من جانبه، أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، اتصالاً هاتفياً بأسرة الشاعر عبدالرحمن الأبنودى، لتقديم واجب العزاء، فى وفاته عن عمر يناهز 76 عاماً، ونعت رئاسة الجمهورية ببالغ الحزن والأسى الشاعر الوطنى الكبير، وقالت فى بيان لها، أمس، إنها تتقدم لأسرته وذويه ومحبيه فى مصر والوطن العربى بخالص التعازى والمواساة، تغمد الله الفقيد برحمته وأسكنه فسيح جناته. وأضاف البيان أن «مصر والعالم العربى فقدا شاعراً عظيماً وقلماً أميناً ومواطناً غيوراً على وطنه وأمته العربية، أثرى شعر العامية من خلال أشعاره وأزجاله الوطنية التى عكست أصالة المواطن المصرى وواقع البيئة المصرية، لا سيما فى صعيد مصر، وعبرت عن الوطن فى أفراحه وأحزانه، وفى انتصاراته وآلامه، وسيظل الفقيد وعطاؤه الممتد رمزاً وطنياً وعربياً نفخر بأنه من أبناء مصر الأوفياء الذين أضافوا إلى سجل إبداعها فصلاً ثرياً زاخراً بصدق المعانى وروعة الأسلوب»، وتقدم المكتب الإعلامى للرئيس عبدالفتاح السيسى بخالص العزاء للشعب المصرى فى وفاة الشاعر الكبير، وقال فى بيان له: «رحل الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى بجسده ولكنه سيبقى بروحه وكلماته وقصائده ومواقفه الوطنية رمزاً أدبياً وفنياً ومصرياً خالصاً، لم يتأخر قط عن نداء الوطن حينما احتاجه، وعاش مدافعاً عن قيمه وتراثه وحضارته، وحفر فى وجدان كل مصرى وكل مواطن عربى صورة عصية على المحو، أو النسيان، ونسأل الله العلى القدير أن يتغمد الشاعر الكبير بواسع رحمته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جنانه ويلهم أهله الصبر والسلوان». ونعى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، عبدالرحمن الأبنودى، وقال: «فقدت مصر قامة وطنية وشعرية كبيرة، أسهمت بإنتاجها الشعرى والغنائى فى إثراء الحياة الشعرية والغنائية على مر السنوات الماضية».